قدّم الاتحاد الفلسطيني لكرة القدم، في بيانه الذي أُصدر يوم الأربعاء، اعتراضه الشديد على اقتحام ملعب اليرموك في قطاع غزة من قبل قوات الاحتلال الإسرائيلي، وتحويله إلى مركز للاعتقال والتعذيب والتحقيق، مُعتبراً ذلك انتهاكاً صريحاً للقوانين الدولية والميثاق الأولمبي والمواثيق الدولية والقارية.
واعتبر الاتحاد الفلسطيني، أن تحويل ملعب اليرموك لمعسكر اعتقال يُظهر نوايا إسرائيل العدوانية استهداف النشاطات الرياضية والشبابية والكشفية الفلسطينية.
أشار البيان إلى أن اقتحام الملعب الذي يُعتبر من أقدم الملاعب في فلسطين، والذي تأسس في عام 1952 ويتسع لحوالي 15 ألف متفرج؛ ليس حدثاً مُنفصلاً عن الواقع الرياضي والحركة الفلسطينية بشكل عام في ظل هذا العدوان على الشعب الفلسطيني.
يُعدّ ملعب اليرموك في غزة أحد أكبر وأقدم الملاعب الرياضية على مستوى القطاع، ويحمل الملعب تاريخاً حافلاً بذكريات الرياضة، فضلاً عن أن معظم الاحتفالات والمهرجانات الوطنية تُعقد فيه. وتم تجهيزه ليلبي المعايير الدولية لكونه ملعباً بيتياً فلسطينياً.
وأضاف البيان أن هذا الانتهاك الصارخ للمواثيق الدولية يُضاف إلى سلسلة طويلة من انتهاكات حقوق الرياضة الفلسطينية، بما في ذلك قتل واعتقال الرياضيين.
طالب الاتحاد الفلسطيني لكرة القدم اللجنة الأولمبية الدولية والاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) والاتحاد الآسيوي وكافة الجهات المعنية باتخاذ موقف فوري تجاه هذه الانتهاكات الفادحة لحقوق أحد أعضائها، وتحميل الاحتلال المسؤولية القانونية، وتوفير الحماية للمنشآت الرياضية.
وأكد الاتحاد في رسائله العاجلة إلى اللجان الدولية والقارية والإقليمية، ومنها الاتحاد الدولي والآسيوي والاتحاد الرياضي للتضامن الإسلامي والاتحاد العربي لكرة القدم، وكافة الاتحادات الوطنية، على أن الأوضاع الرياضية في فلسطين تحت سيطرة الاحتلال، وطالب بإجراء تحقيق دولي عاجل في جرائم الاحتلال ضد الرياضة والرياضيين في فلسطين.
تاريخ ملعب اليرموك
لملعب اليرموك تاريخ بارز في الحركة الرياضية الفلسطينية، حيث كان معقلاً من معاقل الحركة الرياضية الفلسطينية بعد النكبة وقيام إسرائيل عام 1948.
صاحب فكرة بناء ملعب اليرموك هو الرياضي عبد الكريم أبو دف الذي شغل منصب مفتش للتربية الرياضية خلال فترة الأربعينيات، وشاركه في رحلة التأسيس رفاق دربه: عبد الكريم عبد المعطي، وسليمان الشرفا، وصبحي فرح، وراشد الحلو، ومحمد سكيك. وفي فترة زمنية قصيرة أصبح ملعب اليرموك من أبرز المشاريع الرياضية في الوطن بحلته الخضراء.
افتتح ملعب اليرموك بشكل رسمي، بمباراة كرة القدم بين نادي غزة الرياضي ونادي شباب خان يونس، وانتهى اللقاء التاريخي بفوز رعاية شباب غزة بهدف وحيد.
خلال فترة الخمسينيات والستينيات، أقيمت العديد من المناسبات الاجتماعية وتكريم البعثات الرياضية والمدرسية. وخلال الفترة نفسها، احتضن ملعب اليرموك العديد من فرق الأندية المصرية، واستمر هذا النشاط حتى حرب يونيو/حزيران 1967.
بعد نكسة يونيو/حزيران عام 1967، احتضن نادي اليرموك مقر رابطة الأندية الرياضية التي كانت أول مؤسسة رياضية تقود النشاط الرياضي بعد النكسة، إضافة لذلك ينفرد اليرموك بخاصيته ومركزه وصدارته بكل البطولات والمسابقات والمهرجانات لأندية الرياضية والمدارس بكل مراحلها.
وظل اليرموك معقلاً وخندقاً من خنادق الصمود والتحدي لأبناء الحركة الرياضية الفلسطينية في ظل الانتفاضة الأولى. وفي مؤتمر جماهيري، عام 1995، ومن فوق أرض الملعب، أعلن الرئيس الفلسطيني الراحل ياسر عرفات أن القدس عاصمة الدولة المستقلة.