بعد كثير من الجدل الذي تسبب به، أكد مدرب نادي مولودية الجزائر، الفرنسي باتريس بوميل، دعمه المطلق للشعب الفلسطيني ضد العدوان الإسرائيلي الدموي.
ففي تصريحات صحفية، أكد المدرب الفرنسي أنه يعارض الحرب ويرفض الظلم الواقع على الشعب الفلسطيني، وقال باتريس بوميل: "بعيداً عن الضحايا من مجال كرة القدم والرياضة، بشكل عام نحن ضد الحرب.. وضد هذا الظلم الذي يحدث في فلسطين".
وتحدث المدرب الفرنسي عن أهمية كرة القدم في إرسال رسائل السلام، فأضاف مدرب عميد الأندية الجزائرية: "كرة القدم وجدت من أجل السلام، ومن أجل إيصال رسالة نبيلة لكل العالم".
كما تمنى بوميل، الحظ السعيد للمنتخب الفلسطيني في كأس آسيا 2023، واختتم حديثه: "نتمنى لهم التوفيق، وحضورهم للجزائر يؤكد نواياهم للذهاب بعيداً، وتمثيل المنتخب أجمل شيء يحصل لأي لاعب.. نتمنى أن يقدموا أجمل صورة عن فلسطين".
هدّأت هذه التصريحات من روع الجماهير الجزائرية الغاضبة من المدرب الفرنسي الذي كان قد نشر عبر حسابه على موقع "إنستغرام" منشورات متعلقة بالحرب الإسرائيلية على قطاع غزة تم تفسيرها على أنها مساواة بين "الضحية والجلاد".
ونشر بوميل على حسابه على إنستغرام صورتين، تظهر الصورة الأولى طفلاً فلسطينياً يرتدي الكوفية يعانق آخر إسرائيلياً بالقبعة اليهودية (الكيباه) على أرض فلسطين، بينما تظهر الصورة الثانية كلمة "تعايش" باللغة الإنجليزية تتضمن رموز الهلال ونجمة داوود والصليب.
وبعد نشره تلك الصورة، طالب نشطاء وصحفيون بمعاقبة بوميل من قبل الاتحاد الجزائري لكرة القدم. فُسّرت منشورات المدرب الفرنسي بأنها دعوة إلى التطبيع، واعتبر البعض أنها رسالة لا مبالاة مما يتعرض له أهل غزة من أهوال في الحرب الدائرة عليهم حالياً.
خصوصية المولودية
ولنادي مولودية الجزائر وضع خاص في الكرة الجزائرية والأفريقية، فهو أعرق الأندية الجزائرية وأكثرها جماهيرية، فقد تأسس عام 1921، في فترة الاستعمار الفرنسي، وله باع طويل في الدفاع عن الهوية الإسلامية للجزائر. ولقد سمّي النادي بالمولودية نسبة للمولد النبوي الشريف.
كما أعلنت إدارة نادي مولودية الجزائر المشاركة في المظاهرات الشعبية الداعمة للشعب الفلسطيني. إذ أعلنت إدارة عميد الأندية الجزائرية، أنّ قرار المشاركة اتخذ تماشياً مع موقف الحكومة الجزائرية وشعبها تجاه القضية الفلسطينية العادلة في صراعها الوجودي مع قوى الشر والظلم.
ومنذ 7 أكتوبر/تشرين الأول الماضي، يشن جيش الاحتلال الإسرائيلي حرباً مدمرة على قطاع غزة، خلّفت 21 ألفاً و110 شهداء، و55 ألفاً و243 جريحاً، معظمهم أطفال ونساء، ودماراً هائلاً في البنية التحتية، وكارثة إنسانية غير مسبوقة، وفقاً لسلطات القطاع والأمم المتحدة.