سواء خانته دقات قلبه، أم خانه طبيبه، لن يكون الفرق كبيراً. في كلتا الحالتين، فقد العالم أحد أهم نجومه، وفقدت كرة القدم أيقونة لن تعوّض: دييغو أرماندو مارادونا.
رحل مارادونا عن الحياة، توقف القلب الذي قال مارادونا إنه مسكون بفلسطين.
"داخل قلبي، أنا فلسطيني".. هكذا عبّر مارادونا الإنسان والنجم عن رأيه في القضية الفلسطينية ليأخذ موقفاً داعماً واضحاً للشعب الفلسطيني.
حاول السياسيون الإسرائيليون التشويش على هذه الحقيقة عندما مات، فخرج رئيس الوزراء الإسرائيلي ليقول في نعيه لمارادونا: "لقد كان صديقاً حميماً لإسرائيل".
في هذا التقرير نسلط الضوء على أبرز مواقف وتصريحات أسطورة كرة القدم الأرجنتينية دييغو أرماندو مارادونا الداعمة لفلسطين.
تحيا فلسطين
في أغسطس 2011، فاجأ أسطورة كرة القدم الأرجنتيني دييغو مارادونا الشارع الكروي بارتدائه الكوفية الفلسطينية، ورفع علامة النصر، والهتاف: "تحيا فلسطين".
كان مارادونا حينئذٍ مدرباً لنادي الوصل الإماراتي، وقد اعتاد أن يصافح مشجعي نادي الوصل والجماهير المحبة له عقب التدريبات. ومن وسط الجماهير، تقدم له مشجعون فلسطينيون وأهدوه الكوفية الفلسطينية، فتهللت أساريره واحتضن الفلسطيني الذي قدمها له، ثم ارتداها من فوره وصاح بصوت عالٍ وبطريقته الكاريزمية في الحديث: "Viva Palestine"، والتي تعني باللغة الإسبانية: تحيا فلسطين.
أنا أكبر داعم لقضية فلسطين
بعد مباراة مثيرة خرج فيها فريق الوصل الإماراتي منتصراً على نادي الجزيرة بنتيجة 4-3، صرح مارادونا بدعمه المطلق لفلسطين وشعبها وقضيتها.
وقال مارادونا في مؤتمر صحفي بعد مباراة الوصل مع الجزيرة في كأس الرابطة الإماراتية: "أنا الداعم الأول لهم في قضيتهم العادلة، لأني تربيت على الكفاح والتصدي للظلم، وفلسطين بلد مكافح". وقال بطل العالم في عام 1986: "الشعب الفلسطيني شعب عظيم ويجب علينا جميعاً الوقوف إلى جانبه، أحبه كمحبتي لحفيدي بنيامين".
وفي وقت سابق، وجه عبد السلام هنية، عضو المجلس الأعلى للشباب والرياضة بالسلطة الفلسطينية دعوة لمارادونا لزيارة فلسطين، وبالتحديد قطاع غزة. من جهته، وافق مارادونا على الدعوة وأعلن أنه لا يطيق صبراً لأن يزور فلسطين.
وقال مارادونا عن الدعوة الفلسطينية: "أنا موافق على قبول هذه الدعوة، وستكون في أقرب وقت، وليغضب من يغضب، وليتضايق من يتضايق"، في إشارة إلى الإسرائيليين الذين كانوا قد استقبلوا مارادونا لاعباً عام 1986، وروجوا لزيارته ووثقوها بصور أمام حائط المبكى في مدينة القدس.
وأوضح مارادونا: "موقفي مع الفلسطينيين وحقوقهم واضح، ولا تراجع عنه".
وقد شنّت الصحف والمواقع الإسرائيلية هجوماً حاداً عليه عقب هذه التصريحات، حيث تناولت سلوكياته خارج الملاعب، ووصفته بأنه "مدمن مخدرات ومتعدد العلاقات النسائية"، ووصل الأمر إلى حد وصفه بـ"الكلب والمعتوه والمهووس".
في داخل قلبي، أنا فلسطيني
على هامش بطولة كأس العالم 2018، التقى الأسطورة دييغو أرماندو مارادونا برئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس، واستغل الفرصة لتجديد دعمه للقضية الفلسطينية.
في اللقاء الذي وثقته عدسات المصورين، قال عباس لمارادونا: "أنت الأفضل"، فيما رد النجم الأرجنتيني بالقول: "في داخل قلبي، أنا فلسطيني".
ونشر مارادونا، على حسابه الرسمي بموقع "إنستغرام" صورة من اللقاء مع عباس، وأرفقه بتعليق: "هذا الرجل يريد السلام في فلسطين. لدى الرئيس عباس دولة وحق".
زيارة إسرائيل
يذكر أن النجم الأرجنتيني مارادونا كان قد زار إسرائيل عام 1986 عقب فوز بلاده بكأس العالم لكرة القدم، وأهداها الكأس.
كما أنه بكى أمام حائط البراق، الذي تسيطر عليه إسرائيل وتطلق عليه اسم "حائط المبكى"، معلناً تعاطفه الشديد مع الشعب الإسرائيلي.ورداً على سؤال حول التغيُّر الذي طرأ على موقف مارادونا إزاء القضية الفلسطينية، يعتقد المحللون أن مارادونا كان يصحح الخطأ الذي ارتكبه.