مكرم دبوب، المولود في العاصمة التونسية يوم 23 ديسمبر/كانون الأول عام 1972، هو مدرب كرة قدم تونسي ولاعب سابق. ابن العاصمة التونسية كان حارس مرمى في نادي الترجي الرياضي التونسي.
بعد اعتزاله، أصبح مدرباً مساعداً ومدرب حراس في الطاقم الفني لمواطنه مختار التليلي في تدريب المنتخب الوطني الفلسطيني في عام 2010، ثم تعاقب المديرون الفنيون على إدارة منتخب الفدائيين. وفي عام 2021، جاء قرار تكليف مكرم دبوب بالقيادة الفنية للمنتخب خلفاً للمدير الفني السابق، الجزائري نور الدين ولد علي، والذي اعتذر عن استكمال مشوار التصفيات الآسيوية. وقد استطاع المدرب التونسي قيادة المنتخب إلى بطولة كأس آسيا بقطر.
أظهرت فترة إدارته لمنتخب "الفدائيين"، لقب المنتخب الفلسطيني، قدراته على التعامل مع التحديات الصعبة والظروف الضاغطة التي يواجهها أبناء فلسطين. ولا يدخر دبوب جهداً لإبراز بطولة لاعبيه والإشادة بروحهم القتالية. كما لا يدخر جهداً لرسم ابتسامة ولو صغيرة على محيا الشعب الفلسطيني الذي يعاني ويلات حرب شعواء تشنها عليه الآلة العسكرية الإسرائيلية.
مغامرة مكرم دبوب
لكن الرياح لم تجرِ كما يشتهي دبوب في منافسات الجولة الأولى والثانية للتصفيات الآسيوية المزدوجة المؤهلة إلى كأس العالم 2026 وكأس آسيا 2027، فتعادل المنتخب الفلسطيني مع المنتخب اللبناني سلبياً دون أهداف في الجولة الأولى، وخسر اللقاء الثاني أمام المنتخب الأسترالي بهدف دون رد.
وقد أشار المدرب في أحاديث صحفية إلى أن نجوم منتخب فلسطين ولاعبيه يعانون نفسياً بشدة، بسبب الأحداث الجارية في غزة، حيث يتابعون أخبار أهاليهم وأصدقائهم على مدار اللحظة، فالقصف الإسرائيلي لا يتوقف.
فعلى سبيل المثال، كان من المفترض أن يلتحق بمعسكر المنتخب الفلسطيني الحالي 3 لاعبين من قطاع غزة، وهم: إبراهيم أبو عمير، وخالد النبريس، وأحمد الكايد، ولكن بسبب العدوان الإسرائيلي لم يتمكنوا من الانضمام، بينما تمكن اثنان من أبناء القطاع وهما محمود وادي مهاجم نادي المقاولون العرب المصري، ومحمد صالح مدافع الاتحاد السكندري المصري السابق.
مدعوماً بطوفان جماهيري، يتطلع مدرب منتخب فلسطين إلى كتابة تاريخ جديد لمشاركاته في بطولة كأس آسيا لكرة القدم.
فوصول منتخب فلسطين في كأس آسيا 2023 بقطر هو الوصول الثالث في البطولة، بعد أول مشاركة له في أستراليا عام 2015، ثم في نسخة الإمارات عام 2019، والآن يعود من جديد.
يشارك منتخب فلسطين في المجموعة الثالثة، بجانب منتخب إيران صاحب اللقب في 3 مناسبات، والإمارات، وهونغ كونغ، مهمة ليست سهلة لرفاق المدرب التونسي مكرم دبوب.
لم يسبق للمنتخب الفلسطيني تحقيق أي فوز في كأس آسيا خلال مشاركتيه السابقتين. أظهر أداء منتخب فلسطين في النسختين الماضيتين قلة خبرة ورعونة، خاصة على مستوى الهجوم، حيث سدد لاعبوه فقط 16 تسديدة، منها 4 تصدى لها حراس الخصوم، في نسخة البطولة التي أقيمت في الإمارات عام 2019.
سواء حقق المنتخب الفلسطيني إنجازاً في الدوحة أم لا، وسواء وصل إلى نهائيات كأس العالم 2026 أم لا، فإن مجرد المشاركة في التصفيات وتقديم أداء جيد في ظل هذه الظروف العصيبة سيكون أمراً ملهماً لملايين الفلسطينيين الذين يمثلهم المنتخب على المسرح العالمي.
مكرم دبوب هو مثال للتصميم والإلهام، وهو يعكس الروح القتالية والإصرار على النجاح رغم التحديات. وقد قال دبوب يوماً: "إنه لشرف لي أن أكون مدربًا لفلسطين، وأعتبر نفسي محظوظاً بذلك".