ما بين الفينة والأخرى تتعرض منازل نجوم ولاعبي كرة القدم لعمليات مداهمات وسرقة خلال انشغالهم مع أنديتهم في المباريات سواء على الصعيد المحلي أو القاري والعالمي أيضاً.
كيف تتم سرقة منازل نجوم كرة القدم؟
يستغل أشخاص محترفون وعصابات منظمة في أغلب الأحيان ابتعاد هؤلاء النجوم عن منازلهم من أجل تنفيذ عمليات سطوٍ وسرقة يحملون فيها كل ما خف وزنه وغلا ثمنه من ساعات ومجوهرات وبعض النقود التي تكون متوافرة في خزنة المنزل.
لا يقتصر الأمر على دولة محددة في أوروبا، فالعديد من نجوم كرة القدم بفرنسا وإسبانيا وإنجلترا على سبيل المثال، عاشوا لحظات صعبة بسبب مثل هذه الممارسات، لعل أبرزهم الأرجنتيني أنخيل دي ماريا حين كان لاعباً في باريس سان جيرمان، والبرازيلي كوتينيو والإسباني أنسو فاتي فغ أثناء فترة وجودهما في برشلونة، وكذلك الإنجليزي فرانك لامبارد نجم تشيلسي المعتزل، والفرنسي كريم بنزيما في الوقت الذي كان فيه مهاجماً لريال مدريد، وغيرهم الكثير من نجوم اللعبة الذين كان آخرهم حتى ساعة كتابة هذه السطور، سيرجيو راموس مدافع إشبيلية.
ماذا حدث مع راموس؟
في 20 سبتمبر/أيلول 2023 تعرّض منزل راموس لحادثة سرقة أثناء وجود أولاده الأربعة والمربيتين اللتين تشرفان عليهم، فيما كانت زوجته بيلار روبيو في الخارج.
راموس كان منشغلاً بمباراة فريقه إشبيلية ضد لانس في دوري أبطال أوروبا، وهو أمر استغله اللصوص لسرقة ساعات فاخرة وأموال ومجوهرات وملابس غالية الثمن، فيما تواصل الشرطة الإسبانية البحث عن اللصوص.
ولا تُعد هذه المرة هي الأولى التي يتعرض فيها راموس للسرقة، إذ سبق أن داهم لصوصٌ منزله في عام 2012 في أثناء وجوده في ريال مدريد، لكن السارقين تراجعوا عن مخططهم عندما اكتشفوا وجوده في البيت.
ما هي العصابة التي تداهم منازل اللاعبين؟
يستغل اللصوص انشغال اللاعبين ونجوم كرة القدم وارتباطهم بالحصص التدريبية أو المباريات من أجل تنفيذ جرائمهم، بعد أن تتم متابعة تحركاتهم وأماكن وجودهم من خلال نشاطهم على منصات التواصل الاجتماعي.
وحسب وحدة مكافحة الجرائم في الشرطة الإسبانية، فإن معظم هؤلاء اللصوص ينتمون إلى أوروبا الشرقية، وينفذون عمليات السرقة بطريقة احترافية ومنظمّة، ما يعني أنهم ليسوا هُواة أو أشخاصاً عاديين.
وجاء في تقرير للوحدة ذاتها، أن مجموعة مكونة من أربعة أشخاص في الغالب يخططون للسرقة بعد مراقبة تحركات اللاعبين ومعرفة مواعيد مغادرتهم وعودتهم إلى المنزل وتحليل أجهزة المراقبة أيضاً، ثم يقتحم ثلاثةٌ منهم المنزل بينما يظل الرابع خارجه لتأمين عملية الهروب.
ولا يجد هؤلاء الأشخاص صعوبة تُذكر في شراء ذمم أحدٍ أو عددٍ من حراس منازل اللاعبين؛ لتسهيل عمليات السطو إذا ما رأوا أن هناك حاجة لذلك.
وتنفذ هذه العصابات عمليات السرقة عبر تجاوز سور المنازل، ثم يقومون بالزحف حتى الوصول إلى الأبواب الداخلية؛ تجنباً لرصدهم من قبل كاميرات المراقبة، حتى يصلوا إلى الداخل ثم يقوموا بمهمتهم على أكمل وجه.
وفي أكتوبر/تشرين الأول 2019 أعلنت الشرطة الإسبانية نجاحها في اعتقال أربعة أشخاص متورطين في عمليات سرقة منازل اللاعبين، وجميعهم من أصول ألبانية وذلك في عملية نفذتها بمدينتي مدريد وتوليدو الإسبانيتين.
الشرطة ذهبت إلى ما هو أبعد من ذلك حين أكدت أنها لم تعتقل هؤلاء الأربعة فقط، بل تمكنت من تفكيك عصابة "إجرامية"، وفق ما ذكره موقع primerahora الإسباني.
وكانت العصابة تنفذ عملياتها باستخدام سيارات مسروقة من أجل التمويه، وتستعين أيضاً بأجهزة اتصال خاصة بهم، إضافة إلى ملابس معينة وأقنعة؛ حتى لا تتمكن الكاميرات من التعرف على وجوههم وهويتهم.
ووجدت الشرطة في حوزة الأشخاص الأربعة مجوهرات ومبلغاً نقدياً بقيمة 10 آلاف يورو تعود لأحد اللاعبين وأقاربه، دون أن تذكر اسمه.
كما استعادت الشرطة ميدالية فضية تعود للغاني توماس بارتي الذي حصدها مع فريقه أتلتيكو مدريد وصيف بطل دوري أبطال أوروبا في عام 2014، إضافة إلى جواز سفر.
واستهدفت هذه العصابة أيضاً منازل البرازيلي كاسيميرو لاعب ريال مدريد السابق ومانشستر يونايتد الحالي، وكذلك ألفارو موراتا مهاجم أتليتيكو مدريد وإيسكو، والفرنسي زين الدين زيدان، في أثناء فترة وجودهما مع "الميرنغي".
عصابة يتزعمها مسؤول ألباني
وبالتوازي مع ذلك أعلنت الشرطة الألبانية إلقاء القبض على مسؤول كبير بالحكومة الألبانية يُدعى ألفريد بروداني، متورط بشكل مباشر في عمليات سرقة تستهدف اللاعبين بإسبانيا.
وعمل بروداني مديراً لشركة المياه العامة لمنطقة كوربين لمدة تسع سنوات، وألقي القبض عليه في مدينة لاش الشمالية، مقر الشركة.
وتمت العملية بالتنسيق الكامل بين الشرطة الألبانية ومنظمة الشرطة الجنائية الدولية المعروفة بـ"الإنتربول"، في إطار ما أُطلق عليها عملية "كورونيا".
وحسب صحيفة "ماركا"، فإن بروداني قد يكون متورطاً في سرقة 40 منزلاً آخر في إسبانيا منذ عام 2013.