لا تكاد تخبو أزمة بطلها لاعب كرة القدم المصري عمرو وردة، إلا وأطل علينا بقصة جديدة وآخرها باتت حديث وسائل الإعلام الأوروبية، بعدما وقع لأربعة أندية مختلفة خلال سوق الانتقالات الصيفية الأخيرة في مدة لم تتجاوز 30 يوماً.
صحيفة AS الإسبانية استعرضت قضية عمرو وردة، مؤكدة أنه "تألق بصورة غريبة وغير عادية في سوق الانتقالات الأخيرة"، مضيفة "أنه إذا كانت مهمة لاعب كرة القدم هي إقناع الفرق بالتعاقد معه بأي ثمن، فإن وردة هو بلا شك أحد أكثر اللاعبين فاعلية في العالم".
ويلعب وردة حالياً مع فريق فاركو المنافس في الدوري المصري لكرة القدم، وقد انضم إليه في صفقة انتقال حر يوم 20 سبتمبر/أيلول 2023، لتعلّق الصحيفة بالقول: "بالنظر إلى ما حدث في الأيام الماضية لا نضمن أن يواصل اللاعب دفاعه عن ألوان قميص فريقه الجديد".
أزمات عمرو وردة حديث الصحافة العالمية
وترى "آس" أن وردة حطم كل الأرقام القياسية هذا الصيف، فاللاعب البالغ من العمر 30 عاماً بدأ عام 2023 بالانتقال إلى فريق أبولون ليماسول في قبرص ثم أصبح لاعباً حراً في الصيف، ليوقّع مع الرجاء المغربي يوم 12 أغسطس/آب 2023، لكن وبعد أقل من أسبوعين أنهى عقده لأسباب "شخصية" وتكفّل بدفع الشرط الجزائي من جيبه الخاص.
عاد بعدها وردة إلى قبرص وقبل العرض الذي أرسله له فريق دوكسا كاتوكوبياس "المتواضع" فانضم إليه يوم 24 أغسطس/آب 2023، لكن وبعد يوم واحد حذف النادي جميع الإعلانات الخاصة بالتعاقد مع اللاعب.
بحسب "أس" فإن نادي دوكسا لم تكن له أي نية من الأساس للاحتفاظ باللاعب، فرئيس النادي كوستاس كريستودولو الذي هو وكيل وردة خطّط لإعادة بيعه على الفور لتحقيق الربح، وهي خطوة فضحها نادي استقلال طهران الإيراني الذي كان ينوي شراء عقد اللاعب.
وقال علي خاطر المدير الرياضي لفريق الاستقلال: "تبيّن لنا أن رئيس النادي القبرصي دفع لوردة 140 ألف يورو ثم أراد بيعه لنا مقابل 250 ألفاً ليحصل بسرعة على ربح قدره 110 آلاف يورو".
وعلى نحو مفاجئ حاول وردة العودة إلى الرجاء مرة أخرى، لكن مسؤولي النادي المغربي أوصدوا الباب في وجهه وفق "آس".
بعد كل هذه الفوضى يبدو أن عمرو وردة قد استقر في فاركو الذي تعاقد معه مجاناً، لكن الصحيفة تشكك بإمكانية استمراره بالفريق لفترة طويلة، عطفاً على التجارب السابقة للاعب.
صحفية اتهمت عمرو وردة بملاحقتها
لدى عمرو وردة سجل حافل من المواقف المثيرة للجدل، ففي عام 2020 نشرت مراسلة صحفية يونانية تُدعى ديمي ستاماتيليا، صوراً لرسائل زعمت أنها وصلتها من اللاعب عبر حسابها الشخصي في موقع التواصل الاجتماعي إنستغرام.
بحسب موقع On Sports اليوناني، فإن القصة بدأت حينما شاهد عمرو وردة، المراسِلة الصحفية ديمي ستاماتيليا في أحد المتاجر بمدينة أثينا، فبدأ في ملاحقتها ومحاولة التعرف على اسمها، لكنها لم تعِره أي اهتمام.
الموقع أضاف أن وردة لم يكن يعرف طبيعة عمل ديمي ستاماتيليا، وسأل رجال الأمن في المتجر عن اسمها، ووصل به الأمر إلى ترك ورقة دوّن عليها اسمه وعنوان حسابه في إنستغرام، للاتفاق معها على مقابلة خاصة.
لم يكتفِ اللاعب المصري بذلك – وفقاً لرواية الموقع اليوناني، إذ بعث بكثير من الرسائل على حسابها الشخصي بعد أن تمكن من الوصول إليه؛ وهو ما دفعها إلى تصوير تلك الرسائل ونشرها مع صورة الورقة التي وصلتها منه داخل المتجر.
هل تحرش عمرو وردة بزوجات زملائه اللاعبين؟
قبل تلك الواقعة بأشهر، فسخ نادي لاريسا اليوناني عقد اللاعب، بسبب "مخالفات خطيرة"، وفقاً لما جاء في بيان النادي.
في عام 2019 استُبعد اللاعب من قائمة فريق باوك سالونيك بشكل مفاجئ، وذكرت حينها وسائل إعلام يونانية، أن ذلك يعود لأسباب أخلاقية، وأنه لم يتم استدعاؤه إلى معسكر الفريق في هولندا حينها؛ نظراً إلى تحفُّظ المدير الفني على سلوكياته.
ووقع وردة في أزمة كبيرة عام 2017 حينما استغنى نادي فيرنسي البرتغالي عن خدماته بعد 3 أيام فقط من التعاقد معه على سبيل الإعارة من نادي باوك، بسبب اتهامات بقضية تحرش أخرى.
صحيفة Record البرتغالية قالت حينها، إنَّ سبب التخلي عن عمرو وردة سريعاً هو مضايقته زوجتَي اثنين من زملائه، لكن اللاعب نفى ذلك بشدة، متوعداً كل من اتهمه بالتحرش من دون دليل، بالملاحقة القانونية.
قضية عمرو وردة في كأس الأمم الأفريقية
لعل القضية الأشهر التي أثارت الجدل وكان عمرو وردة محورها، ما حدث خلال كأس الأمم الأفريقية في مصر 2019، حينما تورط في قضية تحرش، وتم استبعاده من معسكر "الفراعنة"، قبل اعتذاره وعودته بضغط من اللاعبين، بحسب صحيفة "الأهرام".
ورد اسمه فيما عُرف بقضية "تحرش" 4 لاعبين في المنتخب بعارضة أزياء من خلال التواصل معها عبر إنستغرام بعد المباراة الأولى أمام زيمبابوي، قبل انتشار شريط مصور فاضح منسوب إليه وهو يتحدث مع شابة مكسيكية، عبر خدمة الاتصال بالفيديو.
وقرر الاتحاد المصري لكرة القدم بعد تلك الواقعة استبعاد عمرو وردة من معسكر المنتخب، لكنه تراجع لاحقاً أمام ضغط اللاعبين وعلى رأسهم محمد صلاح، بعدما أصروا على استمراره، ومنحه فرصة أخرى.
كما استُبعد اللاعب من معسكر منتخب مصر للشباب عام 2013، بسبب قيامه بمعاكسة إحدى الفتيات في فندق بتونس، في حادثة قال عنها المدير الفني وقتها ربيع ياسين، إنها "ليست الأولى للاعب، حيث فعلها في معسكر سابق للمنتخب".
من هو والد عمرو وردة؟
ما لا يعرفه كثيرون أن والد عمرو وردة كان لاعباً معروفاً في كرة السلة سابقاً، وهو مدحت وردة، الذي اختير لاعب القرن عام 2008 من قبل الاتحاد الأفريقي لكرة السلة، ومعروف عنه الالتزام الديني والأخلاق الحميدة.
وفي عام 2019 أعلن الاتحاد الدولي لكرة السلة اختيار وردة ضمن فعاليات قاعة المشاهير لعظماء اللعبة، وجاء اختياره من ضمن 11 لاعباً ولاعبة من بين 150 مرشحاً لذلك.
ودافع مدحت وردة لسنوات عن ألوان نادي الاتحاد السكندري ومنتخب مصر، وقاد فريقه للتتويج بلقب بطولة أفريقيا عام 1987، وحصد جائزة أفضل لاعب في القارة عام 1982، كما شارك في أولمبياد مونتريال 1976 ولوس أنجلوس 1984.
وكان من اللافت عن مدحت وردة حرصه على ارتداء "شورت" طويل لأسفل الركبة تأكيداً على التزامه الديني.