في مشهد يجمع بين التراث والتألق الكروي، شارك النجم البرتغالي كريستيانو رونالدو زملاءه في نادي النصر في احتفالات المملكة العربية السعودية باليوم الوطني السعودي الـ93. وفي هذه المناسبة التاريخية التي تصادف 23 سبتمبر/أيلول من كل عام، تزدان المملكة بأجمل الزخارف والألوان، معبرة عن تاريخها وثقافتها وإنجازاتها.
وهذه السنة، لفتت هذه الاحتفالات أنظار المنطقة والعالم بمشاركة كريستيانو رونالدو فيها، مرتدياً الزي السعودي التقليدي.
الشيخ كريستيانو رونالدو
ظهر رونالدو، أو "الدون"، في فيديو نشره نادي النصر السعودي على حسابه على موقع "إكس"، وهو يرتدي الزي التقليدي السعودي، المكون من البشت والشماغ، وفي يده سيف. وصاحب المقطع الاستعراضي موسيقى تقليدية. وانضم رونالدو إلى نجوم النصر العالميين؛ ساديو ماني وبروزوفيتش وأوتافيو، حيث ارتدى كل منهم الزي السعودي التقليدي. وجاء في تغريدة النادي المرافقة للفيديو: "وطن لأبنائه وللعالم. هنا نحلم ونحقق".
نفوذ رونالدو الإعلامي
ولكن هذا الإعلان الاحتفالي لا يقتصر على مجرد تعبير عن حب رونالدو للسعودية، بل يشكل جزءاً من استراتيجية أكبر للاستفادة من قوة رونالدو الإعلامية. فبفضل شهرته العالمية وجماهيره الضخمة، يساهم رونالدو في رفع مكانة دوري المحترفين السعودي إلى المستوى الدولي. الدوري السعودي يحظى حالياً باهتمام دولي متزايد، ويشهد ارتفاعاً في معدلات المشاهدة وجذب نجوم كرة القدم العالمية.
البشت.. رمز للتراث والكرامة
البشت هو عباءة يرتديها الرجل فوق ثيابه لتمثل ما يمكن اعتباره تتويجاً للشكل العام للرجل في الجزيرة العربية، كما يعد رمزاً ثقافياً عميق الارتباط بالهوية العربية، حيث يعود استخدامه إلى أكثر من 2000 عام، مروراً بعصور صدر الإسلام وما بعدها.
يبدأ لبس البشت من الأكتاف وحتى القدمين، ليست له أكمام ولكن له فتحتان من أجل إخراج اليدين من خلالهما. والطريقة المتعارف عليها في لبس البشت بالخليج، هي أن توضع اليد اليمنى داخل الكم الأيمن وتبقى في الخارج للمصافحة والسلام، مع إبقاء اليد اليسرى في الداخل تلملم أطراف البشت عند المشي والحركة.
يكون لون البشت إما أبيض أو بنياً أو أسود، كما يوجد فيه تطريز يبدأ من الرقبة، وغالباً ما يكون التطريز باللون الذهبي، وأحياناً قد تكون "البشوت" الفاخرة مطرزة بخيوط الذهب الحقيقية.
وكانت تعتبر رداء الوجاهة الذي كان يرتديه العرب في الماضي، ابتداء من الوجهاء، ووصولاً إلى عامة الناس في جل الأوقات.
تسمى عادة إهداء البشت أو العباءة بـ"الخلعة أو التشريفة"، وهو مصطلح يُشير إلى الملابس الشرفية التي قدَّمَها الحكام قديماً بوصفها رداءً شرفياً، غالباً في حفل تعيين لمنصب عام، أو هدية قيّمة لها رمزية خاصة.
وبحسب بعض المصادر التاريخية كانت عادة الخلع متبعة عند القدماء المصريين، وكذلك كانت عند الفرس، وأول من خلع الخلعة في الإسلام النبي محمد (صلى اللَّه عليه وسلم)، عندما خلع بردته على الشاعر كعب بن زهير، وقد سار الخلفاء من بعده على نهجه.
تأملات في اليوم الوطني السعودي
في 23 سبتمبر/أيلول 1932، قام الملك عبد العزيز آل سعود بتوحيد البلاد ومنحها اسم "المملكة العربية السعودية" بعدما كانت تسمى "مملكة الحجاز ونجد". والسبب هو اجتماع بعض أهالي مدينة الطائف ومنهم أعضاء في مجلس الشورى ورفعوا برقية إلى الملك عبد العزيز آل سعود، وذلك حسب تصريحات الأمير تركي بن فيصل. يروي تركي أن أهالي الطائف أشاروا إلى أن بلادهم لها خصائص ومميزات تفرقها عن نجد والحجاز، واقترحوا بأن يصبح اسم البلاد "المملكة العربية السعودية"، بدلاً من مملكة نجد والحجاز، ووافقهم الملك عبد العزيز.