اتضحت الصورة بشكل كبير، وقرر موهبة برشلونة الشاب لامين يامال تمثيل منتخب إسبانيا الأول على حساب المغرب بلده الأصلي ، بعد ضغوط مورست عليه خلال الفترة الأخيرة، عقب تألقه اللافت مع الفريق الكتالوني.
ولم يرد اسم يامال في قائمة منتخب المغرب التي أعلنها المدرب وليد الركراكي يوم الخميس، ليمثل ذلك دليلاً إضافياً على اختيار يامال للمنتخب الإسباني، رغم المحاولات المغربية لإقناعه الدفاع عن ألوان "أسود الأطلس".
وأكد الركراكي أنه تواصل مع جناح برشلونة الصاعد؛ لإقناعه بتمثيل المنتخب، لكنه سينتظر معرفة قراره عند إعلان تشكيلة إسبانيا الجمعة.
لامين يامال يختار إسبانيا
وولد جمال (16 عاماً)، في إسبانيا لأب مغربي، وأبهر الجميع بمستواه بقطاع الناشئين مع برشلونة حتى أصبح عنصراً بارزاً بالفريق الأول لبطل إسبانيا هذا الموسم.
ودفع تألقه في سن مبكرة، المغرب وإسبانيا إلى محاولة جذبه في الفترة الدولية، الشهر المقبل.
وغاب جمال عن تشكيلة الركراكي التي أعلنها لمواجهة ليبيريا بتصفيات كأس الأمم الأفريقية وبوركينا فاسو ودياً، والتي شهدت استبعاد حكيم زياش.
وقال الركراكي، الذي قاد المغرب لإنجاز تاريخي بالوصول للدور قبل النهائي في كأس العالم بقطر العام الماضي، في مؤتمر صحفي، إنه تواصل مع جمال وعرض عليه الانضمام إلى أسود الأطلس مستقبلاً.
وأوضح أن كشافي المواهب بالاتحاد المغربي رصدوا تطور جمال منذ أن كان في سن العاشرة.
وأضاف: "جمال أمام تحدٍّ كبير وقرار تاريخي، لا يزال صغير السن ويجب احترام أي قرار يتخذه.. تحدثت معه كثيراً ونتمنى أن يختار المغرب، هو مغربي ووالده مغربي لكن لا داعي للضغط عليه، ولن نستبق الأحداث".
تجربة الحدادي والزلزولي
ويرى كثير من المتابعين أن قرار يامال اختيار تمثيل منتخب إسبانيا قد لا يكون في صالحه، على النقيض من اختيار المغرب، الذي سيجد معه دعماً غير مشروط من المدرب الركراكي، الذي دأب على منح الثقة والروح للاعبين الشباب.
ورغم صغر سنه كان لامال سيجد لنفسه مكاناً أساسياً مع المغرب، بحكم تقدم حكيم زياش الذي يشغل مركزه نفسه بالعمر، وعدم وجود لاعبين كثر في هذا المركز.
وعلاوة على ذلك، يبرز أمام يامال تجربتان تثبتان أن تفضيل إسبانيا على المغرب لن يكون ذا جدوى، الأولى تتعلق باللاعب منير الحدادي، الذي خطف الأضواء في بداياته مع برشلونة بالذات، وقرر تمثيل إسبانيا، قبل أن يجد نفسه خارج الحسابات تماماً.
وبعد سنوات من التجاهل، غيّر الحدادي رأيه، واضطر الاتحاد الدولي لكرة القدم "فيفا" إلى تعديل بعض قوانينه المتعلقة بتمثيل المنتخبات، لينضم منير إلى أسود الأطلس، لكن بعد فوات الأوان، إذ كان مستواه قد تراجع ولم يكن ذلك اللاعب بزغ نجمه في مرحلة البدايات.
النموذج الثاني يتعلق بلاعب آخر من برشلونة أيضاً، هو عبد الصمد الزلزولي، الذي حاول الاتحاد الإسباني بشتى الطريق إقناعه لتمثيله، لكنه حسم أمره وقرر اللعب لمنتخب المغرب، وشارك معه بالفعل في مونديال قطر، ليقهر إسبانيا بالذات في طريق "أسود الأطلس" لتحقيق إنجاز تاريخي بالوصول إلى المربع الذهبي لأول مرة في تاريخ المنتخبات العربية والأفريقية.