ثورة السعودية الكروية لن تقتصر على آسيا والشرق الأوسط فقط، فالمُنتِج الأكبر للنفط في العالم مصمم على مدّ تأثيره إلى القارة العجوز، والهدف القادم للأندية السعودية هو المشاركة في أكبر بطولة أوروبية لأندية كرة القدم؛ دوري أبطال أوروبا.
ولتحقيق هذا الهدف افتتحت السعودية نقاشات مع الاتحاد الأوروبي لكرة القدم (يويفا). وفي ظل إنفاق المملكة مئات الملايين من الدولارات للتعاقد مع أفضل اللاعبين، وإحداث هزة في جنبات اللعبة الشعبية الأولى في العالم، يبدو هذا الهدف منطقياً للغاية. فدوري أبطال أوروبا هو أقوى منافسة كروية على مستوى الأندية، كما تعتبر البطولة الأهم بعد كأس العالم في نظر كثير من المحللين.
في مقابلة أجرتها وكالة Bloomberg الأمريكية معه، قال رئيس عمليات الدوري السعودي كارلو نهرا: "نحاول أن نكون مختلفين، ولذا فإن أي نوع من تغيير الشكل أو التحسينات التي يمكن تطبيقها على الدوري سوف تكون محل ترحاب".
حقيقة مشاركة الأندية السعودية في دوري أبطال أوروبا
وأوضح نهرا أن الدوري السعودي لا يزال "ملتزماً تماماً" بمشاركته في دوري أبطال آسيا. وأضاف أن أي محادثات تتعلق بمشاركة أندية الدوري السعودي في بطولة دوري أبطال أوروبا سوف تكون على الأرجح بين الجهة المنظمة للبطولة الأوروبية، وهي الاتحاد الأوروبي لكرة القدم (يويفا)، وبين الاتحاد السعودي لكرة القدم.
الطلب السعودي الذي بدا لجماهير الكرة غريباً وبعيد المنال ليس كذلك في حقيقة الأمر.
هناك دول غير أوروبية تمتلك عضوية الاتحاد الأوروبي لكرة القدم، مثل كازاخستان، والتي تستطيع أنديتهما المشاركة في دوري أبطال أوروبا.
كانت صحيفة Jutarnji List الكرواتية قد نشرت تقريراً يؤكد مشاركة نادٍ سعودي في دوري أبطال أوروبا عام 2025، لكن مدير الاتحاد الأوروبي لكرة القدم زفونيمير بوبان نفى الأمر، واعتبر التقرير "فبركة".
تعليقات رئيس عمليات الدوري السعودي جاءت بعد وقت قصير من تعيين السعودية الإيطالي روبرتو مانشيني مدرباً للمنتخب السعودي لكرة القدم، بعد أسبوعين فقط من مغادرة بطل "يورو 2020" فجأةً منصبه على رأس القيادة الفنية لمنتخب بلاده.
وصل صافي إنفاق أندية دوري "روشن" السعودي، خلال فترة الانتقالات الصيفية الحالية، إلى 818.5 مليون يورو، وذلك بخلاف الرواتب الضخمة التي سيتقاضاها نجوم من العيار الثقيل، أمثال الفرنسي كريم بنزيما، والبرازيلي نيمار، بالإضافة إلى جوردان هندرسون.
أما الإنفاق الحكومي على كرة القدم بالسعودية، فلقد تجاوز حاجز الـ3.5 مليار يورو خلال السنوات القليلة الماضية.
حاولت السعودية ضم الأسطورة الأرجنتينية ليونيل ميسي بعقد ضخم مادياً لمشروعها، لكنه اختار بدلاً من ذلك اللعب لصالح فريق إنتر ميامي الأمريكي. فيما تفيد تقارير صحفية بأن نادي الاتحاد السعودي مصمم على التعاقد مع النجم المصري محمد صلاح.
قال نهرا، الذي عمل من قبل مع مؤسسة WWE للمصارعة الحرة: "نفعل ما يتطلبه الأمر لجلب هؤلاء اللاعبين إلى السعودية، لا يعني ذلك أنها ميزانية مفتوحة، لكننا لا نستطيع أن نقيد أنفسنا إذا أردنا جلب أفضل المواهب هنا، علينا أن ندفع الأسعار الحالية لجلبهم إلى هنا".
على صعيد كسب المال، لا يزال الدوري السعودي صغيراً مقارنةً بأكبر الدوريات العالمية، لكن شراء مثل هؤلاء اللاعبين المعروفين يؤكد على طموح السعودية الكبير، في إطار سعيها لتنويع مصادر الاقتصاد بعيداً عن النفط، عن طريق الاستثمار في أي شيء، بدءاً من الرياضة، ومروراً بالمدن الجديدة، ووصولاً إلى السيارات الكهربائية.
بذل الدوري السعودي جهوداً قوية في السنوات الأخيرة لجذب مزيد من الرعاة، ووقّع على عقود بث مع شركات إعلامية دولية. وتبث مبارياته الآن في حوالي 140 بلداً، وفقاً لنهرا، وقد زادت إيرادات البث بنسبة 650% منذ قدوم الأسطورة البرتغالي كريستيانو رونالدو إلى صفوف النصر السعودي، من نادي مانشستر يونايتد الإنجليزي في العام الماضي.
قال نهرا: "إنها ليست إيرادات ضخمة لتمويل جميع الأنشطة التي لدينا، لكنه تحرك كبير بكل تأكيد".
يعد نمو الدوري السعودي عملية طويلة المدى، وليس هناك إطار زمني محدد حول الوقت الذي يريد القائمون عليه الوصول عنده إلى نقطة التعادل، حينما تغطي الإيرادات المصروفات المُنفقة فيه.
أوضح نهرا: "توجيه القيمة المؤسسية للدوري والأندية يأتي قطعاً في قلب ما نفعله. فإذا كان ذلك يجعل الأندية والدوري أحد الأصول القابلة للاستثمار، فسنكون حينئذ قد حققنا الهدف".
– هذا الموضوع مترجم عن وكالة Bloomberg الأمريكية.