سلّط تقرير بريطانيٌّ الضوء على قرار باريس سان جيرمان القاضي بإعادة نجمه كيليان مبابي إلى صفوف الفريق بعد شهرين من الخلاف بينهما بسبب الرغبة المعلنة من قبل اللاعب في الرحيل عن الفريق في صيف عام 2024.
وأفرد موقع theathletic البريطاني مساحة واسعة لهذا الموضوع واستعرض تفاصيل الأيام أو حتى الساعات الأخيرة التي أفضت في النهاية إلى ظهور مبابي في تدريبات باريس سان جيرمان، حيث استقبله زملاؤه بالترحيب به بحرارة بعد قطيعة الشهرين الماضيين.
أسرار مصالحة باريس سان جيرمان ومبابي
في البداية خيّرت إدارة باريس مبابي ما بين تمديد عقده من أجل البقاء مع الفريق أو الرحيل في الصيف الحالي ثم استبعدته من جولة الفريق الصيفية في اليابان ثم أزالت صورته من واجهة الموقع الرسمي لبطل الدوري الفرنسي في آخر موسمين وكذلك قميصه من متجر النادي حتى موعد أول مباراة للفريق في النسخة الجديدة من الدوري الفرنسي والتي جرت ضد لوريان.
قبل تلك المباراة ظهر مبابي في غرفة الملابس لتشجيع زملائه، ثم جلس على المدرجات إلى جانب زميله الجديد عثمان ديمبيلي الذي وصل إلى باريس قادماً من برشلونة.
ولم يكن مبابي وحيداً على المدرجات، إذ تواجد معه شقيقه الأصغر إيثان الذي حضر الفترة الإعدادية بالكامل مع باريس، وكذلك والده ويلفريد مبابي ووالدته ووكيلة أعماله فايزة العماري، كما كان رئيس النادي ناصر الخليفي غير بعيد عنهم، وكل ذلك يشير إلى أن العلاقات لم تنهَر تماماً بين جميع الأطراف، وفق "ذا أثلتيك".
الخليفي التقى مبابي
وحسب مصادر مقربة، فإن الخليفي التقى مبابي قبل مباراة باريس ولوريان لمدة ساعة، وبعد المباراة اجتمع كيليان مع الإسباني لويس إنريكي مدرب الفريق ولويس كامبوس المدير الرياضي لساعة أخرى، وبعد هذين الاجتماعين تم التوصل لاتفاق بعودة مبابي إلى التدريبات يوم الأحد 13 أغسطس/آب 2023.
ويرى الموقع أن الاجتماع بين مبابي والخليفي الذي كان منشغلاً بزيارة المستثمرين من شركة أركتوس الأمريكية الذين يستعدون لشراء أسهم من حصة النادي، أنه "مهما كان قصيراً فإنه كان أول علامة على التواصل ورأب الصدع".
وعلى أثر ذلك أصدر النادي بياناً قال فيه: "بعد مناقشات بناءة وإيجابية للغاية بين باريس سان جيرمان وكيليان مبابي قبل مباراة فريقنا ضد لوريان يوم السبت، تمت إعادة اللاعب إلى تدريبات الفريق الأول هذا الصباح".
وفي أول حصة تدريبية لمبابي تواجد الخليفي وقال للاعبين: "كيليان ملتزم تماماً بباريس سان جيرمان، كيليان عاد"، فما الذي تغيّر؟ وهل يعني ذلك أن مبابي سيجدد لباريس أم أنه سيرحل إلى ريال مدريد مجاناً في الصيف القادم (2024)؟ هي تساؤلات طرحها الموقع البريطاني.
مبابي ليس مطروحاً للبيع
يوضح "ذا أثلتيك": "مبابي لم يعد مطروحاً للبيع وفقاً للنادي ولن يغادر باريس هذا الصيف، ومن المتوقع أن يلعب للنادي هذا الموسم، لطالما أصر باريس سان جيرمان على أن مبابي لن يغادر النادي مجاناً ولكنه الآن يقول إن هناك خيارات مختلفة مطروحة على الطاولة الآن".
أحد هذه الخيارات في الوقت الراهن هو أن يبقى اللاعب وبطبيعة الحال لن يجدد عقده، وفي الوقت نفسه لن يحصل على "مكافأة الولاء" بعد أن بقي في باريس بعد 31 يوليو/تموز من العام الجاري.
بعد ذلك سيبدأ باريس حملة جديدة لمنع اللاعب من المغادرة مجاناً على الرغم من صعوبة ذلك بالنظر إلى الأحداث التي عاشها الجميع في الصيف الحالي، خاصةً أن إدارة سان جيرمان كانت مقتنعة تماماً بوجود اتفاق شفهي بين مبابي وريال مدريد للانتقال إليه مجاناً في صيف 2024، وهو ما يخالف القوانين واللوائح الخاصة بالانتقالات، خاصة مع بقاء موسم كامل في عقد اللاعب الفرنسي مع النادي.
في هذه الأثناء أكد مصدر مقرّب من النادي أن مبابي كلّف باريس في العام الماضي 200 مليون دولار؛ وهو ما سبّب إزعاجاً كبيراً للنادي في ما يتعلق بالتزامه بقواعد اللعب المالي النظيف، لكن الأمور تغيّرت لصالح سان جيرمان بعد قرب انتقال نيمار إلى الهلال السعودي.
سعادة جماهير باريس سان جيرمان
من جهتهم ينظر مشجعو الفريق بارتياح كبير إلى عودة مبابي لتدريبات الفريق، وبالتالي المشاركة في المباريات القادمة مع الـ"بي إس جي"، حيث وصفوا ما حدث خلال الساعات الماضية، بأنه "سيناريو مثالي".
وينظر إنريكي إلى التطورات الأخيرة على أنها إيجابية للجميع، أما مبابي فقد تحققت بعض مطالبه من خلال عمل باريس في السوق الصيفي الحالي بتعاقده مع عدد من اللاعبين في مراكز كان يحتاجها الفريق لتجاوز ثغرات وأخطاء الموسم الماضي، وفق الموقع البريطاني.
فإلى جانب التعاقد مع ديمبيلي ظهر ستة لاعبين لأول مرة ضد لوريان، وهو ما اعتبره مبابي أن النادي يؤسس بالفعل لمشروع رياضي حقيقي.
لهذا السبب يشعر فلورنتينو بيريز، رئيس ريال مدريد، بالقلق من إمكانية تعرضه لخيانة جديدة من مبابي على غرار ما حدث في صيف عام 2022، أما في باريس فلم يفقدوا الأمل في إمكانية التوقيع على عقد جديد.