على مدى عدة أيام ارتبط اسم النجم البرازيلي نيمار دا سيلفا بالعودة لنادي برشلونة الإسباني، قبل أن تظهر مؤشرات تؤكد حسم "الهلال" السعودي للصفقة، لتتجه الأنظار نحو شخص واحد.. إنه القطري مبخوت المري.
كان المري طوال الفترة الماضية، المصدر الوحيد لخبر قرب انتقال نيمار إلى برشلونة، بل إنه جزم بكل ثقة، بأن اللاعب البرازيلي وقّع بالفعل للنادي الكتالوني، قبل أن يخرج معتذراً بعدما حسم الهلال الصفقة، بانتظار الإعلان الرسمي.
ورغم تطورات "الميركاتو" المفاجئة أصر مبخوت المري -وهو رجل أعمال شاب معروف بعلاقاته الوطيدة مع نجوم برشلونة- على عودة النجم البرازيلي إلى برشلونة الذي يعاني أساساً من مشاكل إدارية ومالية أخرت تسجيل عدد من لاعبيه في رابطة الدوري الإسباني، وهو الأمر الذي تم قبل ساعات من أول مباراة، فيما تبقى ثلاثة آخرون لم يتم تسجيلهم بعد، في مقدمتهم المدافع الإسباني ماركوس ألونسو.
وكتب المري على حسابه الرسمي بموقع التواصل الاجتماعي "X" (تويتر سابقاً): "في آخر تغريدة قبل تأكد انتقال نيمار للهلال: "نصيحة لكل برشلوني، اترك عنك المسلسلات والأفلام التي لا فائدة منها ومضيعة للوقت، الموضوع منتهٍ، حُسمت.. نيمار برشلوني".
وقبل ذلك ظهر في أكثر من مقطع فيديو ومساحات صوتية في موقع "X" جزم فيها أيضاً بأن الصفقة تمت وأن نيمار سيرتدي قميص برشلونة في الموسم الجديد، وسط تفاعل كبير مع الجماهير العرب مع تلك التأكيدات.
ووصل الأمر إلى حد نشر عديد من الصحف الرياضية الإسبانية المعروفة وعلى رأسها sport، تلك المعلومات ونسبها إلى المري، رغم تأكيد الصحف نفسها مراراً أن تشافي مدرب برشلونة يرفض وصول نيمار، حتى لو كان النادي قادراً على جلبه وتحمُّل رواتبه الضخمة.
وفي الساعات الأخيرة أكّد الأمر الواقع عكس ما ذهب إليه مبخوت المري، فالنجم البرازيلي نيمار قريبٌ للغاية من ارتداء قميص "الزعيم" في دوري "روشن" السعودي، فمن هو مبخوت المري؟
اقرأ أيضاً
من هو مبخوت المري
مبخوت المري -كما يعرّف نفسه في "إنستغرام"- رائد أعمال قطري وسفير للدوري الإسباني.
ويحرص المري دائماً على تغطية أهم أحداث كرة القدم العالمية، وحسابه في "إنستغرام" يضم كثيراً من الصور الشخصية التي تجمعه بأبرز نجوم اللعبة، أهمهم نيمار نفسه والأرجنتيني ليونيل ميسي حين كان في برشلونة وباريس سان جيرمان، وكذلك مع الأوروغوياني لويس سواريز والبرازيلي داني ألفيس وغيرهم، بإضافة إلى رئيس "البلوغرانا" خوان لابورتا.
كما نشر المري صوراً له وهو إلى جانب عدد من اللاعبين البرازيليين مثل فينيسيوس جونيور نجم ريال مدريد، ومواطنيه إيمرسون رويال وريتشارليسون لاعبي توتنهام هوتسبير.
وفي عام 2018 تم تعيين المري إلى جانب عدد من الشخصيات الشابة في قطر، كسفراء إعلاميين لبطولة كأس قطر.
وكان المري من النشيطين في تغطية نهائيات كأس العالم 2022 في قطر عبر حساباته على مواقع التواصل الاجتماعي، خاصةً أن البطولة تُقام في بلاده.
وخلال المونديال تكفّل المري بمصاريف شاب سوداني ظهر في مقطع فيديو على مواقع التواصل الاجتماعي، قال فيه إنه يفضّل زيارة قطر وحضور مباراة الافتتاح بين الدولة المضيفة والإكوادور على الزواج.
اقرأ أيضاً
شهرة مبخوت المري
لمع اسم مبخوت المري حين كان أول من كشف عن انضمام ميسي إلى إنتر ميامي الأمريكي في وقت كانت فيه الاجتهادات الإعلامية تقرّب النجم الأرجنتيني من برشلونة، لدرجة كثر فيها الحديث عن الطريقة التي سيلعب بها الفريق في وجود "ليو" وكذلك الراتب الذي سيحصل عليه اللاعب.
ولم يكن هذا الأمر هو الوحيد في ذلك الوقت، بل ضجت الأخبار بتوقيع ميسي للهلال مقابل راتب هائل بلغ 400 مليون يورو في الموسم الواحد، إضافة إلى أن باريس حاول مراراً تجديد عقده قبل أن يستسلم للأمر الواقع في النهاية.
وفي غمرة كل هذه الأحداث كان المري مصراً على رحيل ميسي إلى إنتر ميامي وهو ما تم في النهاية، ليحظى بشعبية كبيرة ويصبح واحداً من أهم مصادر الأخبار.
مبخوت المري ونيمار وبرشلونة
وبعد تأكد انتقال نيمار إلى الهلال، وبالتالي فشل احتمال عودته إلى برشلونة، كشف المري عن تلقيه اتصالاً من أحد الأشخاص في باريس طلب فيه تعديل معلوماته عن صفقة نيمار، لكنه أصر على أنها كانت قريبة بالفعل وقدّم اعتذاره لجمهوره عن عدم إتمام انتقال اللاعب لبرشلونة.
وكتب المري على حسابه في "X" تويتر سابقاً: "اتصال من باريس بعد الاجتماع قال لي: غيّر إعلانك عن صفقة نيمار، لكن ومنذ أمس وأنا مُصرّ على معلوماتي، بعد الاستخارة أقول إنه من الشجاعة أن تواجه الواقع، وهذا طبعي".
وأضاف: "كما كنت شجاعاً في صفقة ميسي لميامي وتمت، فأنا لا أتراجع في الإعلان عن حقيقة عودة نيمار للبارسا والتي طغى فيها المال على الرغبة، حيث حوّل وجهته لزعيم آسيا الهلال الذي يستحق لاعباً بموهبة نيمار، جلّ من لا يسهو، وكل مجتهد لا بد أن يكون على دراية تامة بأن الأمر لو يكون بيديه فهو معرَّض للخطأ وللصواب بالقدر ذاته فكيف لو كان الخيار بيد أطراف أخرى غير مبخوت".
وتابع المري: "روميرو (جيرارد)، وهو صحفي كتالوني مقرّب لإدارة برشلونة ولكثير من النجوم، حسم عودة ليو لبيته وأخطأ.. جوزيب بيدريرول، مقدم برنامج التشيرينغيتو، كان يقول إن مبابي مدريدي وفي النهاية جدد مبابي لباريس".
وأتم المري: "لا أريد أن أطيل عليكم، مبخوت سيستمر في اجتهاداته وعفويته ويتقبل لوم محبيه بصدر رحب، ولا يمنع الآخرين من نقده بعد فشل قدوم نيمار لبرشلونة، وفي الوقت نفسه يشكر كل من أعطاه الثقة، وحق كل من خاب ظنّه في هكذا موقف عليه، والمعركة نصر أو هزيمة، وأنا ما زلـت فـي المعركة، وهزيمة واحدة لا تعني تراجع مبخوت، أنا موجود والقادم أفضل مما مضى بحول الله، دمتم بود".