لم تكتفِ إدارة باريس سان جيرمان بإجبار نجم فريقها الأول، كيليان مبابي، على التدرب منفرداً بعدما عرضته للبيع، فقامت بإزالة صوره الترويجية من ملعب الفريق، ستاد "بارك دو فرانس"، وأوقفت بيع قمصان الفريق التي تحمل اسمه.
حسب تقارير صحفية فرنسية، توقف متجر الفريق الرسمي عن عرض قمصان مبابي في ظل الخلاف بين اللاعب ورئيس النادي ناصر الخليفي حول مستقبل الأول.
تم استبعاد كيليان مبابي من الجولة التحضيرية للموسم في كوريا الجنوبية واليابان، وعندما عاد الفريق إلى فرنسا، تم إخبار مبابي أنه لن يتدرب مع الفريق، بل سيتدرب مع اللاعبين الذين تبحث الإدارة بيعهم هذا الصيف، وهم اللاعبون غير المرغوب فيهم.
كشف خبير سوق الانتقالات الإيطالي فابريزرو رومانو كواليس استبعاد مبابي من معسكر باريس سان جيرمان، مؤكداً أن إدارة النادي الفرنسي تشعر بالخيانة من تصرفات اللاعب. وقال رومانو: "يشعر باريس سان جيرمان بالخيانة؛ لأنه متأكد من أن كيليان قد وافق بالفعل على الانتقال لنادي ريال مدريد الإسباني مجاناً، عقب نهاية عقده العام المقبل مع الفريق الباريسي".
وأضاف: "مبابي قال سابقاً خلال مقابلات صحفية إنه لن يرحل عن باريس سان جيرمان مجاناً، لكنه الآن مصمم على عدم تجديد عقده، وبالتالي المغادرة دون استفادة النادي الفرنسي من ذلك مالياً".
وشدد الخبير الإيطالي على أن باريس سان جيرمان يرفض أن يكون رهينة لطلب لاعب واحد في الفريق.
الخليفي خيّر مبابي بين الرحيل أو التجديد
وكان القطري ناصر الخليفي، رئيس نادي باريس سان جيرمان، طالب مؤخراً مبابي بحسم موقفه والاختيار ما بين الرحيل هذا الصيف عن الفريق أو تمديد عقده الذي ينتهي بنهاية الموسم المقبل.
وقال الخليفي، يوم 6 يوليو/تموز 2023: "عليه (مبابي) أن يقرر بسرعة، لديه حتى الأسبوع المقبل أو 10 أيام إلى أسبوعين على أكثر تقدير، وإذا لم يرغب في التوقيع على عقد جديد فإن الباب سيكون مفتوحاً أمامه".
وكان مبابي قد أبلغ إدارة باريس سان جيرمان بأنه لا ينوي تمديد عقده الحالي مع الفريق، والذي تم توقيعه في مايو/أيار 2022، حيث اتفق الطرفان حينها على بقاء اللاعب لمدة موسمين مع خيار التمديد لموسم ثالث.
ولا يزال مبابي، بطل مونديال 2018 ووصيف مونديال 2022 الذي تُوِّج فيه هدافاً، محطَّ الأنظار بسبب الغموض حول مستقبله، إذ ينتهي عقده في حزيران/يونيو من العام المقبل؛ ما يعني أنه سيصبح حينها لاعباً حراً للانتقال الى أي نادٍ آخر من دون مقابل.
لكن النادي الباريسي لن يقبل برحيله مجاناً، وطلب منه التوقيع على عقد جديد أو الموافقة على بيعه هذا الصيف.
قال الخليفي، أثناء تقديم المدرب الجديد الإسباني لويس إنريكي مطلع الشهر: "كيليان لا يمكنه المغادرة مجاناً"، وحدد 31 يوليو/تموز موعداً نهائياً لاتخاذ القرار.
تراجع شعبية مبابي في فرنسا
في هذه الأثناء أبرزت شبكة "RMC" الفرنسية نتائج استطلاع أجرته شركة فرنسية، كشف عن تراجع شعبية مبابي لدى أنصار النادي الباريسي.
وخسر مبابي حوالي 10% من شعبيته لدى الجمهور الفرنسي عموماً وأنصار باريس خصوصاً، مقارنة بآخر استطلاع أُجري عام 2019، إذ انخفضت من 80% إلى 70%. وأبرزت الشبكة عدداً من تعليقات قرائها التي تبدو في غالبها ناقمة على النجم الفرنسي.
الوجه الآخر للقصة
يشعر كيليان مبابي بالمرارة جراء الخداع، حسب وصفه، الذي تعرض له من إدارة باريس سان جيرمان الصيف الماضي عندما قام بتجديد عقده.
حسب تقارير صحفية، نُقلت عن مبابي، فإن إدارة باريس سان جيرمان قدمت للاعب وعوداً بالتعاقد مع لاعبين من الوزن الثقيل؛ وتحديداً المهاجم القدير روبرت ليفاندوفسكي و"الجوكر" برناردو سيلفا، وهو ما لم يحدث.
ولهذا السبب، بات مبابي مستعداً لإخلاف وعده القديم بعدم الرحيل مجاناً، بل وأصبح مستعداً لقضاء الموسم القادم خارج قائمة الفريق والتدرب منفرداً.
وقالت شبكة "سكاي سبورت" الإنجليزية إن السبب الرئيسي لتمسك مبابي بقرار عدم التجديد وعدم الرحيل هذا الصيف هو شعوره بالخداع عندما تم تمديد عقده الموسم الماضي، إذ قالت له إدارة النادي إنها ستشكل فريقاً قوياً من حوله، يضم البولندي روبرت ليفاندوفسكي لاعب بايرن ميونخ قبل انتقاله إلى برشلونة الإسباني، وكذلك البرتغالي برناردو سيلفا لاعب مانشستر سيتي.
وأكملت: مبابي يرى أن إدارة النادي وعدته من أجل تجديد عقده فقط، ولهذا فهو متمسك بالبقاء حتى نهاية عقده عندما ينقضي الموسم المقبل والانتقال إلى فريق آخر مجاناً.
ومؤخراً، رفض مبابي أكثر من مرة التفاوض مع إدارة باريس سان جيرمان على تمديد عقده، وكذلك رفض الانضمام إلى نادي الهلال السعودي الذي عرض قرابة 300 مليون يورو لشراء اللاعب من باريس سان جيرمان الذي وافق على العرض. لكن رفض اللاعب أوقف الصفقة.
ورقة ضغط جديدة
كشفت صحيفة "ليكيب" النقاب عن أن ورقة ضغط جديدة تستخدمها إدارة الفريق الباريسي في معركة "عضّ الأصابع" مع كيليان مبابي. أرسلت إدارة النادي رسالة لمبابي تؤكد له فيها أن النادي سيضطر إلى القيام بتسريح العديد من العمال إذا رحل عن الفريق مجاناً نهاية الموسم القادم.
بدت الرسالة كأنها نوع من "الاستعطاف والابتزاز العاطفي" من جانب إدارة الفريق بحسب بعض المحللين، فيما رأى آخرون الرسالة توضيحاً لعواقب إخلاف مبابي الوعد الذي قطعه على نفسه بعدم الرحيل مجاناً.
وأشارت الصحيفة إلى أن قول باريس في رسالته لبطل مونديال 2018، إنه إذا لم يتلقّ تعويضاً عن انتقال مبابي، فإنه سيكون مضطراً إلى بيع عدد من اللاعبين، لتعويض الخسارة المالية الكبيرة التي سيتكبدها الفريق، ما قد يؤدي أيضاً إلى تسريح عدد ضخم من عمال النادي في شتى الأقسام.
لكن، وبحسب موقع "Goal" رفض مبابي مضمون الرسالة، ما يزيد الأمر تعقيداً، خاصة أن إدارة الفريق كانت تستهدف الحصول على مبلغ يتراوح بين 150 – 250 مليون يورو من عملية بيع كيليان مبابي.
أين ريال مدريد؟
ويبقى السؤال الكبير هو: هل سيلعب مبابي مع الفريق هذا الموسم أم سيتمسك ناصر الخليفي بقرار تجميده حتى النهاية؟
سؤال آخر يطرح نفسه وبقوة: ماذا ينتظر ريال مدريد للتعاقد مع اللاعب الذي يريده منذ سنوات؟
صحيفة "ليكيب" أجابت على هذا السؤال، وقالت إن ريال مدريد لن يتقدم بأي عرض للحصول على خدمات مبابي، إلا إذا طلب اللاعب الرحيل رسمياً، وهو ما لم يفعله مبابي حتى الآن.