أتاحت الهدنة القصيرة الأخيرة التي انتهت، الأحد الماضي، فرصة نادرة للسودانيين لالتقاط الأنفاس والاستمتاع بالحياة، قبل أن تفرض المدافع والقنابل كلمتها على أهل السودان، بعدما عادت الاشتباكات لتشتعل بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع.
وفي خضم الاشتباكات، ظهرت مجموعة من شباب السودان، غير مكترثين بأصوات القصف، وهم يلعبون كرة القدم تحت وقع الانفجارات، ووسط دوي الرصاص التي هزت الأرجاء.
وظهر مقطع لهم وهم يركلون الكرة بحماس ونشاط تحت الدخان الكثيف في محيط الملعب داخل أحد الأحياء السكنية في العاصمة السودانية الخرطوم.
يشار إلى أن هذا المشهد خطف قلوب المتابعين عبر منصات التواصل الاجتماعي المختلفة بعد انتشار مقطع الفيديو عبر مواقع التواصل الاجتماعي.
وقد حصدت تلك المباراة عشرات الإعجابات والمشاركات.
يُذكر أن الصراع الذي اندلع بين القوتين العسكريتين الكبيرتين في البلاد (الجيش والدعم السريع)، منذ 15 أبريل/نيسان الماضي، أسفر عن مئات القتلى وآلاف الجرحى، فيما عمّت الفوضى في العديد من المناطق لاسيما الخرطوم وإقليم دارفور، وسط مخاوف دولية من أن تتمدد شعلة التوتر إذا ما طالت الحرب إلى الدول المجاورة، أو تتحول إلى حرب أهلية وقبلية.
في حين لم تصمد الهدن التي أعلنت سابقاً بين الطرفين؛ إذ خُرقت في الساعات الأولى لدخولها حيز التنفيذ، على الرغم من تعهد الجانبين في مفاوضات جدة بالالتزام بحماية المدنيين وتسهيل إيصال المساعدات الإنسانية والانسحاب من المستشفيات في اتفاق وقع في 20 من مايو/أيار الماضي.