انتهت رحلة كريم بنزيمة في مدريد بعد 14 عاماً من كونه أحد أفضل الرياضيين في تاريخ فرنسا، سيرحل عن ريال مدريد، سيغادر بنزيمة على الأرجح صوب مدينة جدة، لينضم لصفوف الاتحاد السعودي، بعدما قدموا له عرضاً لا يمكن رفضه، 100 مليون يورو راتباً سنوياً، كما يتردد في وسائل الإعلام.
كريم بنزيمة محترف، وهو أحد أكثر المهاجمين مهارةً وموهبة في كرة القدم الحديثة، رحلة بنزيمة في كرة القدم هي رحلة حماس وتصميم مطلق.
بدأ كريم بنزيمة مسيرته الاحترافية مع أولمبيك ليون، التحق بأكاديمية الشباب بالنادي عام 1996 عن عمر يناهز 9 سنوات فقط. سرعان ما طور من موهبته وتم تصعيده إلى الفريق الأول في عام 2005، حيث ظهر لأول مرة كبديل وهو ابن 17 عاماً فقط!
وسرعان ما أبهر بنزيمة الجميع، وبدأ في نثر السحر في أرجاء الملعب، وفي غضون موسم واحد أصبح أحد نجوم الفريق وأعمدته. لعب بنزيمة دوراً رئيسياً في ألقاب ليون المتتالية في الدوري الفرنسي بين 2006-2008، سجل 66 هدفاً في 149 مباراة مع النادي، بمعدل (0.44 هدف في المباراة).
انفجاره الكبير كان في موسم (2007-2008) عندما أمطر شباك مقارعي ليون بـ31 هدفاً.
بداية كريم بنزيمة مع المجد
في عام 2009 انتقل بنزيمة إلى أحد أكثر الأندية شهرة ونجاحاً في العالم؛ ريال مدريد.
كان ريال مدريد أحد أكثر الأندية السخية على كشافي المواهب، استثمر في الكشافين، وهذا أحد أسباب قوة النادي على مدار العقود الماضية، وكان بنزيمة أحد أفضل ثمار هذا الاستثمار. وقّع عقداً مدته 6 سنوات مع الفريق الملكي، مضيفاً اسمه إلى قائمة طويلة ورائعة من عظماء كرة القدم، الذين ارتدوا القميص الأبيض، وتركوا بصمتهم على كرة القدم.
سجّل أو فشل في التسجيل، كريم بنزيمة هو "الحكومة"، سيلعب في كل الأحوال، لكن "الحكومة" المدريدية كان لطيفاً، ضحّى بالكثير من أجل رونالدو وريال مدريد، ومستواه تدهور في فترات لأسباب تخصه، لكن لا يوجد نجاح لريال مدريد لم يكن بنزيمة طرفاً فيه، هو شريك كريستيانو رونالدو وسيرجيو راموس في تمثيل ريال مدريد. مهارات بنزيمة الفنية والبراعة التكتيكية والقدرات البدنية جعلت منه جزءاً لا غنى عنه في تشكيلة ريال مدريد. ولا ينسى عشاق ريال مدريد الليلة التي أنقذ فيها الفريق من الانهيار في ملعب "فيسنتي كالديرون" أمام أتلتيكو مدريد في دوري أبطال أوروبا عام 2017.
استثنائية بنزيمة
عكست مسيرة بنزيمة المبكرة موهبة طبيعية في هذه الرياضة، لكن تفانيه في تحسين مهاراته وروحه الرياضية هو ما سمح له بالارتقاء إلى قمة مستواه، كان استثمار نادي ريال مدريد لكرة القدم في الموهوبين مثل بنزيمة، ناجحاً، وأثبت نهج النادي في التعامل مع المواهب فاعليته.
رغم النكسات على طول الطريق فإن شغف بنزيمة بكرة القدم والتزامه الراسخ بالتميز دفعه إلى أن يصبح قوة ضاربة لا يُستهان بها في عالم كرة القدم، فوزه بالكرة الذهبية كان مستحقاً. بنزيمة هو قصة جميلة، بها حزن على ما فاته في ظل رونالدو أحياناً، وعلى استهتاره أحياناً، لكن قصته مع ريال مدريد انتهت بأجمل الفصول، بغض النظر عن الموسم الأخير الذي لم يحرز فيه ريال مدريد سوى لقب كأس الملك.
في ريال مدريد واصل بنزيمة إظهار موهبته الاستثنائية وقدرته كمهاجم، فمنذ انضمامه إلى الفريق في عام 2009 ساعد في قيادته إلى الصعود على منصات التتويج. سطّر بنزيمة اسمه في المركز الثاني في لائحة الهدافين التاريخيين للنادي بعد رونالدو، متفوقاً على راؤول ودي ستيفانو.
بالإضافة إلى أرقامه غير المقدرة، بنزيمة لاعب متعدد الاستخدامات قادر على التكيف مع مختلف المراكز في الملعب، لعب كمهاجم، بالإضافة إلى مهاجم ثانٍ. مهارات بنزيمة الفنية، سحره الذي في قدميه، قدراته في المراوغة والتمرير تجعله جزءاً لا يتجزأ من تشكيلة ريال مدريد التاريخية.