"ملك الدوري الأوروبي" هو اللقب الذي أطلقه "يويفا" على إشبيلية بعد تتويجه بلقب موسم 2022-2023 على حساب روما الإيطالي.
في الواقع فإن هذه التسمية لم تأت فراغ أو لمجرد مجاملة فريق فاز لتوه بلقب بطولة قارية، فالإحصائيات والأرقام كلها تدعم "يويفا" أمام كل من يفكر في التشكيك بذلك.
فبعد مباراة نهائية طويلة جرت على ملعب بوشكاش أرينا بمدينة بودابست المجرية يوم 31 مايو/أيار 2023، نجح إشبيلية في إضافة كأس جديدة إلى خزينته.
قصة إشبيلية مع الدوري الأوروبي
تحقق ذلك بعد الفوز على روما بنتيجة 4-1 بركلات الترجيح، عقب انتهاء المباراة في أشواطها الأصلية والإضافية بالتعادل الإيجابي 1-1، ليضيف النادي الأندلسي لقباً سابعاً (رقم قياسي)، ابتعد فيه عن أقرب ملاحقيه وهم أتلتيكو مدريد، ويوفنتوس، وإنتر ميلان، وليفربول بفارق 4 ألقاب.
وإضافة إلى ذلك ظل إشبيلية وفياً لعاداته بعدم الخسارة في أي نهائي بهذه البطولة، فقد فاز في سبع مباريات من أصل 7.
وحقق إشبيلية ألقابه السبعة في البطولة التي بدأت في موسم 1971-1972 تحت مسمى كأس الاتحاد الأوروبي، في 17 مشاركة فقط، حيث كان أول ظهور للفريق في موسم 1982-1983.
منذ ذلك التاريخ نجح إشبيلية في اعتلاء عرش كأس الاتحاد الأوروبي مرتين، قبل أن يتغير مسماها إلى الدوري الأوروبي بدءاً من موسم 2009-2010، وذلك في عهد الرئيس الأسبق ميشيل بلاتيني.
أول ألقاب إشبيلية في الدوري الأوروبي
في النسخة الرابعة والثلاثين من البطولة 2005-2006، نجح إشبيلية في حصدها للمرة الأولى في تاريخه على حساب فريق إنجليزي.
ففي يوم 10 مايو/أيار 2006 حقق إشبيلية فوزاً عريضاً على ميدلزبره الإنجليزي وبنتيجة 4-صفر، سجلها لويس فابيانو، وإينزو ماريسكا (هدفين)، وفريدريك كانوتيه.
ولم يفرّط إشبيلية في لقبه بالموسم التالي، فسار على النهج نفسه وبلغ نهائي 2006-2007 الذي كان إسبانياً 100%.
عانى إشبيلية كثيراً يوم 16 مايو/أيار 2007 قبل أن يتجاوز عقبة إسبانيول، حيث امتدت المباراة إلى شوطين إضافيين ثم إلى علامة الجزاء بعد التعادل 2-2، ليفوز الأندلسيون بركلات الترجيح بنتيجة 3-1.
سجل لإشبيلية يومها أدريانو كوريا وكانوتيه، بينما أحرز لإسبانيول كل من ألبيرت ريبيرا ودومينغوس خوانتاس.
غياب ثم عودة بإنجاز غير مسبوق
منذ ذلك اللقب ضلّ إشبيلية طريق النهائي، حتى مع إطلاق المسمى الجديد للبطولة (2009-2010).
لكن هذا الغياب لم يطل أكثر 7 سنوات، حيث عاد إشبيلية لرفع الكأس للمرة الثالثة في تاريخه، وكان بنفس سيناريو لقبه الثاني.
فنهائي نسخة 2013-2014 بين إشبيلية وبنفيكا شهد نتيجة التعادل السلبي، ليتم الاحتكام إلى ركلات الترجيح، التي واصلت انحيازها إلى الفريق الإسباني، وهذه المرة بنتيجة 4-2.
كان هذا اللقب مقدمة لهيمنة أندلسية على بطولة الدوري الأوروبي، حيث بسط إشبيلية سيطرته عليها في النسختين التاليتين.
ففي السابع والعشرين من مايو/أيار 2015، واجه إشبيلية في النهائي فريقاً من أوكرانيا هو دنيبرو دنيبروبيتروفسكي، الذي ظهر نداً عنيداً للفريق الإسباني.
استعان إشبيلية بخبرة لاعبيه من أجل حسم اللقاء الذي انتهى بنتيجة 3-2، حيث ظل التعادل مسيطراً على المباراة حتى سجل كارلوس باكا هدف الفوز للأندلسيين قبل 17 دقيقة من نهايتها.
وسجل لإشبيلية يومها غريغورز كريشوياك وباكا (هدفين)، أما هدفا الفريق الأوكراني فكانا من نصيب نيكولا كالينيتش وروسلان روتان.
ثالث الألقاب توالياً والخامس في تاريخ إشبيلية جاء على حساب ليفربول بقيادة الألماني يورغن كلوب، الذي كان يعيش أول مواسمه مع الريدز.
فاز إشبيلية على ليفربول يوم 18 مايو/أيار 2016 بنتيجة 3-1، حيث سجل للفائز كيفين غاميرو وخورخي أندوخار مورينو المعروف بكوكي (هدفين)، بينما جاء هدف "الريدز" بواسطة دانييل ستوريدج.
كانت نسخة 2015-2016 تاريخية بكل ما تحمل الكلمة من معنى لإشبيلية، ففيها عزّز مكانته كأكثر الأندية فوزاً بالبطولة، إضافة إلى أنه أول وآخر فريق في التاريخ الأوروبي حتى الآن يفوز بها 3 مرات متتالية.
راحة إجبارية تبعها لقب سادس
تنازل إشبيلية عن لقبه المفضل لثلاثة مواسم متتالية، استغلت فيها أندية مانشستر يونايتد، وأتلتيكو مدريد، وتشيلسي الفرصة لرفع الكأس.
وعاد الفريق الأندلسي للمطالبة بعرشه مجدداً وكان له ما أراد في نسخة 2019-2020 حين فاز في مباراة ملحمية على إنتر ميلان بنتيجة 3-2.
بسبب جائحة فيروس كورونا تأجل النهائي كما هو حال كل البطولات في أوروبا إلى يوم 21 أغسطس/آب 2020، الذي كان شاهداً على سادس ألقاب إشبيلية في الدوري الأوروبي.
سجل للفريق الأندلسي لوك دي يونغ (هدفين) والبلجيكي روميلو لوكاكو مهاجم إنتر بالخطأ في مرمى فريقه، أما إنتر فأحرز له لوكاكو من علامة الجزاء ودييغو غودين.
لقب سابع وعلامة كاملة
كان التحدي مختلفاً بالنسبة لإشبيلية في نهائي نسخة 2022-2023، لأنه واجه فريقاً يحلم بالفوز باللقب للمرة الأولى، بقيادة مدرب خبير بالأجواء الأوروبية، وفاز في خمسة نهائيات من أصل خمسة خاضها، والحديث هنا عن جوزيه مورينيو.
وكثرت التساؤلات واشتد النقاش حول الطرف القادر على وقف سلسلة إنجازات الآخر، على اعتبار أن إشبيلية لم يخسر في نهائياته الستة السابقة.
في النهاية كانت الكلمة الأخيرة للفريق الإسباني الذي وجد نفسه متأخراً بهدف الأرجنتيني باولو ديبالا، لكن النيران الصديقة أعادت إشبيلية لنهائي بودابست عن طريق جيانلوكا مانشيني.
ومع وصول المباراة إلى ركلات الترجيح، تكفل المغربي ياسين بونو بمهمة قيادة فريقه للقب، بعدما تصدى لاثنتين ليفوز إشبيلية بنتيجة 4-1.