صورة ماركو ماتيراتزي متكئاً على كتف روي كوستا، في ديربي ميلانو، عندما كانت إيطاليا جنة كرة القدم، ستبقى في تاريخ كرة القدم إلى الأبد. بعض اللحظات واللقطات قدر لها البقاء في الذاكرة حتى النهاية، وذلك المشهد في ملعب سان سيرو إحداها.
فما قصة صورة ديربي ميلانو؟
الزمان: 12 أبريل لعام 2005
المكان: ملعب سان سيرو
المناسبة: إياب ربع نهائي دوري أبطال أوروبا موسم (2004-2005)
بعدما أسفرت عن "ديربي ميلانو" في دور الـ8 من الكأس الأوروبية الأغلى، دوري أبطال أوروبا، توقع الجميع مواجهة نارية، لأن آي سي ميلان كان أقصى غريمه التقليدي في الدور نصف النهائي من ذات البطولة في الموسم. لذا توقع المتابعون أن "الأفاعي" لن تلدغ من جحر مرتين، لكن أحداً لم يتوقع أن تأكل النيران مباراة الإياب حقيقةً!
ففي مباراة الذهاب، تفوق "الروسونيري" بنتيجة (2-0)، نتيجة مطمئنة لكنها غير حاسمة، ففي إيطاليا الجنون الكروي يدق الباب في أي وقت، وإنتر ميلان قادر على إشعال الأجواء على أرض الملعب. لذا، قدم لاعبو آي سي ميلان أداءً تكتيكياً منضبطاً للغاية، وتكللت مجهوداتهم في الشوط الأول بهدف سجله المهاجم الأوكراني القدير، أندريه شيفشينكو في الدقيقة الـ30.
ليضع إنتر ميلان قدماً خارج البطولة بالفعل، فالفارق الآن 3 أهداف، ما يعني أن إنتر ميلان بحاجة إلى تسجيل 4 أهداف لقلب النتيجة والتأهل.
ومع تبقي حوالي 20 دقيقة على نهاية المباراة، سجل إنتر ميلان هدفاً عن طريق الأرجنتيني إستيبان كامبياسو، لكن حكم المباراة، الألماني ماركوس ميرك، قام بإلغاء الهدف.
فما كان من جماهير إنتر ميلان التي كانت تغلي في المدرجات إلا أن أمطرت الملعب بحمم بركانية، عشرات وربما مئات الألعاب النارية و"الشماريخ"، حتى انعدمت الرؤية في الملعب وتوقف اللعب.
تصاعدت أعمدة الدخان ونيران "الشماريخ" إلى السماء، حتى اكتسى الملعب باللون الأحمر، لكن الموقف ازداد خطورة عندما أصاب شمروخ مشتعل كتف حارس نادي آي سي ميلان، البرازيلي ديدا.
توقف اللعب 20 دقيقة كاملة، وأجرى الحكم محاولة قصيرة لاستئناف اللعب مرة أخرى لكنها فشلت.
وفي وسط تلك المشاهد، وقف ماتيرازي وروي كوستا كصديقين مقربين، لا كمتنافسين، بينما يشتعل السان سيرو أمامهما.
لم تكتمل المباراة بسبب تلك الظروف، وقرر الحكم إلغاءها، وأدان في تقريره جماهير إنتر ميلان الذي اعتبر خاسراً بنتيجة (3-0)، كما عاقب الاتحاد الأوروبي لكرة القدم (يويفا) نادي إنتر ميلان بلعب مباراة دون جماهير.
هذه هي قصة صورة ديربي ميلانو الخالدة في ذاكرة كرة القدم.