"القرش الأبيض"، "الحوت"، "الشامخ"، هي بعض الألقاب التي أطلقتها الصحافة الإسبانية على فلورنتينو بيريز، رئيس نادي ريال مدريد، الذي نادراً ما يفشل في التعاقد مع لاعب أراد ضمه إلى "الميرنغي".
ويمكن الآن وصف بيريز بـ"التاريخي"، على اعتبار أنه الرئيس الذي حقق فريق كرة القدم في ريال مدريد، أكبر عدد من الألقاب في ولايته.
فلورنتينو بيريز رئيس ريال مدريد
تتويج ريال مدريد بكأس ملك إسبانيا بالفوز في النهائي على أوساسونا 2-1، يوم السبت 6 مايو/أيار 2023، جعل من بيريز شاهداً في ولايتيه الأولى والثانية، على الظفر بـ32 لقباً محلياً وأوروبياً وعالمياً، لينفرد بالرقم القياسي، متجاوزاً الرئيس الأسطوري سانتياغو برنابيو، وفق ما أكدته صحيفة marca الإسبانية.
وتُوج ريال مدريد مع بيريز بألقاب دوري أبطال أوروبا (6 مرات)، وكأس السوبر الأوروبي (5)، وكأس العالم للأندية (6)، والدوري الإسباني لكرة القدم (6)، وكأس السوبر الإسباني (6)، وأخيراً كأس ملك إسبانيا (3).
وحسب الموقع الرسمي لريال مدريد، فإن بيريز، المولود في مدريد يوم 8 مارس/آذار 1947، أعاد للنادي مكانته العالمية، كما تعافى اقتصاده في ولايتيه ليصبح الأغنى في العالم، فيما أجرى "تحولات عميقة على جميع المستويات" ليصبح "النادي الرياضي الأعلى قيمة في العالم".
منهج بيريز لتحقيق أمجاد ريال مدريد
بدورها أفردت "ماركا" مساحة للحديث عن منهج وأسلوب عمل بيريز، الذي جعل منه الرئيس الأنجح في تاريخ ريال مدريد.
ويُعد بيريز واحداً من رؤساء قلائل نجحوا في المزج بين النجاح الرياضي والاقتصادي، ويؤمن بأن كل جانب منهما مكمّل للآخر، وهو ما جعل منه كياناً بحد ذاته في علم الإدارة.
منذ سنوات بدأ بيريز في العمل على مشروع يهدف إلى تحقيق التوازن بين الرياضة والاقتصاد، وهو ما جعله عرضة لكثير من الانتقادات، خاصة من جماهير ريال مدريد التي لطالما أبدت عدم رضاها عن سوق الانتقالات الصيفية أو الشتوية على حد سواء.
صفقات بيريز كانت انتقائية للغاية؛ لكونه وضع استقرار النادي فوق أي اعتبار، إضافة إلى قانونه الحازم بأن لا أحد أهم من ريال مدريد، ولعل قضية كريستيانو رونالدو أكبر دليل على ذلك، وهو الذي رحل عن النادي في صيف عام 2018 بسهولة، بعد تسعة مواسم أسطورية.
وصمم بيريز هيكلاً رياضياً إدارياً بقيادة خوسيه أنخيل سانشيز، كما أوكل إلى جوني كالافات مسؤولية استكشاف المواهب الشابة، ويساعده سانتياغو سولاري ومانو فرنانديز.
كل شخص في هذه المنظومة يعرف دوره ومهامه، دون تدخل من أحدهم في عمل الآخر، وجميعهم على علم تام بعقلية الرئيس ومتطلباته وما يبحث عنه.
ولا يوجد مكان للاعبي الصف الثاني في ريال مدريد بقرار حازم من الرئيس، حتى نجوم الفريق لهم معايير اقتصادية محددة فيما يتعلق بالرواتب والمكافآت، كل حسب دوره وما يقدمه للفريق.
بيريز صائد النجوم
ويعلم بيريز علم اليقين "كيف تُؤكل الكتف"، فهو من تعاقد مع لاعبين كثر، وسمح لهم بالرحيل مقابل مبالغ مالية كبيرة، بعد أن استفاد منهم رياضياً، ولعل أقوى دليل على ذلك البرازيلي كاسيميرو.
وصل بيريز لكرسي رئاسة ريال مدريد لأول مرة في عام 2000، وبقي بمنصبه 6 سنوات، حقق فيها الفريق 8 ألقاب، وضم عمالقة اللعبة مثل: البرتغالي لويس فيغو، والفرنسي زين الدين زيدان، والإنجليزي ديفيد بيكهام، والبرازيلي رونالدو نازاريو، وهو الفريق الذي عُرف بـ"الغلاتيكوس".
في ولايته الأولى عمل على تطوير ملعب سانتياغو برنابيو، الذي وُصف من قِبل الاتحاد الأوروبي لكرة القدم فيما بعد بأنه ملعب "النخبة"، كما أنهى العمل في تجهيز مركز تدريبات فالديبيباس، الذي يفوق مساحته المركز الرياضي السابق.
استقال بيريز من منصبه عام 2006، لكنه عاد في 2009 في مرحلة ما زالت مستمرة حتى ساعة كتابة هذه السطور.