أكدت تقارير صحفية ليبية أن اللاعب الدولي، ونجم نادي الاتحاد الليبي، محمد زعبية، قد تعرض للاختطاف من قبل "مسلحين"، يوم الخميس الماضي، بحسب مصادر عائلية.
وبحسب عائلة اللاعب، فإن اللاعب قد تم اختطافه، خلال تواجده في مدينة طرابلس ببلاده.
صاحب الـ 34 عاماً يمتلك مسيرة احترافية طويلة في الملاعب؛ إذ سبق لمحمد زعبية الاحتراف في الدوري الصربي، رفقة نادي بارتيزان الصربي، كما مثّل أندية الرفاع البحريني، شبيبة القبائل ومولودية وهران في الجزائر، وكذلك الترجي التونسي.
وتطالب عائلة محمد زعبية بإطلاق سراحه فوراً، ويناشدون كافة الجهات المعنية والمسؤولين في الدولة الليبية التدخل بشكل عاجل لإطلاق سراحه. يذكر أن محمد زعبية يعاني من آثار عملية جراحية أجراها في قدمه اليسرى، في شهر فبراير الماضي، وما زال يخضع للعلاج.
وفي تصريحات لموقع "العربية"، اتهم عم اللاعب، بشير زعبية "عناصر مسلّحة" تتبع ميليشيات ليبية بالوقوف وراء اختطاف ابن شقيقه، مشيراً إلى أن أخباره انقطعت عن عائلته منذ أسبوع.
اختطاف محمد زعبية ليس أول اختطاف يتعرض له لاعب كرة قدم، إذ يمتلئ التاريخ الحديث بحوادث مشابهة، بعضها انتهى نهاية مأساوية.
أشهر حوادث الخطف والقتل في ملاعب كرة القدم
"لوس مانسيروس"
في أواسط شهر أكتوبر عام 2009، تم اختطاف 12 لاعباً من فريق "لوس مانسيروس" الكولومبي لكرة القدم، وهو أحد أندية الهواة في كولومبيا، في الأراضي الفنزويلية. وبعد أسبوعين من اختطافهم، وتحديداً في الـ29 من ذات الشهر، تم العثور على جثث اللاعبين على الجانب الفنزويلي من الحدود مع كولومبيا.
نائب الرئيس الفنزويلي آنذاك، رامون كاريزاليس، قال إن الجثث وكلها مصابة بطلقات نارية، تم العثور عليها في أجزاء مختلفة من ولاية "تاتشيرا" الغربية. وتنتشر عمليات الاختطاف والنزاعات المسلحة على جانبي الحدود حيث تنشط مجموعات حرب العصابات الكولومبية والقوات شبه العسكرية والعصابات الإجرامية.
وقال كاريزاليس إن عملية اختطاف اللاعبين تمت أثناء لعبهم مباراة مع فريق فنزويلي، مشيراً إلى أنها مرتبطة بالصراع الداخلي في كولومبيا بين العصابات المسلحة، لكنه لم يذكر مزيداً من التفاصيل.
المسكين إسكوبار
من أسوأ اللحظات التي يمكن أن تمر على لاعب كرة أن يسجل هدفاً عكسياً في مرمى فريقه، ويزداد الأمر سوءاً إذا تسبَّب هذا الهدف بشكل أو بآخر، في ضياع بطولة أو خروج مبكر. لكن بالتأكيد لا يمكن أن يصل الأمر إلى التفكير في أن حياة اللاعب يمكن أن تكون الثمن الذي يدفعه مقابل التسجيل في مرمى فريقه!
لكن للأسف، هذا ما حدث مع المدافع أندريس إسكوبار، الذي كان أحد أفراد التشكيلة الذهبية للمنتخب الكولومبي المشارك في مونديال أمريكا عام 1994، حيث قام أحد المهووسين، باغتياله خلال وجوده في حانة محلية بالعاصمة بوغوتا، عقب عودة بعثة المنتخب إلى بلادها بعد الخروج المدوي والحزين من الدور الأول.
ربما يرى البعض أن أسطورة كرة القدم البرازيلي بيليه مساهم بقدر ما، في إراقة دماء المسكين إسكوبار، بعدما تسبَّب قبل بداية مونديال 94 في رفع سقف التوقعات من المنتخب الكولومبي، بترشيحه للفوز بلقب المونديال، وهو الذي لم يبلغ نصف النهائي يوماً من قبل.
القصة بدأت في صيف عام 1993، وخلال تصفيات قارة أمريكا الجنوبية المؤهلة لنهائيات كأس العالم، حين وقع المنتخب الكولومبي بقيادة فالديراما صاحب الشعر الطويل المجعد، في مجموعة ضمت معه
الأرجنتين بقيادة الفتى الذهبي مارادونا، وإن كان في آخر أيامه، وبيرو وباراغواي.
وعكس المنتظر تصدَّر المنتخب الشهير بلقب "القهوجية"، مجموعته برصيد 10 نقاط، لكن الأهم من الصدارة هي تلك المباراة التي جمعته مع الألبيسيليستي في عاصمتهم العنيدة بوينس آيرس، حيث تمكن فالديراما وزملاؤه من إذلال مارادونا ورفاقه، وسحقوهم بخماسية نظيفة أمام جمهور لم يكن قادراً على مسح دموع الكبرياء المهدورة عن وجنتيه.
هذا الفوز الخيالي الذي لم يتحقق من قبلُ (ولم يتكرر بعد ذلك حتى الآن)، لفت انتباه المحللين للمنتخب الكولومبي، ثم جاءت تنبؤات بيليه (التي لم تصدُق يوماً بالمناسبة)، لتجعل مهمة الكولومبيين في المونديال واضحة وبسيطة.. العودة بالكأس.
بالطبع لم يُرِد عشرات الآلاف في كولومبيا تفويت فرصة المكسب الكبير على أنفسهم، فانهالت المراهنات، خصوصاً من بارونات المخدرات الذين كانوا يتحكمون في ذلك البلد الأمريكي الجنوبي تقريباً، ورُصدت أموال طائلة للمراهنة على فوز المنتخب الأصفر بمونديال أمريكا.
ثم زاد الطين بلة قرعة المونديال التي أوقعت كولومبيا في المجموعة الأولى إلى جوار 3 منتخبات مغمورة هي أمريكا ورومانيا وسويسرا، ليصبح تأهلها الى الدور الثاني مسالة وقت لا أكثر.
لكن الكرة فعلت فعلتها مجدداً، وأدارت وجهها في النهائيات للمنتخب الكولومبي بعدما كانت تذوب عشقاً فيه طوال التصفيات، وخسرت كولومبيا مباراتها الأولى أمام رومانيا بثلاثة أهداف مقابل هدف، مما وضعها بمأزق في مباراتها الثانية أمام أمريكا، حيث يتوجب عليها الفوز، لضمان الحفاظ على حظوظها في التأهل.
وفي المباراة التي أُقيمت على أرضية ملعب "روز بول" بولاية كاليفورنيا الأمريكية، سجَّل إسكوبار هدفاً بالخطأ في مرمى فريقه عند الدقيقة الـ35، وتسبب في هزيمة كولومبيا بتلك المباراة بهدفين مقابل هدف وحيد، قبل أن يفوز الكولومبيون في مباراتهم الأخيرة أمام سويسرا بهدفين نظيفين.
ودَّع المنتخب الكولومبي البطولة من الدور الأول، وعادت بعثة المنتخب إلى كولومبيا محمَّلة بخيبة الخروج المبكر، ولكن لم يكن أحد يتوقع حدوث الكارثة الكبرى.
وبينما كان إسكوبار، الذي كان يبلغ من العمر 27 عاماً، جالساً في إحدى الحانات في الثاني من يوليو/تموز من عام 1994، ليشرح للجماهير ما حدث في المونديال بعد أن رفض لاعبو المنتخب مواجهة الشعب؛ خوفاً من رد فعلهم، اقتحم المكان 3 من رجال العصابات، وأطلقوا النار على المُدافع، ليلقى حتفه في الحال.
شيَّع الشعب الكولومبي لاعبه الذي راح ضحية خطأ لم يكن مقصوداً في مباراة لكرة القدم، كما شارك في تشييعه الرئيس الكولومبي سيزار غافاريا، بالإضافة إلى عدد من الشخصيات الرياضية والسياسية، قبل أن يتم القبض على الفاعلين، الذين ثبت انتماؤهم إلى عصابة تابعة لبارون المخدرات الكولومبي الشهير بابلو إسكوبار.
والأهم أن هدف إسكوبار العكسي دخل تاريخ كرة القدم من بابها الخلفي، باعتباره من أسوأ اللحظات التي تم تسجيلها في تاريخ الساحرة المستديرة الطويل والحافل بالأحداث.
اختطاف عائلي
في عام 2016 اختُطف اللاعب المكسيكي آلان بوليدو مهاجم نادي أولمبياكوس اليوناني حينها، على يد أحد أفراد عائلته، وهو أوزفالدو فيلاسكيز، الذي كان اللاعب متزوجاً من ابنة عمه.
أوزفالدو فيلاسكيز، كان عضواً بمنظمة إجرامية متخصصة في تهريب المخدرات وجرائم الخطف والابتزاز، وكان العقل المدبر لعملية اختطاف آلان بوليدو التي تمت بعد حضور اللاعب إحدى الحفلات في أرض الوطن، المكسيك، وطالب عائلة اللاعب بفدية 325 ألف دولار أمريكي لإطلاق سراحه.
لكن الخطة فشلت، إذ تمكن بوليدو من الهرب من قبضة خاطفيه، بعدما نجح في ضرب خاطفه والحصول على هاتفه للاتصال بالشرطة التي حضرت في غضون دقائق، ليتم تحريره بعد 24 ساعة فقط من اختطافه.
اختطاف مونديالي
أشهر حوادث الخطف المتعلقة بكرة القدم وقعت أثناء مونديال روسيا 2018. فبينما كانت تجري مشاركة جون أوبي ميكيل مع منتخب نيجيريا في نهائيات كأس العالم بشكل طبيعي، تلقى اللاعب مكالمة من أحد أقاربه، قبل ساعات قليلة من مواجهة الأرجنتين المصيرية في دور المجموعات، أخبره فيها باختطاف والده، وأن الخاطفين يطالبون بفدية تتراوح بين 21 و28 ألف دولار أمريكي.
ميكيل أخفى الأمر عن زملاءه في المنتخب، وقرر المشاركة في اللقاء الذي انتهى بفوز الأرجنتين (2-1).
وبعد فترة لم تطل كثيراً، تمكنت الشرطة النيجيرية من تحديد مكان والد أوبي ميكيل، وتمكنت من تحريره والقبض على الخاطفين دون دفع الفدية.