أعلنت إدارة نادي الهلال السوداني بتاريخ 2 أبريل 2022 عن قطع العلاقات مع النادي الأهلي المصري، على خلفية أحداث عادية في مباريات كرة القدم عرفتها المواجهة بين الفريقين في الجولة الأخيرة من دور المجموعات لدوري أبطال إفريقيا، وانتهت بفوز أهلاوي كاسح منح ورقة التأهل للدور ربع النهائي لأبناء القلعة الحمراء، وودع الهلال المنافسة القارية.
جاء إعلان إدارة نادي الهلال عن قرار قطع العلاقات مع النادي الأهلي، وكان الأمر يتعلق بالعلاقات بين دولتين، وهو سيناريو ألفته الجماهير العربية بعدما تكرر في مناسبات عديدة آخرها كان قبل نحو عامين بين الجارين الشقيقين الجزائر والمغرب.
الغريب في قرار إدارة الهلال أنها لم تكتف بإعلان قطع العلاقة مع الأهلي، حيث كان يمكن تبرير ذلك بتداعيات الإقصاء بعدما كان في أفضل رواق للتأهل، بل تعدى قرار قطع العلاقة إلى انتظار فرصة للثأر من الأهلي بعدما عبرت عن أمنيتها بأن يلتقي الناديان بالموسم المقبل حتى تكون أقرب فرصة للانتقام، وهو أمر غريب لم تألفه الجماهير العربية.
تاريخياً ظلت العلاقات الرياضية وخاصة الكروية مستمرة بين جميع الدول العربية، حتى بين تلك التي كانت علاقاتهم الدبلوماسية والسياسية مقطوعة، بل إن المواجهات الكروية على صعيد الأندية، والمنتخبات تحولت إلى جسر، وجسر قوي، عوض الجسر السياسي الذي دمرته الخلافات والمواقف المتباينة.
يحتفظ الجميع بذكرى جميلة في نهائيات كأس أمم إفريقيا 1988 بالمغرب، حيث التقطت للاعبي المنتخبين المغربي والجزائري صورة مشتركة حمل خلالها أسود الأطلس الراية الجزائرية بينما حمل أشقاؤهم الخضر الراية المغربية.
صحيح أن مواجهات كروية عربية عربية كثيرة خرجت عن النص، غير أن الأمر لم يصل إلى حد إعلان قطع العلاقة بين ناديين أو بين اتحادين، ليكون ما أعلنته إدارة نادي الهلال سابقة في تاريخ كرة القدم العربية خارجة عن كل النصوص وبعيدة عن كل الأعراف.
ماذا سيستفيد الهلال السوداني من قطع علاقاته مع النادي الأهلي أو مع أي فريق آخر؟
يحق للهلال أن يتظلم ويرفع شكوى ضد الأهلي لدى الاتحاد الإفريقي أو الاتحاد الدولي لاستعادة ما يعتبره حقه وتجاوزاً من قبل النادي المصري، لأن ذلك مكفول له بقوة تشريعات الفيفا مهما كانت جنسية المنافس سواء أكان عربياً أم أعجمياً، ولو أقدم الهلال على هذه الخطوة فإن الأمور كانت ستبقى في إطار اللعبة دون إثارة قلاقل خارج الملعب.
ماذا سيستفيد الهلال من قطع علاقاته مع النادي الأهلي أو مع أي فريق آخر؟ وماذا سيستفيد من انتقامه منه الموسم القادم؟ هل سيمنحه ذلك لقب البطولة؟
الواقع أن الهلال لم يتجرع خسارة كانت متوقعة من قبل أغلب المتابعين والمحبين لكلا الفريقين، خاصة أن المباراة لعبت بالقاهرة، وخاصة أن الأهلي لم يكن لديه خيار آخر غير الفوز وبنتيجة عريضة، وتاريخ المواجهات السابقة بين الناديين يمنح أفضلية كبيرة للأهلي.
ما حدث بعد نهاية المباراة في غرف تبديل الملابس كان ردة فعل طبيعية بين لاعبي فريق عاد لأجواء المنافسة بعدما كان قريباً من الإقصاء، عبروا عن فرحتهم بالتأهل، ولاعبي فريق خرج منها بعدما كان قريباً من التأهل، عبروا عن غضبهم من الإقصاء.
أنتم أيضاً يمكنكم المشاركة معنا في قسم الآراء والتجارب الشخصية عن طريق إرسال كتاباتكم عبر هذا البريد الإلكتروني:opinions@arabicpost.net
مقالات الرأي المنشورة في “عربي بوست” لا تعبر عن وجهة نظر فريق تحرير الموقع.