اعتاد جمهور كرة القدم، خاصة عشاق التاريخ، منهم على رؤية النجم العالمي ميشيل بلاتيني وهو يدافع عن اللون الأزرق لمنتخب فرنسا، وذلك في 72 مباراة دولية.
من ضمنها 14 مباراة في ثلاث مشاركات بكأس العالم، في نسخ 1978 و1982 و1986، كما لعب 5 مباريات بكأس أوروبا (يورو 1984).
قصة مشاركة بلاتيني بقميص منتخب الكويت
لكن بلاتيني صدم الفرنسيين بارتدائه قميصاً أزرق مغايراً تماماً عن ذلك الذين اعتادوا رؤيته به، لأنه في تلك المرة كان الأزرق بصبغة عربية.
كان ذلك في عام 1988، بعدما علّق بلاتيني حذاءه معلناً اعتزال كرة القدم على مستوى الأندية والمنتخب الفرنسي، غير أن الكويتيين أعادوه إلى الملاعب مرة أخرى لبضع دقائق.
شارك بلاتيني بقميص منتخب الكويت في مباراة ودية، أقيمت ضد الاتحاد السوفييتي يوم 27 نوفمبر/تشرين الثاني 1988.
أثارت رؤية بلاتيني بأزرق الكويت جنون الصحافة الفرنسية، حيث كتب موقع ouest-france: "تخيلوا أن لاعباً أساسياً في منتخب فرنسا، يلعب مباراة بقميص منتخب بلد آخر بعد بضعة أشهر من اعتزاله".
وأضاف: "المشهد كان غير محتمل، لكن الحقيقة هي أن بلاتيني صاحب الكرات الذهبية الثلاث لأفضل لاعب في العالم، لعب لمدة 20 دقيقة بألوان الكويت".
ويعود أساس القصة إلى دعوة رسمية تلقاها بلاتيني من أمير الكويت وقتذاك، الشيخ جابر الأحمد الصباح، لزيارة البلاد، التي كان منتخبها يستعد للمشاركة في كأس أمم آسيا في قطر 1988.
في تلك الفترة كان بلاتيني الوجه الدعائي لشركة أديداس الألمانية، وأطلق حينها علامته التجارية للملابس الرياضية (بلاتيني 10).
اقترح عليه وكيل أعماله القيام بجولة في المنطقة العربية والشرق الأوسط، زار خلالها دول قطر والكويت والمملكة الأردنية.
بلاتيني لعب 20 دقيقة مع منتخب الكويت
وبعد ذلك ببضعة أيام، سافر بلاتيني إلى الكويت، وكان عليه حضور مباراة "الأزرق" والاتحاد السوفييتي من المدرجات فقط.
لكن النجم الفرنسي ذهب إلى أبعد من ذلك وشارك في المباراة التي جرت على ملعب الصداقة، امتد وجود بلاتيني على أرضية الملعب 20 دقيقة، وارتدى القميص رقم 10.
في الواقع لم يقدم بلاتيني شيئاً لمنتخب الكويت على مستوى النتيجة، لأن الأزرق خسر في النهاية بنتيجة 0-2، بهدفي بروتاسوف ورواتس.
اللافت في الأمر أن بلاتيني كان قد عُيّن مدرباً لمنتخب فرنسا قبل شهرين فقط من مشاركته بقميص الكويت، ويؤكد موقع "كويست فرنسا"، أن هذه المباراة لم يُثر حولها الكثير من الضجيج، حيث غادر الفرنسي البلاد العربية وكأن شيئاً لم يكن.
وأشار الموقع ذاته إلى أن آخر مباراة لبلاتيني، الذي يعد واحداً من اللاعبين القلائل الذين لعبوا لمنتخبين دون الحصول على جنسية الآخر، لمس فيها الكرة كانت بقميص الكويت، وليس فرنسا أو يوفنتوس، الفريق الأخير الذي لعب له على مستوى الأندية.
مباراة الكويت وفرنسا الشهيرة في كأس العالم
وقبل هذه المباراة، كان بلاتيني يعرف الكويتيين جيداً، على اعتبار أنه كان أحد عناصر منتخب "الديوك" المشارك في نهائيات كأس العالم 1982، وتواجد بل سجل هدفاً في مرمى "الأزرق" في المباراة الشهيرة التي انتهت بفوز "الديوك" 4-1.
يومها ألغى الحكم السوفييتي ميروسلاف ستوبار هدفاً، بعد اعتراض الكويتيين الذين توقفوا عن اللعب، بحجة أنهم سمعوا صوت صافرة من المدرجات، الأمر الذي دعا الشيخ فهد الأحمد الجابر الصباح، رئيس الاتحاد الكويتي في حينه، للنزول لأرضية الملعب والاعتراض على الهدف.
وكشف بلاتيني في عام 2018 أنه بعد تلك اللحظة أقام علاقات قوية مع الكويتيين الذين أصبحوا أصدقاءه.