يعيش الكثير من لاعبي كرة القدم حالة من التناقض، ففي الوقت الذي يتمتعون فيه بشهرة واسعة، تبدو حياتهم الخاصة مليئة بالمعاناة الاجتماعية، والتي لم يتردد بعضهم في الحديث عنها، وكان آخرهم النجم الكندي ألفونسو ديفيز.
ويملك أغلب اللاعبين ملايين المتابعين والمعجبين على مواقع التواصل الاجتماعي، لكن هذه الأرقام تتهاوى وربما تختفي حين يتعلق الأمر بالحياة الواقعية.
نجوم كرة قدم عانوا من الاكتئاب
في السطور التالية، نسلط الضوء على بعض لاعبي كرة القدم المشاهير، الذين يعانون من الوحدة أو الاكتئاب في حياتهم الخاصة.
ألفونسو ديفيز
الجناح الرهيب لفريق بايرن ميونيخ، اعترف بأنه يعيش وحيداً ولا يجد ما يفعله بعد الانتهاء من الحصص التدريبية مع العملاق "البافاري".
وقال: "الحياة كلاعب كرة قدم محترف رائعة للغاية بلا شك، يمكنك الاسترخاء والاستمتاع بالحياة، ولكن لا تجد ما تفعله بعد التدريب".
وأضاف: "بالنسبة لي ليست لديّ عائلة ولا تعيش صديقتي معي، فأنا وحيد، إنه أمر مقلق ألا يكون لديك شيء لتفعله، خاصة عندما يكون جميع أصدقائك في عملهم، ربما لدي خمسة أصدقاء، أنا فاشل مشهور".
بول بوغبا
يؤكد بوغبا أن اللاعبين يمرون بالكثير من التحديات، أبرزها أنه يتم الحكم عليهم من قبل الجمهور والصحافة مرة كل ثلاثة أيام، في إشارة إلى خوضهم مباريات مرتين كل أسبوع.
ودخل بوغبا في نوبات اكتئاب واعترف بذلك، وطالب بضرورة الحفاظ على الصحة العقلية للاعبين.
وقال: "لقد أُصبت بالاكتئاب عدة مرات خلال مسيرتي المهنية، في بعض الأحيان لا تعرف أنك كذلك، فأنت تريد فقط أن تكون منعزلاً وأن تكون وحيداً".
وأضاف: "بالطبع نحن نكسب الكثير من المال، ولكن هذا لا يمنعك من المرور بهذه اللحظات في حياتك، فنحن لسنا أبطالاً خارقين، نحن بشر".
ويؤكد بوغبا أهمية الأصدقاء والعائلة في الحياة، حيث صرّح: "عندما أعيش وضعاً صعباً أتحدث كثيراً مع باتريس إيفرا، يمكن أن يكون طبيبي النفسي أعز أصدقائي أو زوجتي أو ابني، فهم قادرون على مساعدتك على الخروج من حالة الغضب والاكتئاب".
أندريس إنييستا
بعد أشهر من فوز برشلونة بلقب دوري أبطال أوروبا عام 2009، عانى إنييستا من إصابات عديدة، قبل أن يتعرض لفاجعة بعد الإعلان عن وفاة صديقه داني خاركي، مدافع إسبانيول، بنوبة قلبية.
كانت هذه الظروف بمثابة صفعات مفاجئة ومؤلمة، تركت آثارها على نفسية "الرسام"، الذي قال: "وفاة خاركي كانت صدمة أطاحت بي بعدما كنت في حالة سيئة، لأنني لم أكن على ما يرام".
وكشفت والدة إنييستا أن ابنها طلب منها النوم إلى جانبها وإلى جانب والده وهو في عمر 25 عاماً، لتقول: "شعرت كأن العالم انهار على رأسي".
بينما قال والده: "أن يأتي إلينا ابننا وهو بهذا العمر في منتصف الليل ليطلب النوم إلى جانبنا فهذا يعني أنه ليس بخير".
بعدها خضع اللاعب لجلسات من العلاج النفسي، ساعدته على تجاوز محنته، إلى جانب الدعم الذي تلقاه من صديقه، المدرب بيب غوارديولا.
كريستيان بوليسيتش
وجد اللاعب الأمريكي نفسه حبيساً لدكة البدلاء بعدما تسلم الألماني توماس توخيل، مهمة تدريب تشيلسي، خلفاً للمُقال فرانك لامبارد.
في تلك الفترة كان بوليسيتش يعيش وحيداً في لندن، وتفاقمت معاناته النفسية بعدما وصل إلى مسامعه نبأ وفاة جده، ليعرض نفسه على طبيب نفسي.
وقال بوليسيتش: "لقد تواصلت مع طبيب نفسي وهذا شيء لا يجب أن يخجل منه أي شخص، فالانفتاح والتحدث أمر صعب على كثير من الناس".
وأضاف: "أمضيت وقتاً طويلاً قبل أن أدرك أن التحدث بصوت عال يجعلني قوياً، كنت أعتقد أني قوي ولا أحتاج إلى المساعدة".
جانلويجي بوفون
كشف أفضل حارس مرمى في العالم في نظر الكثيرين، أنه عانى من الاكتئاب خلال مسيرته الحافلة مع نادي يوفنتوس.
وقال بوفون: "لوقت طويل شعرت أن لا أحد يهتم بي، واجهت فترات من عدم الأمان والقلق والشعور بعدم الاهتمام رغم النجاحات".
وأضاف: "قبل إحدى المباريات ذهبت إلى إيفانو بوردون (مدرب الحراس) وطلبت منه أن يشرك أنطونيو تشيمينتي (الحارس الثاني) بدلاً مني، كنت أعاني من نوبة ذعر ولم أكن جاهزاً للعب".
مايكل كاريك
تسببت خسارة مانشستر يونايتد أمام برشلونة في نهائي دوري أبطال أوروبا عام 2009، بأذى نفسي كبير للدولي الإنجليزي.
كاريك الذي كان أحد أهم العناصر في تشكيلة المدرب الأسطوري السير أليكس فيرجسون، دخل في أزمة نفسية بعد نهائي دوري الأبطال في ويمبلي.
ضغط كاريك على نفسه كثيراً وحمّلها مسؤولية الخسارة، وظل رهينة للوم، حتى إنه خرج من النهائي وهو يبكي، ليدخل في أزمة نفسية عانى منها لمدة سنتين.
رونالدو نازاريو
في حوار مع صحيفة marca الإسبانية، اعترف "الظاهرة" أنه عانى من الاكتئاب، وخضع للعلاج من أجل التخلص منه.
وقال: "لعبت مع جيل لا يتمتع بأي رفاهية، كان علينا بذل الكثير من الجهد من أجل تحقيق أحلامنا، وعليه فقد تعرضنا لضغوط نفسية هائلة دون أن نستعد لذلك، وتزامن ذلك مع بداية عصر الإنترنت ونقل المعلومات بسرعة".
وأضاف: "أما اليوم فاللاعبون يتلقون العناية الطبية والصحية والنفسية اللازمة، وهذا حق لهم، لأن لعبة كرة القدم تسبب الكثير من التوتر".
بنجامين بافارد
أصيب الظهير الفرنسي بالاكتئاب بسبب العزلة الإجبارية، التي فرضتها جائحة فيروس كورونا، وقال: "في داخلي لم تكن الأمور بخير، أنا إنسان وحتى لو كان لدي منزل جميل وصالة ألعاب، لكن كنت أحتاج إلى تواصل إنساني".
وتابع: "كنت أستيقظ صباحاً بدون حب للحياة، حاولت إلهاء نفسي بتعلم الطبخ ومشاهدة المسلسلات، في الواقع أنا لا أحب كلمة الاكتئاب، لكني كنت مريضاً، وأخفيت ذلك عن الجميع، ولكني تحسنت وخرجت من الأزمة رجلاً أفضل".
أيمن أشرف
كان أيمن أشرف، لاعب الأهلي المصري، قريباً جداً من إعلان اعتزاله وهو في عمر 25 عاماً، بعد تعرضه لانتكاسة نفسية كبيرة.
وتلقى أيمن أشرف خبراً صادماً في عام 2016، وهو وفاة والدته وشقيقته في حادث سير وقع في مدينة الإسكندرية، وهي الواقعة التي قرر على إثرها الاعتزال، ورفض لمس كرة القدم مجدداً.
ونجحت جهود حلمي طولان، مدربه في نادي سموحة في ذلك الوقت، في إثنائه عن قرار الاعتزال، لكن اللاعب لم يتحمل البقاء في الإسكندرية، ليقرر الرحيل عنها، وبعد ذلك انضم إلى الأهلي.
روبرت إنكه
وقع حارس مرمى هانوفر ومنتخب ألمانيا سابقاً، ضحية لمعاناته من الاكتئاب، بعدما وصل به الحال إلى الإقدام على الانتحار في نوفمبر/تشرين الثاني 2009.
أصيب إنكه بحالة من الشك في قدراته وإمكانياته، وتفاقمت حالته بعد وفاة طفلته لارا بعد ولادتها بعامين، بسبب عيب خلقي في القلب.
وما زاد الطين بلة، هو خروجه من قائمة "المانشافت" المشاركة في نهائيات كأس العالم 2010، ليقرر إنكه إنهاء حياته.
عانى إنكه من الاكتئاب بأسوأ صوره على الإطلاق، وبدأ بـ"الشك الذاتي" الذي كان يلازمه دائماً في قدراته وأفكاره وما إلى ذلك، ثم تطور الأمر بعد وفاة ابنته، وفشله في المشاركة في كأس العالم 2010 بسبب الإصابة.