سيدير مباراة ريال مدريد وليفربول، في إياب الدور ثمن النهائي من مسابقة دوري أبطال أوروبا لكرة القدم، حكم مثير للجدل، سبق أن اتُّهم في قضية رشوة وتعرض للإيقاف.
وتُقام المباراة مساء الأربعاء 15 مارس/آذار 2023، على ملعب "سانتياغو بيرنابيو" في العاصمة الإسبانية مدريد، علماً بأن "الميرنغي" فاز ذهاباً في إنجلترا بنتيجة 5-2.
من هو حكم مباراة ريال مدريد وليفربول؟
وتُعتبر مباراة ريال مدريد وليفربول هي السادسة والعشرون في تاريخ الحكم الألماني فيليكس زواير، بدوري أبطال أوروبا، والذي سبق له إدارة مباراة وحيدة لـ"الميرنغي"، واثنتين لـ"الريدز".
مع زواير فاز ريال مدريد على غالطة سراي بنتيجة 6-0، في المباراة التي جرت بدور المجموعات لموسم 2019-2020 من دوري الأبطال.
أما ليفربول، فقد أدار زواير مباراتي "الريدز" ضد بورتو البرتغالي، الأولى في دور الستة عشر لموسم 2017-2018 وانتهت بالتعادل السلبي، بينما فاز الفريق الإنجليزي في الثانية بنتيجة 2-0 بدور المجموعات لموسم 2021-2022.
وأثار قرار إسناد المباراة إلى زواير عاصفة من الجدل، حيث عادت إلى الواجهة فضيحة الفساد والرهانات والتلاعب في نتائج المباريات، التي شارك فيها زواير.
وُلد زواير يوم 18 مايو/أيار 1981 في مدينة برلين، ودخل قائمة الحكام بالاتحاد الألماني عام 2004، لكنه أدار أول مباراة له عام 2007، وكانت في دوري الدرجة الثانية.
وبعدها بعامين أصبح زواير حكماً لمباريات الدوري الألماني "البوندسليغا"، ثم حصل على الشارة الدولية من الاتحاد الدولي لكرة القدم عام 2012.
وأدار زواير مباراة بوروسيا دورتموند وبايرن ميونيخ في كأس السوبر الألماني عام 2017، والذي تُوج بها الثاني بركلات الترجيح.
كما صفّر نهائي كأس ألمانيا لموسم 2017-2018، والذي انتهى بفوز مفاجئ لأينتراخت فرانكفورت على بايرن ميونيخ بنتيجة 3-1، كما حصل على جائزة أفضل حكم في ألمانيا لموسم 2013-2014.
أدار 600 مباراة
وفي مجمل المباريات التي قادها بجميع البطولات محلياً وقارياً وعالمياً، أدار زواير نحو 600 مباراة، أشهر فيها 2529 بطاقة صفراء، منها 74 تحولت إلى حمراء، بينما رفع 49 بطاقة حمراء مباشرة، وأشار إلى علامة الجزاء 175 مرة، وفق أرقام موقع transfermarkt الشهير، المختص في الإحصائيات والبيانات.
اللافت في مسيرة زواير التحكيمية أنه لم يسبق له إدارة أي مباراة في بطولات كأس العالم، إذ حصل على الشارة الدولية عام 2012، لكن لم يتم اختياره من قبل "فيفا" في ثلاث نسخ، البرازيل 2014، روسيا 2018، قطر 2022.
فضيحة تلاعب في النتائج
أصبح زواير شريكاً في فضيحة تلاعب بنتائج المباريات، بعدما تستَّر على الحكم السابق روبرت هويزر، الذي تلقى رشوة من أحد الفرق في ألمانيا.
وتعود القصة إلى عام 2005، حين تلقى هويزر مبلغاً من المال وصل إلى 300 يورو فقط، مقابل الانحياز إلى فريق فوبرتال في لقائه ضد فيردر بريمين.
وبعد انكشاف هذه الفضيحة، وخضوع الحكمين للتحقيق، أُدين هويزر بالقضية، وحُكم عليه بالسجن لمدة سنتين، مع حرمانه من التحكيم مدى الحياة.
أما زواير فحصل على حُكم مخفف، حيث تم إيقافه عن التحكيم لمدة ستة أشهر فقط، عاد بها لإدارة المباريات بشكل طبيعي.
وعادت هذه القصة إلى الواجهة مرة أخرى بعدما أدار زواير مباراة بايرن ميونيخ ومضيفه بوروسيا دورتموند، يوم 4 ديسمبر/كانون الأول 2021، ضمن الجولة الـ14 من الدوري الألماني لموسم 2021-2022.
وشهدت تلك المباراة، التي انتهت بفوز الفريق البافاري بنتيجة 3-2، العديد من القرارات التحكيمية المثيرة للجدل، وتسبب في غضب لاعبي دورتموند ومدربهم في ذلك الوقت ماركو روزة، الذي طُرد من قبل زواير؛ لاعتراضه على احتساب ضربة جزاء، ساهمت في خسارة "الفيستيفال".
ويعتقد مسؤولو دورتموند أن زواير ظلمهم بذلك القرار، في وقت لم يحتسب فيه ضربة جزاء لهم، كانت أكثر وضوحاً، وفق اعتقادهم.
بعدها خرج جودي بيلنغهام، لاعب دورتموند، وانتقد قرار الاتحاد الألماني بإسناد مهمة إدارة مباراة بهذا الحجم إلى حكم سبق أن شارك في أكبر فضيحة مراهنات وتلاعب بالنتائج بتاريخ كرة القدم الألمانية.
وخضع اللاعب الإنجليزي للتحقيق بعد هذه التصريحات، وكان من الممكن أن توجه إليه تهم جنائية، قبل أن يصدر الاتحاد الألماني قراراً بتغريمه مبلغ 40 ألف يورو.