تنتظر برشلونة أيام صعبة خارج المستطيل الأخضر، على خلفية اتهامه بالفساد والشائعات التي تورطه في القضية المعروفة إعلامياً باسم "قضية نيغريرا".
ولعل أحدث التطورات، تلك المتعلقة بتفكير الاتحاد الأوروبي لكرة القدم "يويفا" في حرمان برشلونة من المشاركة في بطولاته الأوروبية لمدة موسم واحد على الأقل، إلى حين البت في القضية من قبل المحكمة المختصة.
هل يمكن استبعاد برشلونة من البطولات الأوروبية؟
ذكرت صحيفة as الإسبانية أن يويفا لا يرحب بأي فريق مُدان بالفساد، وهذا من شأنه أن يؤثر على نزاهة وسمعة بطولاته، وهو الأمر الذي ينطبق على يوفنتوس، الذي خُصمت 15 نقطة من رصيده في الدوري الإيطالي، بسبب مشاكل وانتهاكات في صفقات انتقال اللاعبين.
وأضافت أن الاتحاد الأوروبي لو اعتبر أن سمعة مسابقاته قد تتضرر من وجود برشلونة، فإن النادي لن يشارك في البطولات الأوروبية، كإجراء تأديبي.
ولا يتهاون "يويفا" مع أي نادٍ يثبت تورطه في قضايا فساد "تتجاوز القيم"، مثل انتهاك قواعد اللعب المالي النظيف أو رشوة الحكام، وعليه فإنه يقرر مباشرة إقصاءه من البطولات الأوروبية.
وكان "يويفا" قد تواصل مع الاتحاد الإسباني لكرة القدم، وطلب منه معلومات حول التحقيق في مدفوعات برشلونة المزعومة لنيغريرا.
وقال أندرو كامبس، الأمين العام للاتحاد الإسباني: "طلب يويفا منا معلومات، ونحن بدورنا أرسلنا لهم جميع المعلومات المتوافرة لدينا حتى اللحظة، ونجن جاهزون لتنفيذ أي إجراء آخر قد يطلبه الاتحاد الأوروبي لكرة القدم منا".
أندية تم استبعادها من البطولات الأوروبية
وفي هذه السطور نسلّط الضوء على أندية أوروبية تمت معاقبتها بالفعل بالإقصاء من البطولات الأوروبية، بسبب ثبوت إدانتها بقضايا فساد.
ستيوا بوخارست الروماني
في عام 2013، فرض "يويفا" عقوبة الإيقاف لمدة عام على نادي ستيوا بوخارست الروماني، مع وقف التنفيذ، بحجة أن الفريق خالف لوائح المشاركة في دوري أبطال أوروبا.
لكن الاتحاد الأوروبي عاد بعد ذلك وعلّق القرار لمدة خمس سنوات، ومنح الفريق الروماني فرصة لتصويب أوضاعه.
وقال الاتحاد الأوروبي في بيانه: "قامت هيئة المراقبة والتأديب بتحليل وضع ستيوا بوخارست بعناية، ومع مراعاة بعض الظروف المخففة، تم فرض العقوبة التالية: ستيوا بوخارست غير مؤهل للمشاركة لموسم واحد في مسابقات الاتحاد الأوروبي لكرة القدم، تم تأجيل هذه العقوبة لفترة اختبار مدتها خمس سنوات".
إف كي بوبيدا من مقدونيا الشمالية
أُدين الفريق الذي ينافس في بطولات مقودنيا الشمالية، عام 2009، بالتلاعب في نتائج المباريات، وبالتالي خرق قواعد نزاهة المنافسة.
وقرر الاتحاد الأوروبي حرمان بوبيدا من المشاركة في بطولاته لمدة 8 سنوات، لعدم "امتثاله لمبادئ النزاهة" بموجب المادة رقم 5 من اللوائح التأديبية للاتحاد الأوروبي لكرة القدم الخاصة بالتلاعب في نتيجة المباريات.
سكنديربيو كورتسة الألباني
لاقى النادي الألباني نفس مصير بوبيدا، لكن عقوبته كانت أقسى.
استبعد "يويفا" نادي سكنديربيو من منافساته لمدة عشر سنوات كاملة، بعد إدانته بالتلاعب في نتائج المباريات في مارس/آذار 2018، وهي عقوبة ثبتتها محكمة التحكيم الرياضية.
أندرلخت البلجيكي
بأثر رجعي، قرر "يويفا" عام 1997، حرمان أندرلخت البلجيكي من المشاركة في النسخة التالية من البطولات الأوروبية، بعد إدانته بدفع رشوة للحكم الإسباني خوسيه إميليو غوروسيتا.
وتعود هذه الحادثة إلى مباراة الفريق البلجيكي ضد نوتنغهام فورست، في نصف نهائي كأس الاتحاد الأوروبي عام 1984.
وأوضح "يويفا" أنه اتخذ قراره "لأسباب أخلاقية ومعنوية"، تعود لموسم 1983-1984، والمتعلقة برشوة حكام.
وعلى الرغم من إدانة أندرلخت بالأدلة والبراهين، إلا أن الفريق البلجيكي نجح في انتزاع قرار من محكمة التحكيم الرياضية في يوليو/تموز 1998، باعتبار الحُكم باطلاً.
مارسيليا الفرنسي
من المجد إلى العار، أربع كلمات تلخص ما حدث لبرنارد تابي، رئيس مارسيليا، الذي أُدين بدفع رشوة إلى لاعبي فريق فالنسيان كريستوف روبرت وخورخي بوروتشاغا، في المباراة الأخيرة من الدوري الفرنسي لموسم 92-1993.
كان الهدف من الرشوة، مشاركة اللاعبين في المباراة ضد مارسيليا دون تدخلات قوية وخشنة، على اعتبار أن فريق الجنوب الفرنسي كان يستعد لموقعة نهائي الأبطال ضد ميلان.
وبعد شهور ثبت بالدليل تورط تابي بالقضية، ليقرر "يويفا" حرمان مارسيليا من المشاركة في دوري الأبطال للموسم الثالث، على الرغم من تتويج الفريق الفرنسي باللقب على حساب ميلان، كما حُرم أيضاً من خوض مباراة كأس السوبر الأوروبي.
ميلان ولاتسيو الإيطاليان
هزت فضيحة "الكالتشيو بولي" أركان كرة القدم الإيطالية عام 2006، وكان يوفنتوس الضحية الأكبر، إذ جُرد من لقبين في الدوري ثم تم تهبيطه إلى الدرجة الثانية.
لم يكُن يوفنتوس وحيداً في هذه الفضيحة، فقط طالت أيضاً أندية لاتسيو وفيورنتنيا وريجينا، وأقلها كان ميلان.
على الفور قرّر "يويفا" استبعاد لاتسيو من المشاركة في بطولة كأس الاتحاد الأوروبي لموسم 2006-2007، لكنه لم فشل في إيجاد سبب قانوني لإقصاء ميلان وفق صحيفة "أس" الإسبانية.
وانتهى الأمر بمشاركة ميلان في نسخة عام 2006-2007، التي نجح فيها في حصد اللقب للمرة السابعة في تاريخه، والأخيرة حتى الآن، بفوزه في النهائي على ليفربول بنتيجة 2-1.