أعلن نادي باريس سان جيرمان عن خضوع نيمار لعملية جراحية في كاحله وانتهاء موسمه بسبب الإصابة، إصابة جديدة تضاف إلى سلسلة الإصابات الطويلة التي ضربت نجم السامبا عبر مشواره الكروي.
في 19 فبراير الماضي تعرض نيمار لالتواء في الكاحل في مباراة فريقه أمام نادي ليل، وخرج من الملعب محمولاً على نقالة وذارفاً للدموع.
حسب موقع "ترانسفير ماركت"، غاب نيمار عن النادي الباريسي 741 يوماً بسبب الإصابة منذ انضمامه للفريق في موسم (2017-2018)، ليستحق في نظر الكثير من جماهير الكرة لقب "اللاعب الزجاجي".
نيمار ليس الموهبة الكروية الوحيدة التي حبست أنفاس جماهير كرة القدم قبل أن تضربها الإصابات في مقتل.
في هذا التقرير، سنسلط الضوء على أبرز الموهوبين والنجوم الذين عطلت أو دمرت الإصابات مسيرتهم الكروية.
- أنسو فاتي
كان 25 أغسطس 2019 يوماً خاصاً لنادي برشلونة وجماهيره. مع ضمان رجال المدرب إرنستو فالفيردي نقاط مباراة ريال بيتيس، شهدت الدقيقة الـ78 ظهور الفتى الموهوب أنسو فاتي للمرة الأولى، وهو ابن الـ16 عاماً فقط، ما جعله أصغر لاعب يشارك في مباراة رسمية في تاريخ برشلونة منذ ما يقرب من 80 عاماً.
بعد أسبوع من مشاركته الأولى، سيلجأ المدرب فالفيردي إلى أنسو فاتي مجدداً بين شوطي لقاء برشلونة وأوساسونا وسيكون فاتي في الموعد وسيسجل بعد 6 دقائق فقط من مشاركته هدفه الأول مع "البلوغرانا".
أنسو فاتي هو أصغر لاعب يصنع ويسجل في نفس المباراة بقميص برشلونة في مسابقة رسمية، أصغر لاعب يسجل بقميص برشلونة على ملعب الكامب نو، أصغر لاعب في تاريخ برشلونة تمثيلاً للنادي في دوري أبطال أوروبا، أصغر لاعب في تاريخ برشلونة يسجل هدفاً في مسابقة دوري أبطال أوروبا، ثاني أصغر لاعب تمثيلاً لمنتخب إسبانيا الأول وأصغر هداف في تاريخ المنتخب الإسباني الأول.
لكن لعنة الإصابات ضربته، وازداد الأمر سوءاً عندما عولج بطريقة خاطئة فتفاقمت إصابته أكثر، ثم تحولت لعقدة نفسية قللت من حدته واندفاعه، ثم تدهور الوضع أكثر عندما قرر ارتداء القميص رقم "10" في إشارة لكونه خليفة ليونيل ميسي دون أن يكون قادراً على حجز مكان أساسي في تشكيلة تشافي.
- أبو ديابي
أبو ديابي هو أكثر لاعب غاب عن الملاعب بسبب الإصابات في تاريخ كرة القدم الحديث.
حسب موقع "PopFoot"، غاب أبو ديابي عن الملاعب 1747 يوماً، قرابة 5 سنوات، وهو ما يعادل 314 مباراة، بإجمالي 21 إصابة.
في آرسنال، كان يعتبر أبو ديابي خليفة القائد السابق باتريك فييرا، لخصائصه الفنية وجودته العالية وروحه القتالية، لكن الحظ لم يكن حليفه أبداً.
واحدة من أسوأ الإصابات التي تعرض لها أبو ديابي خلال مسيرته وقعت في موسم 2006/2005 عندما أصابه لاعب سندرلاند دان سميث في كاحله، إصابة أخضعته لـ3 عمليات جراحية و8 أشهر من العلاج الطبيعي والتأهيل.
بعد المباراة، هدد أرسين فينجر – مدرب آرسنال آنذاك- بمقاضاة دان سميث، فقال: "كان هناك هدف واحد من ذلك التدخل -إيذاء اللاعب- وهو تدخل يهدد حياته المهنية. سوف أحصل على استشارة قانونية لمعرفة إلى أي مدى يمكنني الذهاب في هذه القضية".
كان فينغر محقاً، لم يعد أبو ديابي أبداً بعد تلك الإصابة، وضربه تسونامي إصابات أنهى مسيرته قبل أن يحقق ولو جزءاً مما كان يطمح إليه.
- ماركو رويس
لا يمكن وصف علاقة نجم وقائد بوروسيا دورتموند بالإصابات إلا بأنها علاقة حب من طرف واحد. قبل مونديال 2014، سطع نجم رويس في سماء الكرة الأوروبية وعلقت عليه آمال المنتخب الألماني، لكن إصابة في المباريات التحضيرية حرمته من حمل اللقب مع زملائه.
عاد رويس من الإصابة واستعاد مستواه، لكنها عادت لتضربه مرة أخرى وحرمته من المشاركة في بطولة "يورو" مع "المانشافت". لم يستسلم وعاد أقوى من كل المرات السابقة رغم تقدمه في العمر، وبدا أنه سيكون ركيزة ألمانية في مونديال 2022، لكن اللعنة ضربته من جديد وحرمته من المشاركة.
كثيرة هي الفرق التي حاولت التعاقد مع ماركو رويس، لكن تاريخه الأسود مع الإصابات كان يمنعها من إتمام الصفقة؛ لأن المخاطرة كبيرة في ظل ارتفاع سعر ماركو رويس ومبالغة بوروسيا دورتموند في طلباته المادية للسماح لنجمه الأول بالرحيل.
4. جاك ويلشير
في يوليو 2022، قرر لاعب أرسنال السابق، الإنجليزي جاك ويلشير، وضع حد لمسيرته مع كرة القدم والإصابات على حد سواء، باعتزال اللعب بشكل نهائي، بعد أن دمرت الإصابات مسيرته في السنوات الماضية.
عانى الدولي الإنجليزي الأمرين من الإصابات طيلة مسيرته، وبعد كل إصابة كان يفقد جزءاً من بريقه وموهبته، حتى انتهى به الحال في الدنمارك.
تشبه مسيرة ويلشير الكروية تجربة فاتي الحالية مع برشلونة، فلقد بدأ رحلته مع آرسنال في عمر الـ16، وحظي في البداية بإشادات واسعة وعلاقة خاصة مع الجماهير، قبل أن تتدهور الأحوال بسبب الإصابة وبسبب سماته الشخصية و"قلة احترافيته"، فخرج على سبيل الإعارة لناديي بولتون وبورنموث، ثم انتقل في صفقة مجانية إلى وست هام عام 2018، ثم لعب مجدداً مع بورنموث، وكانت تجربته الأخيرة في الدنمارك رفقة نادي "آرهوس" الذي لعب له 5 أشهر قبل أن يعلن اعتزاله في عمر الـ30.
5. الظاهرة رونالدو
الظاهرة رونالدو البرازيلي، ضربته إصابة في الركبة اليمنى، حولت حياته إلى جحيم وهددت مسيرته الكروية، صحيح أنه نقش اسمه في ألواح كرة القدم إلى الأبد، لكن الإصابات حرمتنا من الاستمتاع بالظاهرة 54 شهراً!
لكن رغم ذلك، فاز رونالدو الظاهرة بجائزة الكرة الذهبية لأفضل لاعب في العالم مرتين عامي 1997 و2002، وجائزة أفضل لاعب من (فيفا) في ثلاث مناسبات أعوام 1996 و1997 و2002.
كما فاز بكأس العالم مرتين وكوبا أمريكا مرتين، إضافة إلى كأس القارات عام 1997.