تُعد مباراة الغريمين ريال مدريد وبرشلونة في نظر كثير من عشاق كرة القدم، أهم وأقوى مواجهة في العالم أجمع، وليس في إسبانيا فقط.
وستحوذ هذه المباراة اهتمام وسائل الإعلام الإسبانية والأوروبية، والعربية أيضاً؛ لما تملكه من تاريخ ولاعبين نجوم، وأحداث أخرى لها علاقة بالسياسة.
لماذا يُطلق على مباراة ريال مدريد وبرشلونة مصطلح الكلاسيكو؟
وتُعرف مباراة ريال مدريد وبرشلونة، التي ظهرت للنور لأول مرة قبل أكثر من 100 عام، باسم "الكلاسيكو"، سواء أقيمت على ملعب الأول "سانتياغو بيرنابيو"، أو في معقل الثاني "كامب نو".
ولكن ماذا تعني كلمة "كلاسيكو" التي يتردد صداها على نطاق واسع في كل مرة يلعب فيها ريال مدريد وبرشلونة؟
"الكلاسيكو" كلمة إسبانية، جاءت من "الكلاسيكية" في اللغة الإنجليزية، لكن هذا المصطلح لا يقتصر استخدامه على إسبانيا فقط، بل يُطلق على مباريات أخرى في مناطق مختلفة من العالم.
ومن بين هذه المباريات، مواجهة ريفر بليت وبوكا جونيورز في الأرجنتين، والتي تُعرف "بالسوبر كلاسيكو"، وأيضاً باريس سان جيرمان ومارسيليا في فرنسا، وبنفيكا وبورتو في البرتغال، وفي العالم العربي هناك مباراة الهلال واتحاد جدة في السعودية.
وبالعودة إلى مباراة ريال مدريد وبرشلونة، فهي تُقام بين أنجح ناديين في إسبانيا، وهنا أُطلق عليها مصطلح "كلاسيكو" وفق موقع goal العالمي.
وبمعنى أكثر، فإن كلمة "كلاسيكو" تعدت حدود الملعب، وباتت ترمز إلى الانقسام السياسي في البلاد، بين مدريد وبرشلونة كمدينتين.
مصطلح الكلاسيكو حديث في عالم كرة القدم
مصطلح "الكلاسيكو" يعد حديثاً في عالم كرة القدم، إذ أُطلق على مباراة الغريمين في العقد الأول من القرن الحادي والعشرين (بعد 2001)، حيث كانت تُسمى المباراة بـ"الديربي"، لكن تلك الكلمة تبدو أنسب حين يتعلق الأمر بفريقين من مدينة واحدة، وهو ما لا ينطبق في حالة "البلوغرانا" و"الملكي".
مباريات ريال مدريد وبرشلونة تحمل أبعاداً سياسية، لوجود الناديين في مدينتين مختلفتين، طغى عليهما العداء السياسي خلال الحرب الأهلية الإسبانية، وفيها اشتد التنافس بين ريال مدريد وبرشلونة، وزاد في الفترة التي أعقبت الحرب العالمية الثانية.
خلال تلك الفترة، كان إقليم كتالونيا معقلاً للجمهوريين، أما مدريد فكانت رمز السلطة، التي مثلها الديكتاتور الجنرال فرانكو والعائلة المالكة في إسبانيا.
منافسة أبعد بكثير من حدود كرة القدم
وعلى الرغم من محاولات التخفيف قدر الإمكان من سطوة هذه المسألة بين الفريقين، فإنها تظهر بوضوح في بعض المباريات، خاصة من جمهور برشلونة الذي يستثمر "الكلاسيكو" في رفع أكبر عدد من أعلام كتالونيا.
ومنح هذا الجانب زخماً أكبر لـ"الكلاسيكو"، فزادت حدة التنافس بين الفريقين على البطولات المحلية كالدوري الإسباني وكأس ملك إسبانيا.
وتؤكد صحيفة as الإسبانية أن أحد الأسباب الشهيرة التي تقف خلف شهرة هذه المباراة، وتسميتها بالكلاسيكو، قائمة النجوم والأسماء اللامعة في عالم كرة القدم، التي ظهرت بقميص الفريقين.
فمن برشلونة عُرف كوبالا ورونالدينيو وإنيستا وريفالدو وتشافي وليونيل ميسي، وأما الجانب الآخر فقدّم لنا ألفريدو دي ستيفانو وبوشكاش وراؤول غوزنواليس وروبرتو كارلوس وزيدان وكريستيانو رونالدو، وغيرهم الكثير والكثير من الأساطير.
كما أن هناك لاعبين أشعلوا فتيل المنافسة أكثر، على اعتبار أنهم لعبوا بقميص الفريقين، قد يكون أشهرهم البرتغالي لويس فيغو، والبرازيلي رونالدو نازاريو "الظاهرة"، ولويس إنريكي.
أما الموقع الرسمي لنادي برشلونة، فأكد أن مصطلح "كلاسيكو" أصبح ظاهرة عالمية، على الرغم من حداثة عهده، إذ كانت المباراة تُعرف بالديربي، منذ منتصف القرن العشرين، على الرغم من أن الفريقين من مدينتين مختلفتين.
تقابل الفريقان منذ تأسيسهما (برشلونة 1899) (ريال مدريد 1902) في مباريات ودية وخارج إطار الرسمية، حتى انطلق الموسم الأول من بطولة الدوري الإسباني عام 1929، ومنذ ذلك الحين أصبحت المباريات أكثر انتظاماً.
ومرّ الفريقان بمراحل كثيرة من الخلافات بعيداً عن السياسة، أبرزها ما حدث في مسألة التعاقد مع دي ستيفانو، فضلاً عن بعض القرارات التحكيمية المثيرة للجدل في بعض المباريات، وفق موقع برشلونة.