يعاني تشيلسي، المنافس في الدوري الإنجليزي لكرة القدم، من نتائج سلبية للغاية منذ تولي غراهام بوتر، مسؤولية الإدارة الفنية للفريق.
وأصبح بوتر مدرباً لتشيلسي يوم 8 سبتمبر/أيلول 2022، خلفاً للألماني توماس توخيل، الذي أُقيل بقرار صادم من المالك الجديد للنادي، الأمريكي تود بويلي.
وظهر غراهام بوتر على رأس الإدارة الفنية لتشيلسي في 17 مباراة بالدوري الإنجليزي، فاز في خمس منها فقط، وخسر ستاً وتعادل في مثلها.
وفي المجمل قاد بوتر "البلوز" في 25 مباراة، فاز في 9 منها وخسر العدد نفسه، وتعادل 7 مرات، مسجلاً 25 هدفاً، بينما اهتزت شباك الفريق 24 مرة، كما أن النتائج لم تتحسن رغم المبلغ المهول الذي أنفقه بويلي في سوق الانتقالات الشتوية الأخير (368 مليون يورو).
ويحتل تشيلسي المركز العاشر في جدول ترتيب "البريميرليغ" برصيد 31 نقطة، ويبتعد بفارق 11 نقطة كاملة، عن المركز الرابع، المؤهل لمسابقة دوري أبطال أوروبا في الموسم المقبل 2023-2024.
وعلى الرغم من الأرقام المذكورة أعلاه، التي جعلت من بوتر المدرب صاحب البداية الأسوأ في تاريخ النادي، وفق صحيفة the sun الإنجليزية، والتي تثبت تراجعاً حاداً في نتائج الفريق تحت قيادته، وصلت إلى درجة أطلقت فيها الجماهير صيحات الاستهجان ضده، إلا أن إدارة تشيلسي وبويلي، لم تفكر مطلقاً في إقالته.
أسباب عدم إقالة غراهام بوتر مدرب تشيلسي
وسلطت صحيفة telegraph البريطانية الضوء على هذا الملف، وأكدت أن هناك خمسة أسباب تحول دون طرد بوتر، نستعرضها في السطور التالية.
عمل بوتر خلف الكواليس
أصيبت جماهير تشيلسي بخيبة أمل عندما أعلن بوتر تشكيلة تشيلسي الأساسية التي بدأ فيها مباراة ساوثهامبتون، متذيل الترتيب، والتي شهدت غياب تياغو سيلفا ورييس جيمس وكاي هافيرتز وميخايلو مودريك.
لكن بوتر فعل ذلك بناء على نصيحة من الفريق الطبي للنادي، الذي أشار عليه بضرورة إراحة هؤلاء اللاعبين، على اعتبار أنهم شاركوا في 3 مباريات سابقة في ظرف أسبوع.
وتقول الصحيفة: "بدلاً من التفكير في منصبه، استمع بوتر لنصيحة فريقه الطبي"، وهو أمر حظي بتقدير كبير من الإدارة، التي ترى أنه كان يتوجب الفوز على ساوثهامبتون بأي تشكيلة، خاصةً أن اللاعبين المذكورين دفع بهم المدرب في أوقات مختلفة من الشوط الثاني.
وتثق الإدارة وعلى رأسها بويلي، بأن النتائج الرائعة ستأتي بوجود بوتر مع مرور الوقت.
يسيطر على غضبه
نجح بوتر في السيطرة على غضبه في عديد من المواقف، التي تم اتهامه فيها من الصحافة والنقاد بعدم تحقيق النتائج المرجوة، كما لا يحبذ فكرة انتقاد اللاعبين على الملأ، على الرغم من أنه وجه إليهم نقداً قاسياً لأكثر من مرة في غرف الملابس.
ولم تخف إدارة تشيلسي سعادتها بوجود مدرب لا ينتقد لاعبيه أو عمل الإدارة في الأوقات الصعبة، وهو أمر لم يتوافر في سلفه توماس توخيل.
يتحلى بالشجاعة
يرى كثيرون أن تشيلسي خاطر كثيراً في الاعتماد على بوتر ليخلف توخيل، وهو اعتراف موجود من أحد أعضاء الإدارة، وفق الصحيفة.
وحسب ذلك العضو الذي لم تذكر الصحيفة اسمه، فإن غالبية المدربين يرفضون تولي وظائف جديدة في منتصف الموسم أو بعد أسابيع من بدايته.
وحدث ذلك فعلاً مع المدرب الأرجنتيني الخبير مارسيلو بيلسا، الذي رفض تدريب إيفرتون.
لكن غراهام بوتر لم يوافق على تدريب تشيلسي فقط في ظروف صعبة، بل ترك خلفه أيضاً بيئة مستقرة (برايتون)، وخاطر بسمعته ومستقبله.
وتنظر الإدارة إلى هذه النقطة بالتحديد بعين الرضا، وترى أن بوتر يستحق أن يشرف على الفريق موسماً كاملاً ومن البداية، قبل الحكم على عمله.
لعبة الألم
منذ استحواذهم على النادي، كان مالكو تشيلسي الجدد على علم تام، بأن إعادة بناء الفريق ستمر بكثير من التحديات والظروف الصعبة، وصفتها "التليغراف" بـ(لعبة الألم).
ولأن عالم كرة القدم لا ينتظر، وضع بويلي خطة لبناء الفريق من عام واحد وثلاث فترات انتقالات، إحداها تمت في عهد توخيل.
واعترف بويلي بأن بعض الصفقات التي تم إنجازها في الصيف الماضي، تسببت بعدد من المشاكل على صعيد النتائج، ولا يتحملها بوتر، الذي تعاقد مع آخرين في الشتاء، يتناسبون مع فلسفته.
وتتمثل وجهة نظر الإدارة حالياً بالعمل جنباً إلى جنب مع بوتر، والاتحاد أكثر من أي وقت مضى، من أجل تجاوز هذه الفترة الصعبة.
تجربة مانشستر سيتي
عمل تكسيكي بيغيريستين، المدير الرياضي الأسبق لمانشستر سيتي، جنباً إلى جنب مع بيب غوارديولا، على جلب اللاعبين المناسبين لتطبيق أسلوب لعب المدرب الإسباني.
وبعد ذلك منحت إدارة مانشستر سيتي الوقت الكافي لغوارديولا وللاعبين من أجل الانسجام فيما بينهم، وهذا كلّف الفريق الخروج بموسم صفري في أول سنة للإسباني مع الفريق 2016-2017، قبل أن تبدأ مرحلة حصاد الألقاب في الموسم التالي.
وأسقطت إدارة تشيلسي هذه التجربة تماماً على بوتر والمدير الرياضي بول وينستانلي، اللذين سبق لهما العمل معاً في برايتون، حيث يثق بويلي بأن تعاقدات يناير/كانون الثاني ستتألق وستنسجم تحت قيادة المدرب الإنجليزي وأسلوبه داخل وخارج الملعب.