والداه مسجونان بتهمة “الإرهاب” وناديه فسخ عقده بعد ساعات من ضمّه.. القصة المأساوية لمدرب حراس أوكلاند

عربي بوست
تم النشر: 2023/02/01 الساعة 23:40 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2023/02/01 الساعة 23:41 بتوقيت غرينتش
قصة مدرب حراس أوكلاند - gettyimages

إيناوت زوبيكاراي هو حارس مرمى ريال سوسيداد الأسبق، عُرف بمسيرته الكروية التي رافقها الكثير من الجدل، بسبب أبويه وعلاقتهما بمنظمة "إيتا" الانفصالية، التي تنظر إليها إسبانيا على أنها منظمة "إرهابية"، فضلاً عن مواقفه العلنية اتجاه أعضائها.

قصة مدرب حراس أوكلاند

عاش زوبيكاراي، المولود يوم 26 فبراير/شباط 1984 في مدينة أندورا، طفولة قاسية، حيث شهد وهو في عمر الخامسة فقط، اقتحام عناصر الشرطة الإسبانية منزل عائلته، من أجل اعتقال والديه.

فوالده كانديدو زوبيكاراي باديولا، يملك سجلاً "إجرامياً" حسب الدولة، على اعتبار أنه أحد أعضاء منظمة "إيتا"، وأُدين بالتسبب في مقتل عنصرين من الحرس المدني في سبتمبر/أيلول من عام 1987.

نجحت الشرطة الإسبانية في القبض على والد زوبيكاراي عام 1989، إضافة إلى والدته التي كانت من أعضاء المنظمة، وقضت المحكمة بسجنهما لفترة طويلة.

اضطر الطفل في ذلك الوقت إلى العيش في منزل جده، لتلاحقه نظرات المجتمع على أنه ابن لشخصين "إرهابيين" مدانين بجريمة قتل.

تسببت هذه الأحداث بكثير من التحديات والمصاعب لإيناوات، وألقت بظلالها على مسيرته الاحترافية، حيث ألغى أحد الأندية عقده بسبب ما فعله والده.

مسيرة إيناوت زوبيكاراي

بدأ إيناوات مسيرته مع كرة القدم في ناشئي ريال سوسيداد، وصولاً إلى الفريق الرديف في عام 2003، وخرج منه إلى ريال أونيون.

وفي الفترة ما بين عامي 2004 حتى 2008 كان إيناوات دائم التنقل ما بين رديف سوسيداد وإيبار، حتى استقر به الحال مع الفريق الأول للنادي "الباسكي" في صيف عام 2008.

دافع إيناوات عن عرين سوسيداد في الفترة ما بين عامي 2008 حتى 2015، لعب خلالها 70 مباراة فقط، واهتزت شباكه 89 مرة، وخرج بشباك نظيفة في 20 مواجهة.

بعد رحيله عن سوسيداد في صيف 2015، بقي إيناوات بدون فريق حتى يناير/كانون الثاني 2016، بعدما التحق بفريق تونديلا البرتغالي، وبعد ستة أشهر فقط، رحل إلى أوكلاند سيتي.

مع الفريق النيوزيلندي كتب إيناوات مجده الكروي، إذ نجح في التتويج معه بثماني بطولات، قبل أن يقرر الاعتزال في ديسمبر/كانون الأول 2021.

في تلك الفترة لعب إيناوات مع أوكلاند 79 مباراة بجميع البطولات، واستقبل 61 هدفاً، وحافظ على نظافة شباكه 42 مرة.

هيركوليس تخلى عنه بعد ساعات من ضمه

وكشفت صحيفة EL MUNDO الإسبانية، أن إيناوات كان قد انضم بالفعل إلى فريق هيركوليس، ووقّع عقده معه لكن النادي اكتشف أن لاعبه الجديد هو ابن كانديدو زوبيكاراي باديولا، العضو في منظمة "إيتا" والمحكوم بالسجن لأكثر من 30 عاماً، ليتخذ مجلس الإدارة قراراً سريعاً بفسخ العقد، وجلب حارس آخر.

في البداية لم يكن النادي على علم بالسجل "الإجرامي" لوالد إيناوات، وكان جل تركيزه فقط على الصفات والقدرات الفنية للاعب، والتي صبت جميعها في خانة التعاقد معه، قبل أن يتراجع هيركوليس عن هذه الصفقة لاحقاً.

إعلامياً، ادعى النادي يومها عدم التوصل إلى اتفاق حول قيمة الصفقة مع ريال سوسيداد؛ حفاظاً منه على العلاقة الودية مع الإدارة "الباسكية"، وكي لا يضر بالصورة الشخصية لحارس المرمى.

وقال أحد مسؤولي هيركوليس: "عندما يهتم نادٍ بأحد اللاعبين، فإن كل التركيز ينصب على قدراته وموهبته، ليس ما إذا كان من اليمين أو اليسار".

وفي يناير/كانون الثاني 2011، كان إيناوات جزءاً من الأحداث المتعلقة بالمنظمة ولو من بعيد، حيث وقّع على بيان يطالب بنقل السجناء الباسكيين إلى مناطق قريبة من عائلاتهم، هو وثمانية لاعبين من ريال سوسيداد.

كما شوهد في إحدى الفعاليات في عام 2009، وهو يحمل قناعاً بصورة والده، في خطوة فسرها موقع elconfidencial على أنها تأتي دعماً لسجناء منظمة "إيتا".

وبعيداً عن كل هذه الأحداث، فمنذ اعتزاله كرة القدم في ديسمبر/كانون الأول 2021، يعمل إيناوات، البالغ من العمر 36 عاماً، مدرباً لحراس فريق أوكلاند سيتي، حيث كان حاضراً في دكة الفريق النيوزيلندي خلال مباراته أمام الأهلي والتي فاز فيها الأخير 3-0 في الدور الأول لبطولة كأس العالم للأندية 2022 المقامة في المغرب.

تحميل المزيد