بات البرتغالي كارلوس كيروش، واحداً من أشهر الأسماء في مجال تدريب كرة القدم، ليس على مستوى بلاده فقط، بل أيضاً على مستوى العالم، بفضل تجاربه العديدة في أكثر من قارة، بالإضافة إلى قيادته لمنتخب البرتغال للشباب للفوز بكأس العالم.
من هو كارلوس كيروش؟
وُلد كيروش يوم 1 مارس/آذار 1953 لأبوين برتغاليين، في مدينة نامبولا في موزمبيق، والتي كانت خاضعة لسيطرة الاحتلال البرتغالي.
لم يحظ كيروش بمسيرة رائعة كلاعب في لعبة كرة القدم، إذ لعب في مركز حراسة المرمى لأحد الأندية في موزمبيق (Ferroviário de Nampula)، ثم اتجه للعمل الإداري، قبل العودة مع عائلته إلى البرتغال يوم 25 أبريل/نيسان 1974.
بعد ذلك بسبع سنوات، بدأ كيروش مسيرته التدريبية مع فريق الشباب لنادي أوليفيس البرتغالي عام 1981، مروراً بمواطنيه بيلينينسي وإشتوريل برايا، حتى تسلم أول وظيفة دولية مع منتخب البرتغال تحت 18 عاماً، وذلك يوم 1 أغسطس/آب 1984.
عمل كيروش مع كافة الفئات العمرية "لبرازيل أوروبا"، وتُوج مع فريق تحت 20 عاماً بكأس العالم للشباب مرتين، وذلك عامي 1989 و1991، مع لاعبين بقيمة لويس فيغو وفرناندو كوتو وروي كوستا وجواو بينتو، الذين أصبحوا من نجوم اللعبة في البلاد.
قيادة منتخب البرتغال
وفي صيف عام 1991، تسلم كيروش مهمة تدريب منتخب البرتغال الأول، والتي استمرت سنتين فقط، قاده فيهما خلال 19 مباراة، فاز في 7 وخسر 4 وتعادل 8 مرات، وفشل في قيادة البرتغال لنهائيات كأس العالم في أمريكا 1994.
رحلة جديدة مع النجاحات انطلق بها كيروش مع سبورتنغ لشبونة، الذي أشرف على تدريبه في شتاء عام 1993، وخلال 3 سنوات فاز بكأس البرتغال مرة واحدة، ومثلها في كأس السوبر البرتغالي.
بعد ذلك تولى كيروش تدريب نيويورك ريد بولز الأمريكي وناغويا غرامبوس الياباني، قبل أن يخوض تجربتين قصيرتين مع منتخبي الإمارات ثم السعودية، وانتهتا بشكل سريع دون أي نجاح يُذكر.
من السعودية سافر كيروش إلى جنوب إفريقيا، الذي عمل مدرباً لمنتخبها في 10 مباريات، وكان أبرز إنجازاته قيادة "البافانا بافانا" للتأهل لنهائيات كأس العالم 2002، لكنه استقال قبل البطولة بثلاثة أشهر، لخلافه مع الاتحاد المحلي.
عاد كيروش إلى أوروبا مرة أخرى، وعمل مساعداً للمدرب الأسطوري السير أليكس فيرغسون، في مانشستر يونايتد على فترتين، وبينهما درّب البرتغالي ريال مدريد موسماً واحداً قاده للتتويج بالسوبر الإسباني.
بعد انتهاء فترة عمله الثانية مع فيرغسون، أصبح كيروش مدرباً لمنتخب البرتغال مرة أخرى، وقاده في نهائيات كأس العالم في جنوب إفريقيا 2010، الذي ودّع منه الفريق بالخسارة من إسبانيا في دور الستة عشر.
تجربة طويلة مع إيران
وبعد رحيله من منصبه كمدرب للبرتغال، تسلم كيروش مهمة تدريب منتخب إيران يوم 4 أبريل/نيسان 2011، واستمر في تل الوظيفة لمدة 8 سنوات، وبالتحديد حتى 31 يناير/كانون الثاني 2019.
وخلال هذه الفترة، قاد كيروش المنتخب الآسيوي في 97 مباراة، فاز في 60 وتعادل 24 وخسر 13 مرة فقط، وبلغ معهم كأس العالم في مونديالي البرازيل 2014 وروسيا 2018.
أما آسيوياً، فقد وصل كيروش بمنتخب إيران إلى الدور نصف النهائي من كأس أمم آسيا عام 2019 في الإمارات، وخسر من اليابان بثلاثية نظيفة، كما ودّع بطولة 2015 من دور الثمانية أمام العراق بركلات الترجيح.
وبعد إيران جاء الدور على كولومبيا، التي درب منتخبها في الفترة ما بين 7 فبراير/شباط 2019 حتى 1 ديسمبر/كانون الأول 2020.
قاد كيروش كولومبيا في 19 مباراة، فاز في 9 وخسر 5 وتعادل 4 مرات، وأُقصي من كوبا أمريكا 2019 بالخسارة من تشيلي في ربع النهائي، أما نتائجه في كوبا أمريكا 2021، فجاءت صادمة للغاية؛ إذ خسر مرتين وتعادل في واحدة وفاز فقط على فنزويلا، لتتم إقالته فيما بعد.
مشوار كيروش مع منتخب مصر
عاد كيروش إلى القارة الإفريقية، وهذه المرة من بوابة منتخب مصر يوم 8 سبتمبر/أيلول 2021، الذي قاده في 20 مباراة، فاز خلالها بإحدى عشرة مباراة وتلقى ثلاث هزائم وستة تعادلات، سجل فيها هجوم مصر 24 هدفاً واهتزت شباكه 9 مرات.
وفي عهد كيروش، حل منتخب مصر في المركز الرابع في بطولة كأس العرب التي استضافتها قطر في الشهر الأخير من عام 2021، وبعدها بشهرين أوصل المدرب البرتغالي "الفراعنة" إلى المباراة النهائية لكأس الأمم الإفريقية الكاميرون 2022، والتي خسرها بركلات الترجيح أمام السنغال.
وبنفس السيناريو، لم يتمكن منتخب مصر بقيادة كيروش من بلوغ كأس العالم فيفا قطر 2022، بالخسارة من السنغال بركلات الترجيح، بعد انتهاء مباراتي الدور الحاسم من التصفيات الإفريقية بالتعادل 1-1، حيث حقق كل فريق الفوز على ملعبه 1-0، ليتم اللجوء إلى علامة الجزاء.
وبعد أيام قليلة من فشل "الفراعنة" في بلوغ مونديال قطر، وبالتحديد يوم 9 أبريل/نيسان 2022، أعلن الاتحاد المصري انتهاء مرحلة كيروش بشكل رسمي، بالتراضي بين الطرفين.
يومها قال كيروش في مؤتمر صحفي: "حان الوقت لكي أترك قيادة منتخب مصر لشخص آخر، كان حلمي هو الوصول للمرة الخامسة لي إلى كأس العالم، ولكن سيسيه هو من تأهل مع السنغال".
لكن كيروش حقق حلمه بالتواجد في كأس العالم، بعدما عاد لتدريب منتخب إيران مرة أخرى وذلك يوم 7 سبتمبر/أيلول 2022 خلفاً للمدرب الكرواتي دراغان سكوتشيتش.
قبل المونديال قاد كيروش منتخب إيران في ثلاث مباريات فاز في اثنتين وتعادل في واحدة، وفي كأس العالم لعب مثلها ضد إنجلترا وويلز والولايات المتحدة، فخسر أمام الأول والثالث، وفاز على الثاني.