صارت الصورة التي اختارها اللاعب ليونيل ميسي، قائد منتخب الأرجنتين، لنشرها على موقع إنستغرام للاحتفال بفوزه بمونديال قطر، وهو يرفع كأس العالم عالياً بيديه، أكثر المنشورات إعجاباً في تاريخ المنصة.
وحصلت صورة ليونيل ميسي وهو يرفع كأس العالم على أكثر من 71 مليون إعجاب، وما زالت الإعجابات تتوالى، وفق ما أعلنه مارك زوكربيرغ، مالك موقع إنستغرام، الأربعاء 21 ديسمبر/كانون الأول 2022.
وأظهرت الصورة التي التقطها المصوّر البريطاني شون بوتريل، جلوس ميسي على أكتاف اللاعب المعتزل سيرجيو أجويرو، ورافعاً كأس العالم عالياً بكلتا يديه الممسكتين به بقوة. وحمل وجهه ابتسامة عريضة ارتسمت في ملامحه وانطوت عيناه على توهج لا يخفى، إنها لحظة من الفرح الخالص، تتويج لحلم استمر طيلة حياته وجاء بعد سنوات من حسرة ضياع كأس العالم في 2014، بحسب موقع CNN International الأمريكي، الخميس، 22 ديسمبر/كانون الأول 2022.
وقال بوتريل إن المصورين في نهائي كأس العالم، يوم الأحد 18 ديسمبر/كانون الأول، اتفقوا على خطة تتضمن وقوف أحدهم على أرض الملعب أمام اللوحات الإعلانية بجوار المدرج الرئيسي الذي كان يضم الغالبية العظمى من مشجعي الأرجنتين في استاد لوسيل.
بعد الاحتفال بتقديم الكأس والميداليات، أمضى ميسي بعض الوقت مع عائلته، ثم بدأ قائد منتخب الأرجنتين يشق طريقه إلى الجماهير حاملاً الكأس، فاندفع المصورون نحو المرمى في أقصى الملعب.
وتوّجت الأرجنتين بطلة لكأس العالم عقب فوزها على فرنسا بركلات الترجيح (4 ـ 2) في نهائي مُثير انتهى وقته الأصلي والإضافي بالتعادل الإيجابي بثلاثة أهداف لكل فريق.
ونقلت شبكة CNN عن بوتريل: "كدت أن أُحاصر، لكنني تمكنت من التقدم ليكون الحصار في المكان المناسب. أرى أن معظمنا [المصورين] حين يكون صادقاً، فكل ما يحتاج إليه هو القليل من الحظ، وقد كان لديَّ بعض الحظ مساء الأحد".
بوتريل يرى أن "ميسي كان هناك، ولم يكن يتحرك كثيراً، وربما دفعني بعضهم، لكنه كان هناك حاملاً الكأس بكلتا يديه. ولم يكن لدينا أي فكرة عما سيحدث في النهاية. يمكنك التخطيط لما تفعله حين رفع الكأس، لكن لا يمكنك التخطيط للركض ولا معرفة قدر التدافع الذي ستكون عليه الأمور [حين التقاط الصورة]. كنت قريباً جداً منه، ربما لم تكن المسافة بيننا تتجاوز المترين".
وتابع بوتريل: "إنه شعور غريب تماماً، وحتى عبثي بعض الشيء، فقد ذهبت إلى هناك، ووجدته حيث أريده، وهو أمر لا يحدث كثيراً. وزاد على ذلك الطريقة التي كان يرفع بها الكأس بيديه ويبتسم، لقد كانت لحظة مؤثرة مع الجماهير".
اعتزل سيرجيو أجويرو، زميل ميسي السابق في منتخب الأرجنتين، في ديسمبر/كانون الأول 2021 بعد تشخيص إصابته باضطراب في ضربات القلب؛ لكنه كان يحمل صديقه ميسي في تلك الليلة على كتفيه، وتحرك به نحو الجانب الآخر من المدرج، فسارع بوتريل بالتقاط كابل من إحدى الكاميرات البعيدة خلف المرمى، وأوصله بكاميرته، وأرسل الصورة إلى المحررين. ومن حسن حظ بوتريل أن نجله كان يعمل في مكتب التحرير تلك الليلة.
بوتريل أضاف: "أرسل لي أكبر أبنائي رسالة، وقال: (لقد عدَّلت الصورة يا أبي، إنها صورة جميلة جداً)". وربما لم يوفّ هذا الرأي للصورة حقها من الروعة. لكن المصور يتخوف دائماً من أن يكون مصور آخر قد التقط الصورة بزاوية مختلفة قليلاً، فتأتي صورته أفضل، فـ"التفاصيل الصغيرة" تُحدث فرقاً كبيراً في جمال الصورة.
الصورة المعدلة
المصور البريطاني أوضح أن الصورة المعدلة التي نشرها ميسي على إنستغرام بعد تقليص جوانب الصورة الأصلية لم تكن نسخته المفضلة من الصورة، فالمنظور الأوسع للصورة يقدم سياقاً أكبر ويُحسن التقاط التبجيل الذي كان يتلقاه قائد الأرجنتين ممن حوله حين التُقطت الصورة.
مع أن مسيرة بوتريل في التصوير تمتد منذ كأس العالم 1986، فإنه قال إن هذه اللحظات ما زالت تبدو له خيالية، "حين أسترجع ما حدث، لا يمكنني تصديق الأمر، كان هذا الرجل أمامي على أكتاف سيرجيو أجويرو، وهو يحمل كأس العالم، ويرفعه لجمهوره. للصورة تأثير عجيب، أليس كذلك؟ لقد التقطت السعادة في وجهه، والبهجة التي امتلأت بها ملامحه، والكأس. إنها لحظة لا تُوصف".
قال بوتريل إنه ليس لديه حسابات على مواقع التواصل الاجتماعي، ولذلك لم يكن يدرك في البداية أن صورته أصبحت صورة تاريخية.