واحد فقط من اثنين من الأيقونات الكروية الحائزة جائزة الكرة الذهبية والحاملين للرقم 10 في فرقهم، قادر على أن يكون من المتأهلين للفوز في نهائي كأس العالم لكرة القدم 2022 في قطر.
اثنان من عمالقة الكرة أمامهما الفرصة الأخيرة في مسيرتهما الاحترافية للوصول أخيراً إلى قمة مجد كرة القدم ورفع الكأس الشهيرة قبل الاعتزال الأخير، هما الأرجنتيني ليونيل ميسي، والكرواتي لوكا مودريتش.
اللذان تنتظرهما لحظة حاسمة، مساء الثلاثاء 13 ديسمبر/كانون الأول، في المباراة الأولى من نصف النهائي لهذا المونديال.
إذ مع وجود ميسي، لاعب باريس سان جيرمان، البالغ حالياً 35 عاماً، ومودريتش الذي يبلغ 37 عاماً، ويلعب لفريق ريال مدريد الإسباني، يبدو من المرجح جداً أن تكون مباراة اليوم فاصلة في مسيرة لاعب من اللاعبين في مبارياته الدولية مع منتخب بلاده الوطني.
دور محوري في الفريق لكلا اللاعبين
لعب كلا اللاعبين دوراً حاسماً في جولات بلادهما في كأس العالم، وسجلا أهدافاً فاصلة في ركلات الترجيح في ربع النهائي.
سدد ميسي الركلة الأولى في فوز الأرجنتين على هولندا، بينما سجل مودريتش الركلة الثالثة لكرواتيا في فوزه على البرازيل التي كانت المرشح الأبرز للفوز بالبطولة.
وفي مباريات امتدت لـ90 أو 120 دقيقة، امتلك ميسي الأفضلية، حيث سجل 4 أهداف وصنع هدفين، بينما لم يسجل مودريتش أي هدف أو تمريرة حاسمة، لكن ميسي يلعب في المقدمة، بينما يعمل مودريتش في خط الوسط، ما قد يكون السبب في هذا الفارق بين اللاعبين، بحسب موقع BBC Sports الرياضي.
وقد أحرز أسطورة برشلونة ميسي ركلة جزاء في مرمى السعودية، وسجل وصنع هدفاً في مرمى المكسيك، وتصدى لركلة جزاء في مرمى بولندا في دور المجموعات.
كما سجل الهدف الأول ضد أستراليا في دور الـ16، وصنع الهدف الأول ضد هولندا في ربع النهائي، قبل أن يسجل من ركلة جزاء في الدقيقة 73، ومرة أخرى في ركلات الترجيح.
وامتلك ميسي تسديدات بلغت 25، ومحاولات مباشرة على المرمى بنحو 12، أي أكثر من أي شخص آخر في كأس العالم 2022.
بينما احتل الفرنسي كيليان مبابي، زميله في فريق باريس سان جيرمان، المركز الثاني في كلا التصنيفين.
بينما قد تفوق مودريتش في التمريرات الناجحة بإجمالي 201، نجح أربعة لاعبين فقط في التمريرات أكثر منه في الربع النهائي، ويحتل ميسي المركز الثامن في القائمة برصيد 171 تمريرة، وقد احتل مودريتش المرتبة الخامسة في أكثر لاعب تسديداً لعرضيات، بلغت 28 إجمالاً في البطولة.
حصاد المسيرة الكروية للاعبين
ستكون مباراة نصف النهائي هي المباراة رقم 1002 في مسيرة ميسي الكروية مع النادي والمنتخب، حيث سجل 790 هدفاً وصنع 339 تمريرة حاسمة.
في المقابل، من الصعب التأكد من أرقام مودريتش المهنية التي لا تزال غير موثقة جيداً. ومع ذلك كلاهما فاز بالكرة الذهبية، حيث حملها ميسي سبع مرات، وفاز بها مودريتش في 2018.
وكان أسطورة البرتغال كريستيانو رونالدو والمهاجم الفرنسي كريم بنزيمة اللاعبين الآخرين الوحيدين اللذين فازا بها منذ 2007.
فاز مودريتش بخمسة ألقاب لدوري أبطال أوروبا مقابل أربعة لميسي، بينما فاز كلاهما بلقب الدوري في بلدين آخرين، بحسب مجلة The Times البريطانية.
جدير بالذكر أن هذه المباراة المنتظرة ستكون المرة السابعة والعشرين التي يواجهان فيها بعضهما البعض، حيث لعبا ضد بعضهما في 22 مناسبة ضمن لقاءات الكلاسيكو بين برشلونة وريال مدريد. وفيها كان مودريتش لديه الأفضلية مع 12 انتصاراً لفريقه، مقابل 9 لميسي.
الصعود الكرواتي السريع أمام الأسطورة الأرجنتينية
يبلغ عدد سكان كرواتيا تقريباً 3.9 مليون نسمة فقط، وقد حققت كروياً أداءً جيداً بشكل ملحوظ لتصل إلى أعتاب نهائي كأس العالم للمرة الثانية على التوالي.
ومع فريق متقدم في السن نسبياً، يضم قائده لوكا مودريتش، قام داليتش بتجميع قواته وهم يتطلعون إلى الفوز باللقب هذه المرة.
في المقابل، لم تفز الأرجنتين بكأس العالم منذ عام 1986، وذلك عندما سيطر الأسطورة دييغو مارادونا على مسرح كرة القدم العالمية باحتراف.
كان لدى مارادونا وميسي الكثير من القواسم المشتركة بحسب مجلة Marca الإسبانية، بداية من أسلوب اللعب إلى المكانة بين الجماهير في الأرجنتين وخارجها، لكن الشيء الوحيد المختلف هو عدم قدرة الأخير على قيادة بلاده إلى المجد.
هناك إحصائية أخرى غير عادية توحد مودريتش وميسي في هذا الإطار؛ كلاهما لعب وخسر في نهائي كأس العالم، ثم حصل بعد ذلك على جائزة الكرة الذهبية كأفضل لاعب في البطولة.
حدث ذلك لميسي في كأس العالم بالبرازيل 2014، عندما خسرت الأرجنتين أمام ألمانيا في النهائي، ولمودريتش في روسيا 2018، عندما خسرت كرواتيا 4-2 أمام فرنسا في آخر مواجهة.
الجوائز والألقاب بالأرقام
إنجازات ميسي: عشرة ألقاب في الدوري الإسباني مع برشلونة، بالإضافة إلى 7 كؤوس محلية و8 كؤوس سوبر. كما فاز مرة بلقب دوري Ligue 1 وكأس السوبر الفرنسي، و4 ألقاب لدوري أبطال أوروبا، و3 ألقاب في كأس السوبر الأوروبي و3 ألقاب لكأس العالم للأندية، بحسب الموقع الرسمي للفيفا FIFA.
وكلاعب دولي مع الأرجنتين، فاز بكأس العالم تحت 20 سنة، وذهبية أولمبية واحدة، وكأس كوبا أمريكا، وفايناليسيما. وعندما يتعلق الأمر بالجوائز الفردية فقد حصل ميسي على 7 كرات ذهبية "بالون دور"، وحصل على الكرة الذهبية في كأس العالم 2014.
إنجازات مودريتش: فاز لاعب الوسط بثلاثة ألقاب في الدوري الكرواتي وكأس السوبر وكأس الدوري مرتين. ومرتدياً قميص ريال مدريد، ربح كل شيء تقريباً: 3 ألقاب في الدوري الإسباني، و4 ألقاب فائقة، وكأس دوري واحد، و5 ألقاب لدوري أبطال أوروبا، و4 كؤوس سوبر UEFA و4 ألقاب لكأس العالم للأندية.
ومع المنتخب الكرواتي، جاء على مقربة من الفوز بكأس العالم الأخيرة، وخسر أمام فرنسا في المباراة النهائية. ومع ذلك، كتعزية له، حصل على الكرة الذهبية كأفضل لاعب في البطولة، وهو أيضاً الفائز بالكرة الذهبية "بالون دور" لعام 2018 نفسه.
وبحسب خبراء رياضيين تحدثوا لصحيفة Guardian البريطانية، فقد صعد كلا الفريقين من خلال ركلات الترجيح في دور الثمانية، ونتيجة لذلك فإن الأرجنتين تلعب بدون الظهيرين الموقوفين غونزالو مونتيل وماركوس أكونيا. ومع ذلك فإن أنجيل دي ماريا مستعد للعب، وقد يعود إلى التشكيلة الأساسية ليرفع بعض العبء عن ميسي.
من ناحية أخرى، بدت كرواتيا على حافة الانسحاب ثلاث مرات في نهائيات كأس العالم الجاري (1-0 للبرازيل، 1-0 أمام اليابان). ومع ذلك، فإن المتأهلين للتصفيات النهائية لعام 2018 هم المنافسون النهائيون اليوم، وقد فازوا بأربع ركلات ترجيح في آخر نسختين من نهائيات كأس العالم فقط.