شهد العالم العربي احتفاء واسعاً، مساء الثلاثاء 6 ديسمبر/كانون الأول 2022، فور إزاحة منتخب المغرب نظيره الإسباني من مونديال قطر، والتأهل إلى الدور ربع النهائي.
حيث تأهل منتخب "أسود الأطلس" إلى ربع نهائي كأس العالم لأول مرة في تاريخه، الثلاثاء، عقب تغلبه على نظيره الإسباني بركلات الجزاء الترجيحية (3-0) في مباراة انتهى وقتها الأصلي والإضافي بالتعادل بدون أهداف.
عقب الفوز، غرد نائب رئيس الإمارات، محمد بن راشد، رئيس الوزراء حاكم دبي، قائلاً: "المستحيل ليس مغربياً.. المستحيل ليس عربياً.. أسود ورجال المغرب بكم نفخر ونفاخر العالم".
في حين هنأ قارئ القرآن الشهير، مشاري راشد العفاسي، المغرب عبر حسابه بتويتر، قائلاً: "ألف ألف مبروك للمغرب العظيم".
كما عبر الفنان المصري أحمد السعدني عن فرحته بفوز "أسود الأطلس"، قائلاً عبر حسابه بتويتر: "ألف مبروك لأسود المغرب فرحة كبيرة ونصر غالٍ، رفعتم رأسنا".
كما عبرت المطربة اللبنانية نانسي عجرم، عن فرحتها بفوز المغرب على إسبانيا، مغردة: "المغرب ما في كلام، ما في كلام يوصف شعورنا كلنا، كل الحب والتقدير والفخر مبروك".
يعتبر المغرب أول منتخب عربي يصل إلى ربع النهائي بمونديال كأس العالم في تاريخ البطولة. ويلتقي منتخب المغرب في الدور المقبل، يوم السبت 10 ديسمبر/كانون الأول، مع المتأهل من مواجهة البرتغال وسويسرا.
يذكر أن المغرب شارك في 5 نسخ سابقة من البطولة وكان أفضل إنجاز له الوصول إلى دور الـ16 في مونديال 1986 بالمكسيك قبل الهزيمة أمام ألمانيا بهدف لوثر ماتيوس والخروج من المنافسات.
في سياق متصل، شهدت شوارع الأردن احتفالات حاشدة بفوز المغرب على المنتخب الإسباني، ورفع العشرات من المواطنين في الأردن الأعلام المغربية ابتهاجاً بالفوز.
كذلك وفي قطاع غزة، شهدت مقاهي المدينة احتفالات صاخبة بفوز المنتخب المغربي، خاصة بعدما رفع المنتخب المغربي العلم الفلسطيني وسط الملعب بعد انتهاء المباراة.
أما في مصر فقد شهدت المقاهي احتفالات كبيرة بسبب فوز المغرب وتبادل المشجعون الأحضان سعادة بصعود المغرب إلى دور الثمانية في كأس العالم في قطر.
يذكر أن المنتخب المغربي انتصر بنتيجة 3-0 في ركلات الترجيح عقب تعادل الفريقين دون أهداف، بعد وقت إضافي في استاد المدينة التعليمية، ليصبح المنتخب المغربي أيضاً أول فريق إفريقي يصل هذه المرحلة في كأس العالم منذ غانا في نهائيات 2010.
في التفاصيل، بدأ المنتخب الإسباني الشوط الأول بقوة، في محاولة لتسجيل هدف مبكر، فحاول توريس وأسينسيو الوصول إلى مرمى ياسين بونو، لكنّ الدفاع المغربي بقيادة حكيمي وسايس، كان بالمرصاد لجميع تلك المحاولات.
في الدقيقة العاشرة من شوط المباراة الأول، تعرض سفيان بوفال لعرقلة من قبل جافي، في منطقة قريبة من حدود منطقة الجزاء الإسبانية، سددها أشرف حكيمي لكنها علت مرمى أوناي سيمون بقليل.
المنتخب الإسباني حاول منذ البداية تطبيق مبدأ الضغط على الخصم في وسط ملعبهم.
مما دفع لاعبي المنتخب المغربي إلى إعادة الكرة إلى الحارس بونو، الأمر الذي دفعه لارتكاب أخطاء، كاد من إحداها أن يسجل أسينسيو هدف السبق للإسبان عندما ركض بالكرة في يسار منطقة الجزاء وسدد في الشباك من الخارج.
مع انتصاف الشوط الأول حاول لاعبو منتخب أسود الأطلس التحرر من الضغط، ووصلوا إلى المرمى الإسباني عدة مرات، من خلال اختراقات حكيم زياش من الجانب الأيمن وسفيان بوفال من الجانب الأيسر، لكنّ محاولتيهما افتقدت للمسة الأخيرة أمام مرمى إسبانيا.
في الدقيقة الـ33 سدد نصير مزراوي كرة يسارية قوية عذبت الحارس أوناي سيمون في التصدي لها على دفعتين.
قبل نهاية الشوط الأول أضاع منتخب المغرب فرصتين خطيرتين من حكيم زياش ونايف أكرد، استطاع الدفاع الإسباني إبعادها.
في الشوط الثاني، لم يختلف الأمر كثيراً، المنتخب الإسباني في الهجوم محاولاً افتتاح التسجيل، وأسود الأطلس في الدفاع معتمدين على الهجمات المرتدة.
في حين أتيحت لداني أولمو أخطر فرص إسبانيا بعد 10 دقائق من بداية الشوط الثاني، من خلال تسديدة قوية أبعدها ياسين بونو.
واصل الإسبان ضغطهم من خلال داني أولمو والبديل موراتا الذي استطاع في الدقيقة 80 أن يجد نفسه وجهاً لوجه مع الحارس بونو من الناحية اليمنى، لكنه أرسل الكرة لتمر من أمام المرمى خارج الملعب.
وفي الدقيقة 84 غادر المدافع المغربي نايف أكرد أرض الملعب وهو يبكي، بعد أن تعرض لشد عضلي نتيجة تدخله لقطع إحدى الكرات من داني أولمو.
وفي الدقائق الأخيرة من الوقت الأصلي للمباراة أرسل حكيمي كرة عرضية خطيرة نحو عبد الصمد الزلزولي الذي سددها خفيفة بين يدي أوناي سيمون.
وفي الوقت بدل الضائع كاد الزلزولي نفسه أن يخطف الكرة من الحارس سيمون الذي استطاع أن يبعدها في الثانية الأخيرة.
أما في الدقيقة الأخيرة، سدد إيميريك لابورت كرة صعبة تصدى لها بونو وأخرجها إلى خارج الملعب، ليعلن الحكم معها نهاية الوقت الأصلي بالتعادل السلبي.
في الشوط الإضافي الأول أهدر منتخب إسبانيا العديد من الفرص الخطرة لا سيما بعد دخول آنسو فاتي وأليكس بالدي، بينما وقع منتخب المغرب في مصيدة التسلل عدّة مرات.
وقبل نهاية الشوط الإضافي الأول أضاع وليد شديرة أخطر فرص المباراة عندما انفرد وليد شديرة بالمرمى بعد تمريرة سحرية من عز الدين أوناحي لكنّ الحارس أبعدها بطرف قدمه.
في الشوط الثاني أضاع وليد شديرة فرصة محققة للتسجيل عندما انفرد بمرمى إسبانيا لكنه تباطأ في تسديدها ليقطعها الدفاع.
فيما كادت إسبانيا أن تسجل هدفاً في الوقت القاتل، لكنّ القائم وقف أمام تسديدة بابلو سارابيا، ليطلق معها الحكم نهاية الوقتين الإضافيين واللجوء إلى ركلات الترجيح.
سجّل لمنتخب المغرب في الركلات الترجيحية كل من عبد الحميد صابيري وحكيم زياش وأشرف حكيمي، بينما أضاع بدر بانون ركلة واحدة.
في حين تصدى الحارس المغربي ياسين بونو لجميع ركلات ترجيح منتخب إسبانيا التي سددها كل من بابلو سارابيا وكارلوس سولير وسيرجيو بوسكيتس.
ينتظر منتخب المغرب في الدور ربع النهائي ملاقاة الفائز من لقاء البرتغال وسويسرا الذي سيجري في وقت لاحق الليلة.