يتابع الجزائريون مونديال قطر 2022 بغصّة كبيرة في ظل غياب منتخبهم عن أول كأس عالم تقام ببلد عربي مسلم بالشرق الأوسط.
ويرى الكثير ممن تحدثت إليهم كاميرا "عربي بوست" بشوارع الجزائر العاصمة، أن البطولة العالمية ينقصها محاربو الصحراء الذين كانوا على بُعد ثوانٍ على تحقيق الحلم لولا هدف الكاميرون في الثانية الأخيرة.
ويحمل جزء لا بأس به من الجزائريين مسؤولية عدم التواجد في أفضل مونديال في التاريخ إلى المدرب جمال بلماضي، فيما يرجع البعض الآخر عدم التأهل إلى أسباب غير رياضية.
مونديال بدون طعم
رغم أن المباريات الأولى لمونديال قطر تبشر ببطولة تاريخية على مستوى الأداء والأهداف وحتى المفاجآت، إلا أن الجزائريين يرونها بدون طعم بسبب غياب منتخبهم عنها.
وتوقع بعض ممن تحدث معهم "عربي بوست" أن يكون لمنتخبهم كلمة في المونديال العربي لو تأهل بالنظر إلى مستوى البطولة ومستوى المحاربين.
فيما رأى البعض الآخر أن المنتخبات التي تستحق التواجد في المونديال موجودة في قطر، بينما المنتخبات الأخرى -ومنها المنتخب الجزائري- متواجدة في بلادها لأنها لا تستحق التواجد في البطولة العالمية الاستثنائية.
وكان المنتخب الجزائري قد تأهل إلى الدور الثاني لأول مرة في تاريخه بمونديال البرازيل 2014، لكنه لم يتأهل لمونديال روسيا 2018، ليفوز بعدها بسنة بأمم إفريقيا 2019 بمصر.
انقلاب على بلماضي
إلى وقت قريب كان يطلق على المدرب الجزائري جمال بلماضي "وزير السعادة" بعد تحقيقه لقب أمم إفريقيا الغائب عن خزائن الجزائر 29 سنة كاملة، فضلاً عن تحقيقه سلسلة من المباريات بلا هزيمة بلغت 35 مباراة بفارق مباراتين عن الرقم القياسي العالمي الذي يحمله المنتخب الإيطالي.
وبعد الفشل في الحفاظ على اللقب القاري ونكسة عدم التأهل إلى مونديال قطر، تعالت أصوات لإقالته أو عدم تجديد عقده الذي ينقضي نهاية كانون الأول القادم.
وكشفت مصادر إعلامية جزائرية أن الاتحاد الجزائري لكرة القدم يناقش فعلاً تحضير خليفة بلماضي، وفي الأغلب سيكون مدرب المنتخب المحلي مجيد بوقرة.
وقال موقع أوراس الجزائري إن بلماضي قد يغادر المنتخب الجزائري في شهر يناير/كانون الثاني 2024 في حال فشل في قيادة محاربي الصحراء للفوز بالكأس الإفريقية.
دعم للمنتخبات العربية
أكد الجزائريون الذين تحدث إليهم "عربي بوست" على دعم المنتخبات العربية في مونديال قطر.
وأشاد بعضهم بأداء المنتخب السعودي الذي أطاح في مباراة تاريخية بالأرجنتين، حيث قلب أشبال إيرفي رونار الطاولة على رفقاء ليونيل ميسي في الشوط الثاني بعدما كانوا متأخرين بهدف في الشوط الأول.
كما عبر البعض الآخر عن إعجابهم بالروح التي ظهر عليها المنتخب التونسي ضد نظيره الدنماركي، والتي مكّنته من انتزاع نقطة ثمينة ستكون مفيدة في صراع التأهل للدور الثاني في مجموعة صعب تضم بطل العالم فرنسا ومنتخب أستراليا.
تضامن ودعم لقطر
عبرت الجماهير الجزائرية عن دعمها وتضامنها مع قطر ضد الحملات التي تتعرض لها من بعض وسائل الإعلام والجمعيات الأوروبية.
وقال الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون إن قطر ستنجح في تنظيم أفضل مونديال في التاريخ رغم أنف الحاقدين، مؤكداً دعم بلاده التام للدوحة.
وتزايدت حملات التشويه ضد قطر مع بداية المونديال، لكنها بدأت تخفت بمجرد توالي المباريات واكتشاف التنظيم المحكم وروعة الملاعب والبنية التحتية التي حضرتها قطر للبطولة.