خيبة أمل كبيرة سيطرت على جماهير كرة القدم العراقية، بعدما قرر منتخب كوستاريكا لكرة القدم إلغاء مباراته الودية أمام أسود الرافدين في البصرة، والتي كان مقرراً لها الخميس، 17 نوفمبر/ تشرين الثاني.
فبعد وصوله إلى الحدود العراقية – الكويتية، تراجع المنتخب المنتمي إلى اتحاد الكاريبي والكونكاكاف، عن دخول الأراضي العراقية، في مشهد غير معتاد؛ لتتفجر كثير من المفاجآت حول تنظيم هذه المباراة والأسباب الحقيقية وراء انسحاب المنتخب الكوستاريكي.
سبب مباشر وآخر غير معلَن
أعلن الاتحاد الكوستاريكي عن تراجعه عن دخول العراق، بدعوى عدم تنفيذ الاتفاق بين اتحادي البلدين، القاضي بعدم وضع أختام دولة العراق على جوازات سفر اللاعبين، لأن ذلك قد يمنعهم من دخول دول أخرى، لاعتبارات سياسية.
وعلم "عربي بوست" أن هناك سبباً آخر هو شعور المنتخب، الذي يستعد بعد أيام لخوض مونديال قطر، بعدم الأمان وانعدام الثقة، بعد أن أخلَّ الجانب العراقي باتفاقه في اللحظات الحاسمة.
وطلب المدرب الكوستاريكي ولاعبوه، من رودولفو فيلالوبوس رئيس اتحاد الكرة في بلادهم، عدم لعب اللقاء.
نصف مليون دولار.. ومخاوف خليجية منتظرَة
وسيخلف هذا القرار خسائر عدة للجانب العراقي، من أهمها خسارة مبلغ يقارب نصف مليون دولار دفعتها الدولة العراقية تكاليف لمعسكر المنتخب الكوستاريكي في الكويت، ضمن الاتفاق على إقامة مباراة اليوم على ملعب البصرة.
كما أنه من التوقع أن يثير ذلك المخاوف الخليجية، إذ إن الاتحاد العراقي بعد جهود مضنية استمرت طويلاً، نجح، على مضض، في إقناع نظيره الخليجي بإقامة بطولة خليجي 25 المقبلة في البصرة.
وقد تتسبب واقعة المنتخب الكوستاريكي في إعادة النظر في القرار، ما يزيد الخسارة المالية والمعنوية للدولة العراقية، التي أقرت برلمانياً أمس، تخصيص مبلغ 33 مليون دولار لتنظيم البطولة الخليجية في البصرة.
معدات المونديال!
وعلم "عربي بوست" أن المنتخب الكوستاريكي لا يعلم حالياً مصير معداته، التي سبقته في حافلة خاصة إلى الأراضي العراقية، وهي موجودة حتى الآن في بلاد الرافدين.
وتحمل حافلة الفريق الكوستاريكي كل الملابس والأطعمة المعلبة التي يعتمد عليها المنتخب خلال إقامته في الفترة المقبلة، وخوضه منافسات كأس العالم.
الموقف العراقي
تسيطر حالة من الغضب على عدنان درجال، رئيس اتحاد الكرة العراقي، الذي بذل جهوداً سابقة من أجل إقامة هذا اللقاء. لكن هذا الضيق لم يمنعه من محاولة التحرك لإيجاد حلول سريعة للأزمة العاصفة.
فقرر الرجل السفر بشكل عاجل إلى الكويت، ضمن وفد يضم أسعد العيداني، محافظ البصرة، من أجل لقاء القائمين على الاتحاد الكوستاريكي، ومحاولة إقناعهم بلعب اللقاء.
وعلم "عربي بوست"، من مصدر عراقي مطلع، أن الوفد عرض على الجانب الكوستاريكي نقل منتخب "التريكولور" إلى العراق بطائرة خاصة من أجل لعب المباراة، مع عدم ختم الجوازات بالختم العراقي.
كما عرض الوفد تأخير المباراة لمدة 4 ساعات، لتقام الساعة الـ9 بالتوقيت المحلي العراقي، بدلاً من موعدها الأصلي "5 بتوقيت بغداد".
الكويت تدخل على الخط
وأوضح المصدر أن الجانب الكويتي دخل على خط الأزمة، ممثلاً في رئيس اتحاد الكرة، عبد الله الشاهين. ففي هذه الأثناء يعقد الشاهين جلسة مع مسؤولي الاتحاد الكوستاريكي، من أجل محاولة إقناعهم بقبول الاقتراح العراقي بإقامة اللقاء في موعده مع توفير طائرة خاصة لنقل رفاق كيلور نافاس إلى البصرة.