كانت الأرجنتين تلعب مع إيطاليا في نصف النهائي لبطولة كأس العالم لكرة القدم لعام 1990، والتي كان مقرها بمدينة نابولي الإيطالية.
نتيجة لتعادل الفريقين الإيجابي بهدف مقابل هدف، دخلت المباراة في الوقت الإضافي بعد انتهاء الوقت الأصلي لمدة المباراة في 90 دقيقة كاملة.
تحولت المباراة إلى معركة من الاشتباكات بين اللاعبين، فزادت الأخطاء والمخالفات، ووصل الأمر حتى قام الحكم الفرنسي ميشيل فوترت بطرد لاعب خط الوسط المهم ريكاردو جوستي، من فريق الأرجنتين.
وسط الحدة وتصاعد التوتر على أرض الملعب وبين الجماهير في الاستاد، استمر اللعب بعد 15 دقيقة من نهاية الشوط الأول. لم يتوقف حتى الدقيقة 23 عندما أطلق فوترت صافرة انتهاء الشوط.
اعترف الحكم الفرنسي لاحقاً بأنه نسي التحقق من ساعته بسبب الأحداث التي أثرت على أعصاب الجميع بلا استثناء في المباراة الصعبة.
وبالرغم من كل هذا، انتهت المباراة بضربات الجزاء التي سددت فيها الأرجنتين 4 ركلات صحيحة، مقابل 3 فقط من غريمها الإيطالي على أرضه، وسط بكاء بين اللاعبين والمشجعين بسبب الخروج من المسابقة.
بطولة استثنائية في ذلك الوقت
فازت إيطاليا بفرصة استضافة البطولة في 19 مايو/أيار عام 1984. وهذا يعني أن إيطاليا كانت ثاني دولة فقط تستضيف بطولتين لكأس العالم بعد المكسيك في عام 1986.
على الرغم من أن كرة القدم التي تم لعبها في هذا الكأس قد لا تكون على مستوى عالٍ، بعدما انتهت بمتوسط 2.2 هدف فقط لكل مباراة، إلا أنها لا تزال واحداً من أكثر الأحداث مشاهدة عبر شاشات التلفزيون على الإطلاق، مع ما يقدر بنحو 26.69 مليار مشاهد من حول العالم على مدار البطولة.
من فاز بكأس العالم لعام 1990؟
توجت ألمانيا الغربية بطلاً للعالم للمرة الثالثة بعد فوزها على الأرجنتين 1-0 على ملعب أوليمبيكو في روما، وذلك بضربة جزاء متأخرة من أندرياس بريمه فرقت بين نتيجة الفريقين السلبية لمعظم وقت المباراة.
وقد فشلت الأرجنتين على الرغم من وجود دييجو مارادونا في صفوفها في تحقيق المجد في النهائي.
وعلى الرغم من قدومه في الدقيقة 65 فقط، أصبح بيدرو مونزون أول لاعب على الإطلاق يُطرد في نهائي كأس العالم بعد خطأ على يورجن كلينسمان.
فقد فريق الأرجنتين بعد ذلك لاعباً آخر ووصل عددهم على أرض المباراة إلى تسعة رجال في المراحل الأخيرة عندما تلقى جوستافو ديزوتي صفراء ثانية بعد أن أسقط غريمه يورجن كوهلر على الأرض.
فصل جديد لكرة القدم الإنجليزية
كانت كأس العالم 1990 لحظة فاصلة لكرة القدم الإنجليزية بشكل خاص. فقد كانت اللعبة قد وصلت الحضيض آنذاك مع انتشار أعمال الشغب والعنف، وكان الأمر متروكاً لفريق السير بوبي روبسون لاستعادة بعض الفخر بالرياضة الوطنية لبريطانيا.
فعل فريقه ذلك بالضبط وجعل البلاد تعتقد أن فريق الرجال يمكن أن يفوز بأول بطولة له منذ عام 1966، لكنهم كانوا سيخسرون في الدور نصف النهائي عندما واجهوا منتخب ألمانيا الغربية الفائز في نهاية المطاف.
تجدد التنافس الكلاسيكي في كرة القدم في تلك الليلة من شهر يوليو/تموز في تورين، وكانت ألمانيا هي التي تقدمت في الدقيقة 60، لكن المهاجم الإنجليزي جاري لينيكر نجح في تحقيق التعادل بعد 20 دقيقة.
شهد الوقت الإضافي تنافس الفريقين من أجل الفوز، وسيتذكر الكثيرون أن بول جاسكوين حصل على البطاقة الصفراء الثانية له في البطولة في تلك المباراة، وهو الكارت الذي كان سيبعده عن المباراة النهائية إذا وصلت إنجلترا إلى هناك.
تبع ذلك الصورة الأيقونية لغاسكوين وهو يبكي في قميصه عندما أدرك الآثار المترتبة على خطئه على توماس بيرتهولد.
ذهبت المباراة في النهاية إلى ركلات الترجيح، وشهدت فوز ألمانيا الغربية 4-3 بعد أن أضاع ستيوارت بيرس وكريس وادل ركلات الترجيح مع إنجلترا.