يُشكل أوير مابيل حالة مثيرة، داخل مونديال قطر 2022، حيث بدأ قصته من مخيم للاجئين، إلى أكبر حدث رياضي عالمي مع منتخب أستراليا في نهائيات كأس العالم.
أوير مابيل، صاحب الـ27 عاماً، وُلد في كينيا في مخيم للاجئين، بعد أن هرب والداه من الحرب في جنوب السودان، ولكنه الآن نجم ساطع في سماء نادي قادش الإسباني، ومساهم في تأهل أستراليا لكأس العالم.
ويقول مابيل، في حديث سابق لشبكة (SBS) الأسترالية: "عائلتي انتقلت من السودان إلى كينيا عام 1994 بسبب الحرب.. وبعد عام وُلدت في مخيم للاجئين وعشت هناك 10 سنوات، قبل الانتقال إلى أستراليا مع العائلة في 2006".
وأضاف: "وُلدت في كوخ، كوخ صغير، غرفتي في الفندق كانت أكبر من الكوخ الذي عشت فيه مع عائلتي في مخيم اللاجئين… كنت أحصل على وجبة طعام واحدة في النهار.. كل شخص كان يحصل على كيلوغرام من الأرز".
وأوضح: "هذه الحياة منحتني الكثير من القيم، ما زالت معي حتى اليوم.. أهمها التواضع.. أن أبقى متواضعاً دائماً".
بسبب هذه الظروف عاش أوير مابيل طفلاً خجولاً، واستمرت هذه الصفة معه حتى وصل إلى سنه الحالية، حيث أطلقت عليه الصحافة الأسترالية لقب "الشاب الخجول".
الضيق والطفولة القاسية طبعا حياة الشاب الخجول في كينيا.
بداية شغفه بكرة القدم
بدأ مابيل يمارس اللعبة بعمر الخامسة في مخيم كاكوما التابع لمفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، ويقول مابيل عن هذه الفترة: "بدأت أتابع نادي مانشستر يونايتد الإنجليزي مع مدربه الأسطوري السير أليكس فيرغوسون، من خلال دفع دولار أميركي واحد لمشاهدته على التلفزيون.. كنت أشاهد تلك المباريات على بُعد ساعتين من الكوخ الذي أعيش فيه".
وأوضح: "إذا لم أكن قادراً على الذهاب، كان عليّ التأكد من أحدهم الذاهبين هناك لإبلاغي بالنتيجة".
ومنحت الأقدار أوير مابيل "فرصة العمر"، عندما انتقل إلى أستراليا عام 2006 ضمن برنامج إنساني تابع للأمم المتحدة.
قال مابيل عن هذه النقلة: "قلت لنفسي هذه هي فرصتي، إذا عملت جاهداً كل شيء يمكن أن يحصل، ويمكنني مطاردة أحلامي".. وبالفعل تعلم الإنجليزية وتعاقد مع نادي أديلايد عندما بلغ السادسة عشرة، وتوج معه بلقب الكأس في 2014.
وكتب مابيل فصلاً جديداً من قصته بعد نجاحه مع نادي أديلايد، ليترك أستراليا برمتها، ويتجه صوب القارة الأوروبية ويتعاقد مع نادي ميدتيلاند الدنماركي عام 2015 عندما بلغ 20 عاماً.
ولكن لم تدم فرحته طويلاً، حيث أعير في أول موسمين إلى الدنمارك والبرتغال، ولكن هبط نادياه إلى الدرجة الثانية.
الهبوط مرتين كان صعباً عليه من الناحية الذهنية، ولكنه قال: "لن أغير ذلك، لأن ما حصل جعلني أقوى وأقدر الأوقات التي أعيشها الآن".
وعن تمثيله لمنتخب أستراليا في كأس العالم قال: "واجهت عنصرية دائمة وتنمراً في حياتي الجديدة.. أحد جيراني بالعودة إلى بلاده، إلا أنني فخور بتمثيل أستراليا.. بعض الناس عنصريون، لكن هذا البلد للجميع".
واختتم مابيل تصريحاته قائلاً: "كرة القدم خدمتني كثيراً، أريد رد الدين للأطفال.. الهدف البعيد الأمد من هذه اللعبة هو أن نجعل حياة اللاجئين أكثر سهولة".