أثار الألماني يورغن كلوب، المدير الفني لفريق ليفربول الإنجليزي، الجدلَ مرة أخرى، بعد أن طالب المنتخبات المشاركة في كأس العالم 2022 في قطر، بعدم إجبار اللاعبين على الإدلاء بتصريحات سياسية ضد البلد المنظم للمونديال.
وجاءت تصريحات كلوب بعد أن أصدر منتخب أستراليا لكرة القدم رسالة مصورة، ندد فيها بـ"انتهاكات حقوق الإنسان" المزعومة في قطر، وكذلك موقف البلاد تجاه "مجتمع الميم".
وردّ كلوب على هذا البيان في حديث إلى شبكة "سكاي سبورتس" البريطانية، قال فيه: "لا يجب أن تشعر بالضغط للإدلاء بتصريحات سياسية حول البلد المستضيف للبطولة".
وأضاف المدرب الألماني: "البطولة في قطر، واللاعبون يذهبون إلى هناك ويلعبون المباريات، لا داعي للضغط عليهم".
وأضاف: "تم اتخاذ القرار من قِبل أشخاص آخرين، إذا كنت تريد أن تنتقد أي شخص فانتقد الأشخاص الذين اتخذوا القرار وليس الرياضة، وليس المنافسة، وبالتأكيد ليس اللاعبين".
وأدهش كلوب كثيراً من المتابعين، حيث تماشت تصريحاته مع حديث وزيرة الداخلية الألمانية نانسي فيزر، التي أشادت "بالقوانين الجيدة للغاية" في قطر بمجال حقوق الإنسان، وذلك في تحول واضح عن تصريحات سابقة كانت معاكسة، وفقاً لما ذكرته الوزيرة في وقت سابق في مقابلة تلفزيونية، إنه "سيكون من الأفضل عدم منح البطولات لمثل هذه الدول، بسبب سجلها في مجال حقوق الإنسان"، مضيفة أن اختيار قطر لاستضافة كأس العالم كانت "صعبة للغاية" بالنسبة للحكومة الألمانية.
تصريحات كلوب جاءت أيضاً متوافقة مع سياسيات الاتحاد الدولي لكرة القدم "فيفا"، والذي كتب إلى المنتخبات المشاركة في كأس العالم لكرة القدم، يحثهم على التركيز على كرة القدم في قطر، وعدم السماح بجرّ هذه الرياضة إلى "معارك" أيديولوجية أو سياسية.
ونقلت قناة "سكاي نيوز"، نقلاً عن إنفانتينو، رئيس الفيفا، في الرسالة الموجهة إلى 32 دولة مشاركة في بطولة كأس العالم لكرة القدم: "من فضلكم، دعونا الآن نركز على كرة القدم".
وأضاف في الرسالة: "نحن نعلم أن كرة القدم لا تعيش في فراغ، ونحن ندرك بنفس القدر أن هناك العديد من التحديات والصعوبات ذات الطبيعة السياسية في جميع أنحاء العالم، لكن من فضلكم لا تسمحوا لكرة القدم بالانجرار إلى كل معركة أيديولوجية أو سياسية موجودة".
الرسالة كانت واضحة وصريحة، حيث ظهرت في الفترة الأخيرة احتجاجات من جانب فرنسا، حيث قررت السلطات في العاصمة باريس عدم تخصيص أماكن عامة للمشجعين من أجل مشاهدة فعاليات بطولة كأس العالم، إلى قائمة متزايدة من المدن الفرنسية التي اتخذت الإجراء نفسه.
وأثار قرار السلطات في العاصمة باريس انتقادات الجماهير، بعد أن تم اتهامهم من جانب بعض المشجعين بالازدواجية والنفاق، لأن باريس سان جيرمان فريق العاصمة الرئيسي مملوك حالياً لشركة قطرية، برئاسة القطري ناصر الخليفي.
وحسم إنفانتينو هذا الأمر في رسالته اليوم الجمعة، وقال: "في الفيفا نحاول احترام كل الآراء والمعتقدات، دون إعطاء دروس أخلاقية لبقية العالم".
وتابع: "أحد أعظم نقاط القوة في العالم هي بالفعل تنوعه في ذاته، وإذا كان الإدماج يعني أي شيء فإنه يعني احترام هذا التنوع، لا يوجد شعب أو ثقافة أو أمة "أفضل" من الآخرين".
واستكمل: "هذا المبدأ هو حجر الأساس للاحترام المتبادل وعدم التمييز. وهذه أيضاً واحدة من القيم الأساسية لكرة القدم، لذا من فضلكم دعونا نتذكر ذلك جميعاً ونضع كرة القدم في بؤرة التركيز".