اعتادت مجلة "فرانس فوتبول" الفرنسية الشهيرة، تنظيم حفل سنوي، تمنح خلاله جائزة "الكرة الذهبية" لأفضل لاعب في العالم.
الجائزة التي أطلقتها المجلة الفرنسية الشهيرة للمرة الأولى عام 1956، يُنظر إليها على أنها الجائزة الفردية الأكثر قيمة في عالم كرة القدم.
وتصب غالبية الترشيحات في صالح الفرنسي كريم بنزيمة، مهاجم ريال مدريد، لخلافة الأرجنتيني ليونيل ميسي، نجم باريس سان جيرمان، ونيل جائزة الكرة الذهبية لعام 2022.
ومن المقرر أن يُقام حفل العام الجاري، على مسرح شاتليه في العاصمة الفرنسية باريس، الإثنين 17 أكتوبر/تشرين الأول 2022، لينضم إلى كوكبة النجوم الذين حملوا تلك الجائزة الرفيعة، التي يعتقد كثيرون أنها مصنوعة من الذهب.
مواصفات ووزن الكرة الذهبية
تتمتع الكرة الذهبية في شكلها الحالي، بخصائص تجعلها جذابة للاعبين والمتابعين على حد سواء، بغض النظر عن قيمتها المعنوية.
يبلغ ارتفاع الكرة 28 سنتيمتراً، ويبلغ قطرها حوالي 22 سنتيمتراً، وتزن 12 كيلوغراماً، وفق معلومات صحيفة As الإسبانية.
يتكون مجسم الكرة الذهبية من دائرتين مصنوعتين من النحاس، وبعد الضرب على أطرافها بواسطة مطرقة، يتم لحام الجزأين بواسطة الصائغ.
بعد ذلك يتم ملء الكرة بالقطران، ليأتي الدور على تحويل الخطوط المصنوعة على سطح الكرة المعدني، لتبدو على شكل كرة.
وعند الوصول إلى تلك المرحلة تتم إزالة القطران، ثم تعاد إلى الصائغ الذي يضخ إليها خمس كيلوغرامات من مطلي الذهب عيار 18 (يُشكّل الذهب حوالي 0.05% فقط من وزن المجوهرات المطلية)، ويُقدر ثمن الكرة الذهبية بحوالي 3 آلاف يورو، لكن الفائز بها يحصل على مكافأة مالية قدرها 20 ألف دولار أمريكي.
ونال الصائغ ميليريو ديتس ميلر، الذي ذاع صيته في إنتاج الزخارف والمجوهرات للمحاكم الملكية في القارة العجوز، شرف صناعة أول مجسم للكرة الذهبية.
ويعتمد إنتاج مجسم الكرة الذهبية على 4 رجال، وهم الصائغ، والنقّاش والملمّع، أما الأخير فتُوكل إليه مهمة الكتابة عليها.
أول لاعب فاز بالكرة الذهبية
فاز الإنجليزي ستانلي ماثيوس، لاعب بلاكبول، بالنسخة الأولى من الجائزة عام 1956، حيث كانت "فرانس فوتبول" تختار بنفسها اللاعب الفائز، كونها صاحبة الجائزة.
وكانت الجائزة تُمنح للاعبين الأوروبيين فقط، ثم أُدخلت تعديلات عليها عام 1995، لتتسع رقعة المرشحين، لتتضمن جميع اللاعبين الذين ينافسون في البطولات الأوروبية، ثم أصبحت حقاً مشروعاً لجميع لاعبي العالم بدءاً من عام 2007.
وتُوج الليبيري جورج ويا، لاعب ميلان الأسبق، بالجائزة عام 1995، وهو الإفريقي الوحيد الذي تسلم الكرة الذهبية، بينما كان البرازيلي رونالدو نازاريو، أول لاعب من أمريكا الجنوبية يفوز بها، وذلك عام 1997، حين كان لاعباً مع إنتر ميلان الإيطالي.
وفي عام 2010، تم دمج الجائزة ليتم منحها من قبل "فرانس فوتبول" بالشراكة مع الاتحاد الدولي لكرة القدم، ليتغير اسمها إلى "كرة فيفا الذهبية".
حملت الجائزة هذا الاسم حتى عام 2015، لتعود إلى اسمها الأصلي "الكرة الذهبية" بدءاً من عام 2016، بعد انتهاء العقد بين المجلة و"فيفا"، حيث لم يتوصل الطرفان لاتفاق لتجديد العقد بينهما.
في ذلك الوقت أطلق "فيفا" جائزته الخاصة لأفضل لاعب في العالم، والتي حملت اسم "The Best"، أي الأفضل.
ميسي ملك الكرة الذهبية
ويتربع الأرجنتيني ليونيل ميسي على عرش اللاعبين الفائزين بالجائزة، بعدما تُوج بها 7 مرات، 6 منها مع برشلونة أعوام 2009 و2010 و2011 و2012 و2015 و2019، والسابعة مع باريس سان جيرمان عام 2021.
ويتفوق ميسي بفارق كرتين ذهبيتين عن غريمه كريستيانو رونالدو، الذي تُوج بها مرة مع مانشستر يونايتد عام 2008، وأربعاً مع ريال مدريد أعوام 2013 و2014 و2016 و2017.
وكان الفرنسي ميشيل بلاتيني والهولنديان يوهان كرويف وماركو فان باستن، هم اللاعبين الأكثر فوزاً بالجائزة برصيد 3 كرات ذهبية، قبل أن يظهر ميسي وكريستيانو.
وتعرضت "فرانس فوتبول" لبعض الانتقادات، كونها منحت الجائزة للاعبين الأوروبيين في بداياتها، الأمر الذي حرم أساطير بحجم بيليه ودييغو أرماندو مارادونا.
وتداركت المجلة الفرنسية هذا الخطأ، وأعلنت عن تأسيس جائزة جديدة سمتها "الكرة الذهبية البديلة"، وذلك بمناسبة مرور 60 عاماً على إطلاق الجائزة.
وأعلنت "فرانس فوتبول" حينها أنها بصدد توزيع الجائزة عن سنوات محددة، مع احتفاظ صاحبها الأصلي بها، فمنحت بيليه سبع كرات عن أعوام 1958 و1959 و1960 و1961 و1963 و1964 و1970.
كما سلمت مارادونا كرتين ذهبيتين عن عامي 1986 و1990، بينما حصل البرازيليان غارينشيا وروماريو 1962 و1994 والأرجنتيني ماريو كيمبس عام 1978، على كرة ذهبية واحدة لكل منهم.