تعاني الكرة المصرية من العديد من الأزمات والمشاكل على مدار السنوات والعقود الماضية، من فوضى إدارية وفساد وعدم تخطيط ومجاملات ونقص دعم وإعداد أو اتباع أساليب علمية حديثة، وتطوير المنظومة ككل لتواكب الحداثة في العالم أجمع، أو على الأقل في دول المنطقة جارتها.
كل ذلك معلوم، لكن الداء الأشرس حالياً والذي لا يُعرف له دواء، ويسبب الكثير والكثير من الأضرار والمضاعفات، هو مافيا وكلاء اللاعبين أو "السمامرة"، كما يلقبون داخل الوسط الرياضي.
أسباب فقر مواهب الكرة المصرية
سيطرت هذه المجموعة من الوكلاء بشكل كبير على الكرة المصرية، وهو ما يراه البعض سبباً في توجه كرة القدم المصرية نحو الهاوية بكل ما تحمله الكلمة من معنى. والدليل القاطع هو عدم إنتاج أي موهبة حقيقية لكرة القدم المصرية خلال عقد كامل مضى، باستثناء طفرة محمد صلاح عام 2012، وانتقاله لبازل السويسري من المقاولون العرب، ثم مثابرته وعمله المضني على تطوير قدراته وعقليته ليحقق كل النجاح المدوي الذي حققه.
لا توجد مواهب في الكرة المصرية حالياً إلا فيما ندر، والدليل الآخر هو فشل المنتخب المصري في الفوز بأي بطولة منذ لقب كأس الأمم الإفريقية عام 2010 في أنجولا، والجيل الذهبي لحسن شحاتة.
تأهلت مصر بشق الأنفس لمونديال 2018 في روسيا، وحققت أسوأ مشاركة لها هناك بالخسارة في 3 مباريات متتالية وتوديع البطولة من الباب الصغير، وذلك لأسباب واضحة أهمها تغليب الوكيل مصلحته وجني الأموال على مصلحة الكرة المصرية عامة.
من هنا، بدأت أنصاف المواهب تطفو على السطح بدافع من وكلائهم، أصحاب العلاقات مع الأندية والنسب والعمولات وخلافه، ما تسبب في طمس المواهب الحقيقية بسبب لعبة المصالح الشخصية تلك.
أصبحت الكرة المصرية غنية باللاعبين متوسطي المستوى الذين صاروا نجوماً، واختفت المواهب الحقيقية، لأنهم ليس لهم علاقات بالوكلاء المهمين ليوصلوهم لأندية الدوري الممتاز، وخاصة الأهلي والزمالك.
نستعرض في هذا التقرير كل ما يخص تلك الظاهرة، وأثرها السلبي على الكرة المصرية.
أصل مهنة وكيل اللاعبين
مهنة وكلاء اللاعبين ابتكرها الاتحاد الدولي لكرة القدم "فيفا" عام 1991، بهدف حماية حقوق اللاعبين والأندية وتطوير اللعبة، لكن النتيجة كانت كارثية، فتحولت لعمليات احتكار واستنزاف خزائن الأندية واستغلال للاعبين المشاهير.
من هنا، عاد الفيفا لتنظيم المهنة 4 مرات في الثلاثين عاماً الأخيرة، لكنه لم ينجح في الحد من سطوة وكلاء اللاعبين، الذين أصبحوا يحكمون الملاعب الخضراء من وراء ستار، ويتحكمون في تحريك اللاعبين مثل قطع الشطرنج، ويسطون على خزائن الأندية مثل قطاع الطرق.
تجاوزت أرباح وكلاء اللاعبين سنوياً 700 مليون يورو. أكدت لجنة مراقبة الأداء المالي في الفيفا أنه في موسم الانتقالات الصيفية الأخير، حصل وكلاء اللاعبين على 530 مليون يورو كعمولة في الدوريات الخمسة الكبرى.
تحول هؤلاء الوكلاء إلى عنصر القوة، وبات دورهم مؤثراً للغاية في تحويل مسار بطولات وفرق ونجوم. كما تضخمت دخولهم بفضل الشروط والنسب التي يحصلون عليها من عقود اللاعبين بشكل يثير قلق كل متابعي اللعبة.
لم يتوقف الأمر عند حد التحكم في اللاعبين وتغيير مساراتهم واتجاهاتهم، إذ إنه مع تدفق الأموال على كرة القدم وازدياد دخلها اتسع تأثير دور وكلاء اللاعبين ليصبح الوكيل صاحب اليد العليا، ليس في تسيير صفقات النجوم فقط، بل المدربين أيضاً.
وتطور دور وكلاء اللاعبين لتحقيق مصالحهم الشخصية، حيث يقومون بالتنقيب في كافة أركان القرى، بحثاً عن الجواهر الخام الصغيرة، ليدخلوها سلسلة الإنتاج ليغنموا من ورائها في النهاية مكاسب شخصية تصل إلى عشرات الملايين.
مافيا وكلاء اللاعبين في مصر
كما هي العادة في مصر، حيث تقليد الأفكار العالمية، لكن بأسوأ شكل ممكن، ظهرت فكرة الوكلاء بالشكل الحديث أوائل الألفية الجديدة، فكانت قبل ذلك في ستينيات وسبعينيات القرن الماضي وحتى بداية الألفية تنحصر في كشاف لاعبين يجول الأندية الشعبية ومراكز الشباب في الأحياء والقرى الصغيرة، بحثاً عن المواهب المتميزة من أجل إيصالها إلى الأندية التي تثق في قدراته ونظراته الثاقبة القادرة على اكتشاف النجوم.
مع الوقت اختفت مهنة الكشاف بشكل تدريجي، بعد ظهور اختبارات الأندية ومدارس الكرة وفرق الناشئين، لتتحول مهنة الكشاف إلى شخص يسعى لجني المال، أطلق عليه اسم "السمسار"، الذي يحاول بكافة الطرق البحث عن أي لاعب مميز بالفرق الصغيرة والفقيرة لانتقاله إلى الكبار مقابل العمولة من اللاعب والنادي.
وبهذه الخطوة ينتهي دوره بشكل نهائي أملاً في إيجاد صفقة أخرى يحصل من ورائها على أموال جديدة.
بالرغم من وجود مهنة السمسار حتى وقتنا هذا، لكن شهد الأمر تطوراً كبيراً حين تحولت المهنة إلى شخص محترف يحاول بشتى الطرق مراعاة موكله إذا كان لاعباً أو حتى مدرباً، ليكون على علاقة متواصلة به حتى بعد تعاقده مع ناديه، ليقدم المشورة والنصيحة والرأي في معظم قراراته، ويكون له دور مستمر في تصريحاته الإعلامية وظهوره في الأماكن العامة وطريقة حديثه وتعامله مع الآخرين.
هذا الشكل من أشكال السماسرة هو الذي ظهر مع بداية الألفية ومستمر حتى الآن. بل توحش هؤلاء بالعقد الأخير حتى تسببوا في خراب الكرة المصرية، حسب رأي خبراء في اللعبة.
البعض يصف هؤلاء بأنهم مثل عصابات المافيا الإيطالية الشهيرة، حيث يقودون المنظومة بأكملها إلى الانهيار وحافة الهاوية، إذ لا يهتمون سوى بمصلحتهم الشخصية دون التفكير نهائياً في الصالح العام للأندية، ومن ثم المنتخب والكرة المصرية إجمالاً.
طارق العشري، المدير الفني لنادي سموحة وعدة أندية سابقة بالدوري المصري، قال عن هذه الظاهرة "الحرب أو المنافسة بين وكلاء اللاعبين هي السبب في خراب منظومة كرة القدم في مصر بأكملها وليست الأندية فقط، فقد أصبح من الصعب أن تعرف من هو الوكيل المعتمد وغير المعتمد بسبب كثرتهم".
وأضاف في حديثه لـ"عربي بوست" أن أي شخص أصبح يعمل بهذه المهنة، وأهم شيء بالنسبة لهم هو المال فقط، "بل تسببوا في تلويث سمعة بعض المدربين، والحل الوحيد هو أن يتدخل اتحاد الكرة المصري ويقوم بتقنين العاملين في هذه المهنة"، على حد تعبيره.
وكلاء اللاعبين.. خراب سوق اللاعبين المحلي
بالتبعية، أدى جشع هؤلاء الوكلاء في السنوات الأخيرة الماضية إلى ارتفاع جنوني في أسعار اللاعبين وقيمة الرواتب الخاصة بهم في الأندية، الأمر الذي وصل هذا العام لوجود أندية صاعدة حديثاً أو صغيرة وبلا تاريخ مثل فيوتشر وسيراميكا كليوباترا والبنك الأهلي تعطي لاعبين أجوراً تمثل ضعف تلك التي يأخذها اللاعبون في الأهلي، أكبر أندية إفريقيا والشرق الأوسط.
على سبيل المثال، محمد أبو جبل، حارس الزمالك السابق الذي انتقل لنادي البنك الأهلي، منحوه راتباً خيالياً يصل إلى 14 مليون جنيه سنوياً، في حين لا يتخطى راتب محمد الشناوي حارس الأهلي ومنتخب مصر الأول حاجز الـ11 مليون جنيه.
كذلك يعطي فريق فيوتشر لاعبه أحمد رفعت الذي على أعتاب الانتقال لنادي الوحدة الإماراتي، راتباً يصل إلى 12 مليون جنيه، في حين يأخذ محمد مجدي أفشة ومحمد شريف نجما الأهلي 5 و6 ملايين جنيه سنوياً فقط.
كل ذلك لأن لديهم قوة شرائية كبيرة بالطبع، ولكن لولا تدخل الوكلاء أو السمامرة الذين لعبوا دوراً كبيراً في خراب سوق اللاعبين بمصر، ورواتبهم السنوية، ما كان ليحدث مثل هذا التفاوت الكبير في الرواتب مطلقاً.
كذلك على مستوى الصفقات، فتمسك نادي إنبي بقيمة 25 مليون جنيه لبيع لاعبه مصطفى شلبي وهو لم يلعب مباراة دولية واحدة للنادي الأهلي، ورفض كل العروض التي عرضها النادي الأحمر لشرائه التي توقفت عند 12 مليوناً، ومن الممكن أن تصل لـ15 مليوناً لحسم الصفقة، لكن إدارة إنبي رفضت بشدة ما أدى لانسحاب الأهلي وفشل الصفقة بالنهاية.
يبحث الآن اللاعب عن نادٍ يشتريه حتى بأقل من تلك القيمة، وهو أمر جنوني غير معقول ولا يحدث مطلقاً في أي منظومة كروية مجاورة حتى في شمال إفريقيا، بعيداً عن الدوريات العربية، صاحبة الملايين والصفقات الضخمة والرواتب المرتفعة.
محمد صلاح نجم الزمالك السابق قال: "لا أتابع وكلاء اللاعبين أو مشاكلهم أو أي شيء يحدث بشأن هذا الأمر نهائياً، ولكني أرى أن عملية الانتقالات والصفقات هي عرض وطلب، ولكنها تحتاج إلى تنظيم أكثر من جانب اتحاد الكرة".
وتابع في حديثه لـ"عربي بوست": "لأن الكرة في مصر أصبحت تسير بالمصالح والصدفة، ورأيي أن أي مدرب يعتمد على وكيل لاعبين هو "مدرب فاشل"، لأنه يجب أن تعتمد على نفسك وإمكانياتك، لذلك نجد أن هناك خمسة أو ستة مدربين فقط مطلوبين في الدوري المصري ويدربون كل الفرق".
بينما قال محمد مصيلحي، رئيس نادي الاتحاد السكندري، عن هذا الأمر: "بالطبع الحرب أو المنافسة بين وكلاء اللاعبين سببت أزمة كبيرة، وأثرت على كرة القدم في مصر سلبياً، ولكني أتعامل معهم ومع الأندية بشكل مباشر أيضاً، ولا أحد يمكنه حل هذه الأزمة، حتى اتحاد الكرة نفسه ليس له دخل بها".
تأثير الوكلاء على المنتخب الأول
الأمر انتقل بالتبعية لمنتخب مصر، في أثناء تولي المكسيكي خافيير أجيري قيادة الفراعنة عام 2019، ولعب بطولة الأمم بالقاهرة بنفس العام، والتي خرج منها المنتخب من دور الـ16 أمام جنوب إفريقيا في صدمة كروية مؤسفة، كان وكيل أعماله ممدوح عيد، المدير التنفيذي لنادي بيراميدز حالياً، يتدخل في اختياراته لبعض اللاعبين من موكليه، ليشركهم مع المنتخب من أجل تسويقهم، ثم يعود بالفائدة المالية عليه وربما يعطي له نسبة.
إلى هذا الحال وصلت الكرة المصرية، وتكرر الأمر مع إيهاب جلال في الفترة القصيرة التي درب خلالها المنتخب، شهر يونيو/حزيران الماضي، ووكيله تامر النحاس، حين أشرك نجوماً موكلين له لنفس السبب، لكي يكون ولاؤهم للمدرب الذي واجه صعوبات بالغة وخسر من إثيوبيا ثم كوريا الجنوبية ودياً ورحل سريعاً.
سلبيات وحلول
عربي بوست تحدث مع وكيل لاعبين شهير، وهو سمير عبد التواب، ليخبرنا برأيه في هذه الظاهرة، فقال: من سلبيات مهنة الوكلاء أنه أصبح أي أحد يعمل بها، فاللاعب يوكل أي فرد من عائلته مثلاً، أو محامياً أو وسيطاً ليتحدث باسمه، وهذا بالطبع خطأ كبير، ويجب أيضاً أن أكون وكيل لاعب أو نادٍ، لا يجوز أن أعمل مع الاثنين أو أن أجمع بينهما".
وأكمل: "كما يجب أن يخضع أي أحد يعمل في هذه المهنة إلى امتحان خاص بالاتحاد المسؤول، ويكون معتمداً حتى يتمكن من النجاح في هذه المهنة، غير ذلك يكون هذا الوكيل "نصاباً"، لأنه لا يتقن عمله بشكل صحيح، بل وينهب حق الدولة والضرائب".
واختتم عبد التواب، وكيل العديد من المشاهير مثل شيكابالا وميدو وحازم إمام: "نشعر أن هناك حروباً بين وكيل اللاعبين ورؤساء الأندية، أو خلافات مستمرة، لأن الوكيل هو الوحيد الذي يحدد سعر وقيمة اللاعب، وبالتالي يطلب كل طلبات اللاعب، ثم يتسبب هذا الأمر في غضب رئيس النادي، لتفشل في النهاية، أرى أن الذي يحكم على مدى نجاح أي وكيل هي أسماء اللاعبين التي يمتلكها فقط، ومدى نجاحهم مع أنديتهم وكونهم نجوماً".
تدخل متأخر من الفيفا لتصحيح المسار عالمياً
بات من المتوقع أن يشهد عالم كرة القدم، وبالتحديد عالم انتقالات اللاعبين، تحولاً جذرياً خلال الفترة المقبلة. وفق صحيفة "ماركا" الإسبانية، فإن الاتحاد الدولي لكرة القدم "فيفا" يستهدف وضع حد لوكلاء اللاعبين، ومسألة غياب الرقابة على العمولات والتعاقدات.
وبالتزامن مع الاجتماع القادم لمجلس "فيفا" الذي سيعقد في أوكلاند بنيوزيلندا، يوم 21 أكتوبر/تشرين الأول، سيتم مناقشة لوائح الانتقالات الجديدة التي يتم العمل عليها منذ سنوات.
وقالت "ماركا" إن اتحاد منتدى كرة القدم الذي أسسه وكيل أعمال اللاعبين الراحل والأشهر مينو رايولا، ويرأسه حاليا جوناثان بارنيت، يعارض بشدة اللوائح الجديدة ويهدد باللجوء للمحكمة الرياضية.
لكن الصحيفة، أشارت إلى أنها حصلت على معلومات تفيد بأن الفيفا سيوافق على القوانين الجديدة، وستدخل حيز التنفيذ في يوليو/تموز عام 2023.
القوانين الجديدة للفيفا لها 3 أهداف رئيسية، وهي وضع حد للعمولات الزائدة عن الحد للوكلاء في السنوات الأخيرة، ووضع ضوابط أكثر صرامة لحصول الأندية على ما يُعرف باسم "بند التضامن"، وهي نسب محددة من قيم انتقالات خريجي أكاديمية النادي، بجانب مساعدة وحماية اللاعبين القصَّر.
واعتبارا من يوليو/تموز 2023، لن يجوز إجراء أي تنفيذ لاتفاقية تمثيل للاعب قاصر إلا في الأشهر الستة التي تسبق بلوغ القاصر السن القانونية (يمكن توقيع العقد المهني عند بلوغه 16 عاماً في الاتحاد الأوروبي).
ولا يمكن تنفيذ هذا النهج إلا بعد الحصول على موافقة خطية مسبقة من الوصي القانوني للاعب، وبذلك ستنتهي قصص الوكلاء الذين لديهم لاعبون أطفال تتراوح أعمارهم بين 13 و14 عاماً، أو الهدايا المقدمة لأولياء الأمور لتوقيع العقد.
وفيما يتعلق بالعمولات، يضع فيفا حداً قدره 10% من إجمالي النقل للوكلاء الذين يعملون لصالح النادي البائع، و3% من راتب اللاعب لصالح وكلاء يتصرفون نيابة عن اللاعب، و3% أخرى من راتب اللاعب لصالح وكلاء يعملون نيابة عن المشتري.
لكن ستكون هناك تغييرات في هذه النسب وطريقة الحصول عليها، حتى لا يكون هناك تلاعب في المستقبل.
أمثلة عالمية لأشهر الوكلاء
بات وكلاء اللاعبين معروفين بالأسماء والأرقام، لكن أحداً لا يستطيع الوقوف أمام الأباطرة الذين يحكمون عالم الساحرة المستديرة، نعرض أهم اسمين منهما طوال السنوات الماضية.
أسطورة وكلاء اللاعبين هو البرتغالي خورخي مينديز، المعروف بلقب "الأخطبوط"، يملك مؤسسة لها فروع في كل أنحاء أوروبا، والأرجنتين والبرازيل وكولومبيا، وتقدر أرباحه السنوية بحوالي 40 مليون يورو وثروته تتجاوز مليار يورو.
يجيد مينديز 8 لغات، ويدير أعمال لاعبين ومدربين لهم أسماء مرعبة مثل كريستيانو رونالدو، وأنخيل دي ماريا وجوزيه مورينيو ودييغو سيميوني وراداميل فالكاو وخاميس رودريجيز وديفيد دي خيا ودييغو كوستا وبرناردو سيلفا.
سطوة مينديز تتجلى في أنه في بطولة يورو 2004، منعت إدارة المنتخب البرتغالي أي وكيل أعمال من دخول فندق اللاعبين باستثناء مينديز، الذي كان وكيل أعمال 15 لاعباً في المنتخب، بالإضافة إلى طاقم التدريب بالكامل، وفي مونديال 2014 كان يدير أعمال 13 لاعباً وكل أعضاء طاقم التدريب.
احتارت كل السلطات واتحادات الكرة مع مينديز، حتى إن مفتشي الضرائب من 5 دول، هي إسبانيا وأيرلندا وبريطانيا وهولندا وقبرص، اجتمعوا للبحث عن دليل يدينه، لكنهم فشلوا في النيل منه.
عامل البيتزا الهولندي
كان ينافس مينديز على الصدارة هولندي من أصول إيطالية، هو الراحل مؤخراً مينو رايولا، الذي تحول من عامل في مطعم بيتزا إلي مهندس صفقات كبار النجوم والمدربين.
رايولا وكيل أعمال البلجيكي روميلو لوكاكو، والسويدي زلاتان إبراهيموفيتش، والأرميني هنريك مختاريان، والإيطالي ماركو فيراتي، والفرنسي بليس ماتويدي، والهولندي ماتياس دي ليخت، والإيطالي دوناروما، وأخيراً القنبلة إيرلينج هالاند.
استغل رايولا أصوله الإيطالية وجنسيته الهولندية ليكون جسر عبور المواهب الهولندية إلى الملاعب الإيطالية، وكانت البداية مع انتقال دينيس بيركامب من أياكس أمستردام إلى إنتر ميلان.
وبعد ذلك جاء الدور على إبراهيموفيثش وأحمد حسام ميدو من أياكس إلى يوفنتوس ومارسيليا على التوالي، وأخيراً عودة بول بوغبا إلى مانشستر يونايتد بصفقة قياسية، وبلغت عمولته فيها 40 مليون يورو، ثم أعاده لليوفي مجدداً هذا الصيف، قبل أن يتوفى لأسباب صحية بالشهور القليلة الماضية.