قال طارق ذياب، أسطورة الكرة التونسية والإفريقية، إن الوقت لم يعد يسمح للبحث عن مدرب عالمي لكأس العالم لمنتخب تونس، مؤكداً أن جلال القادري قادر على قيادة نسور قرطاج في المونديال.
وأضاف محلل قنوات شبكة بي إن سبورتس، في مقابلة مع "عربي بوست"، أن حلقة الوصل الناقصة في منتخب نسور قرطاج هي الافتقاد لهداف ورأس حربة صريح، وهذا ليس من السهل؛ لأن الهداف بات عملة نادرة حتى في المنتخبات العالمية.
وعن حظوظ النسور لبلوغ الدور الثاني، قال طارق إنه ليس من السهل العبور في ظل وجود منتخبات كبيرة، مع هذا تبقى الفرصة قائمة لو عرف المنتخب كيف يتعامل بحذر مع كل مباراة، مشيراً إلى أن كرة القدم التونسية حالياً هي الأفضل عربياً.
إلى نص المقابلة كاملة:
ما الفرق بين شعورك كلاعب شارك في مونديال 78 واليوم؟
الشعور مختلف، كانت سعادتي كبيرة كلاعب في ذلك الوقت، واليوم يختلف هذا الشعور، حيث إنني أقف في صف المشجع والمحب لمنتخب بلادي.
منتخب النسور سيحظى بظروف جيدة في الدوحة؛ لأنه سيجد مؤازرة من قِبل جماهير تونسية غفيرة، عكس الظروف التي لعبنا فيها في الأرجنتين 1978، حيث كان عدد المشجعين يعد على الأصابع.
منتخب تونس نضج اليوم وخاض العديد من المسابقات الرسمية، بدءاً من كأس العرب ثم إفريقيا، مروراً بتصفيات كأس العالم. كل ما أتمناه هو أن يكون اللاعبون في حالة بدنية وذهنية جيدة، ونأمل أن يكون الإعداد جيداً، وأن يتم اختيار جيد للمنتخبات المنافسة في فترة الإعداد التي تسبق كأس العالم.
كيف تنظر لتذبذب مستوى المنتخب التونسي؟
المنتخب التونسي كان متذبذب المستوى في تصفيات المونديال، ولولا هدف النيران الصديقة أمام مالي لما تأهل.
كل منتخب في العالم يمر بفترة هبوط، حتى المنتخبات الكبيرة تحتاج إلى إصلاحات، المهم أن لاعبي تونس يعرفون واجباتهم والمدرب يعرف ماذا يفعل.
حققنا مكاسب عديدة أهمها صلابة الدفاع، وهذا تأكد بعد أن لعبنا أمام مصر والجزائر في البطولة العربية، والآن يجب البحث عن حلول في الهجوم؛ لأننا في حاجة ماسة للهداف، خاصة عندما سنواجه منتخبات كبيرة في كأس العالم.
هل أنت مع استمرار المدرب التونسي جلال القادري؟
لا يجب التمسك بالمدرب واستمراره؛ لأنه لم يبقَ سوى وقت قليل على المونديال. كان من الممكن أن يتم البحث عن مدرب عالمي منذ سنوات.
أعتقد أن المدرب لا يشكل مشكلة، المهم هو الإعداد الجيد، واللاعبون منتظمون في أنديتهم، والمدرب مطالب بالوقوف عند النقائص في الفريق.
بعد طارق ذياب وتميم والعقربي وغميض، لماذا أصبحت الكرة التونسية عاقراً؟
في عهدنا كانت الأندية تعتمد على تكوين اللاعبين، ولم تكن هناك سياسة الانتدابات من خارج تونس.
على الأندية العودة للتكوين، وأكبر مثال أندية العالم الكبيرة تستمد قوتها من التكوين ومن الأكاديميات.
اليوم أسعار اللاعبين "نار" وليس هناك إمكانيات لجلب لاعبين من الخارج.
نحن نأمل بالتكوين أن يتكرر لاعبون مثل طارق والعقربي والسويح وغيرهم.
لماذا أصبح الهداف معضلة في كرة القدم اليوم؟
الهداف بات عملة صعبة اليوم في العالم وفي الدوريات الأوروبية الكبيرة في إيطاليا وإسبانيا، بدليل أن الهدافين في الدوريات الكبيرة تعدوا الثلاثين، وتكوين هدافين جدد أصبح مشروعاً صعباً اليوم في العالم.
أعود لأقول إنه علينا العودة إلى تكوين "العصفور النادر"، فلا يوجد هذا الهداف في تونس اليوم.
الأندية للأسف تخلت عن مهمتها، وتعتمد على اللاعب الأجنبي، وعلينا خوض تجربة الدول الكبيرة مثل فرنسا وألمانيا وإسبانيا في تكوين اللاعبين.
أنا أعتبر تونس مسيطرة عربياً في كرة القدم وفي رياضات أخرى، حتى على الصعيد القاري، رغم قلة وضعف الإمكانيات.
ما الذي ينقص تونس؟
ما ينقصنا في تونس هو البنية التحتية والملاعب. الدولة تخلت على الرياضة؛ لأنها تفكر في أولويات أخرى للشعب التونسي.
أقول لو كانت لدينا بنية تحتية لتفوقنا على دول كبيرة.
من هو طارق ذياب؟
طارق ذياب تقلد منصب وزارة الشباب والرياضة في تونس عام 2013، وكان لاعباً دولياً تونسياً سابقاً.
ولد يوم 15 يوليو/تموز 1954، وكان يلعب كصانع ألعاب في نادي الترجي التونسي.
حصل على الكرة الذهبية الإفريقية سنة 1977، وشارك مع المنتخب التونسي في نهائيات كأس العالم 1978، وفي الألعاب الأولمبية بسيول عام 1988، حيث سجل خلالها هدفين ضد المنتخب المغربي في التصفيات، إضافة إلى هدف في النهائيات ضد السويد.
يحمل طارق ذياب الرقم 10، ودافع عن ألوان منتخب تونس في 101 مباراة وأحرز لتونس 17 هدفاً. سجل في مشواره الكروي 272 هدفاً معظمها مع الترجي التونسي، و42 هدفاً مع الأهلي السعودي الذي احترف في صفوفه عام 1979.
أطلق عليه لقب "صاحب اللمسات السحرية" و"إمبراطور الكرة التونسية".
اعتزل اللعب الدولي نهائياً عام 1990، وكانت آخر مبارياته في مشواره مع الترجي التونسي ضمن دوري أبطال إفريقيا أمام الأهلي المصري بالقاهرة.
عمل كمحلل رياضي مع قناة ART، كما عمل لمدة سبع سنوات كمحلل في قناة الجزيرة الرياضية، ثم bein sports حالياً.