يحمل المنتخب البرازيلي الرقم القياسي في عدد مرات الفوز ببطولة كأس العالم، لتتويجه في 5 مناسبات، بفارق لقب وحيد عن منتخبي إيطاليا وألمانيا، صاحبي الألقاب الأربعة.
منتخبات كبيرة لم تتوَّج بكأس العالم
وطوال تاريخ كأس العالم الممتد من عام 1930، شهدت النسخ الإحدى والعشرين السابقة، ظهور منتخبات عالمية، لم تُوفق في حصد اللقب، على الرغم من امتلاكها الأسماء القادرة على ذلك، وكذلك وصولها إلى مراحل متقدمة، نستعرضها في السطور التالية.
منتخب المجر
في ثلاثينيات وخمسينيات وأيضاً ستينيات القرن الماضي، كان منتخب المجر واحداً من الفرق التي تثير الرعب في قلوب منافسيها، قبل أن يبدأ اللعب في الميدان.
وضمّت تشكيلة المنتخب المجري العديد من الأسماء اللامعة في كرة القدم، أبرزها على الإطلاق فرينتس شاش، وجيورجي ساروسي، وبال تيتكوس، وفرينك بوشكاش، وناندور هيديكوتي، ويوزيف بوجيك، وساندرو كوتشيش وغيرهم.
هذه الأسماء وغيرها وصلت بالمجر إلى نهائيين اثنين في كأس العالم، بالإضافة إلى حلولها ثالثة ورابعة في كأس الأمم الأوروبية يورو 64 و72 على التوالي.
وعند الحديث عن كأس العالم، فإن المجر بلغت نهائي المونديال للمرة الأولى في نسخة عام 1938، وخسرت بصعوبة أمام إيطاليا بهدفين لأربعة.
أما المرة الثانية، فكانت أمام ألمانيا، في مونديال 1954، ففي تلك المباراة تقدمت المجر بهدفين مبكرين، أحرزهما فرينك بوشكاش وزولاتان كزيبور بعد 8 دقائق فقط من البداية.
وبنفس السرعة التي تقدَّمت فيها المجر بالنتيجة، خسرت تفوقها بعدما نجح الألمان في تعديل النتيجة في ظرف 10 دقائق، قبل أن يضيف "المانشافت" هدفاً ثالثاً قبل 6 دقائق من النهاية.
منتخب هولندا
ستشارك "الطواحين الهولندية" في بطولة كأس العالم 2022 في قطر للمرة الحادية عشرة في تاريخها، وسط آمال بكسر عقدة التتويج بالكأس الأغلى.
ويُطلق على هولندا لقب "بطل العالم غير المتوج"، على اعتبار أنه وصل إلى النهائي في ثلاث مناسبات، ولم يُكتب له الفوز في أي منها.
وضم المنتخب الهولندي طوال تاريخه أسماء عالمية لامعة، يتقدمهم الراحل يوهان كرويف، وأيضاً ماركو فان باستن ورود خوليت ورونالد كومان وباتريك كلويفرت وكلارينس سيدورف ودينيس بيركامب وروبن فان بيرسي وأريين روبن ورود فان نستلروي وويسلي سنايدر، والقائمة تطول.
وفي المشاركات العشرة الماضية، وصل منتخب هولندا إلى النهائي ثلاث مرات، بينما حصل على المركز الثالث مرة وحيدة في مونديال البرازيل 2014، والرابع مرة أيضاً في مونديال فرنسا 1998.
وخسرت هولندا النهائي الأول أمام ألمانيا (صاحبة الأرض) في مونديال 1974 وبهدف لاثنين، أما الثاني فكان أمام الأرجنتين المستضيفة في مونديال 1978، بهدف لثلاثة بعد أشواط إضافية، وهو الأمر ذاته الذي حدث أمام إسبانيا في مونديال جنوب إفريقيا 2010، بعدما خسرت "الطواحين" بهدف أندريس إنيستا.
منتخب تشيكوسلوفاكيا
على الرغم من الأحداث السياسية والحروب الأهلية التي عصفت بتشيكوسلوفاكيا، فإن كل ذلك لم يمنعها من تأسيس منتخبٍ قوي في كرة القدم، صنع تاريخاً لا يمكن محوه.
ومع وجود أسماء أسطورية مثل أنتوني بانينكا وكاريل بيترو وجوزيف قنغلوش، سجلت تشيكوسلوفاكيا حضورها في 8 مونديالات عالمية، بالإضافة إلى مشاركتها في 4 نسخ من كأس الأمم الأوروبية.
الحضور الأقوى لهذا المنتخب الذي أصبح جزءً من الماضي، كان في النسختين الثانية والسابعة من كأس العالم، واللتين أقيمتا في إيطاليا وتشيلي.
بلغت تشيكوسلوفاكيا النهائي المونديالي عام 1934، وخسرت النهائي أمام إيطاليا، حيث كانت متقدمة بهدف أنتونين بوس حتى الدقيقة 81، التي عدّل فيها رايموندو اورسي النتيجة "للأتزروي"، ليتم اللجوء إلى شوطين إضافيين، حسم فيه الإيطاليون الفوز بهدف ثانٍ عن طريق أنجيلو شيفيو.
ولم تنجح تشيكوسلوفاكيا في تعويض هذه الخسارة، عندما وصلت نهائي مونديال 1962، لأنها اصطدمت في واحدة من أقوى وأعظم أجيال البرازيل، لتنتهي المباراة بفوز "السامبا" بنتيجة 3-1.
وبعد العديد من التحولات السياسية في عام 1993، باتت التشيك دولة مستقلة بذاتها عن سلوفاكيا، ومنذ ذلك الحين لم يحقق المنتخبين إنجازاً يُذكر، باستثناء حلول التشيك ثانية في كأس الأمم الأوروبية "يورو 1996".
منتخب السويد
فرض المنتخب السويدي نفسه كأحد المنتخبات العنيدة والمنزعجة لكبار القوم في العالم، في معظم البطولات التي يشارك فيها، في وجود نجوم بقيمة زلاتان إبراهيموفيتش وهنريك لارسون وروني هيلستروم ونيلس ليدهولم.
السويد استثمرت عاملي الأرض والجمهور لتصل إلى المباراة النهائية فقط، في مونديال 1958، لكن سوء حظها أوقعها مع البرازيل، التي لعب لها بيليه وماريو زاغالو وفافا وغيرهم.
لم تتمكن السويد من مجاراة مهارة البرازيليين، وخسروا يوم 29 يونيو/حزيران 1962 بهدفين مقابل 5.
وقدمت السويد بطولة رائعة في مونديال الولايات المتحدة الأمريكية 1994، واصطدموا بالبرازيليين مرة أخرى، ولكن هذه المرة في نصف النهائي، ضد كل من روماريو وبيبيتو وفرانكو.
صمدت السويد أمام الفنيات البرازيلية حتى الدقيقة 80، قبل أن يهز روماريو شباكهم، لكنهم عوّضوا ذلك بالفوز بالمركز الثالث على حساب بلغاريا.
منتخب الاتحاد السوفييتي
ظهر منتخب الاتحاد السوفييتي، المتوج بكأس الأمم الأوروبية (يورو 1960)، في كأس العالم في 7 بطولات، قبل أن يكمل النسخ الأربعة الأخرى تحت اسم روسيا.
وكانت المشاركة الأبرز للاتحاد السوفييتي في مونديال 1966، حين بلغ الدور نصف النهائي، قبل أن يخسر أمام ألمانيا بهدف لاثنين، كما هُزم بنفس النتيجة من البرتغال في تحديد المركزين الثالث والرابع.
وضم الاتحاد السوفييتي طوال تاريخه عدداً من الأسماء البارزة، على رأسهن ليف ياشين، وأوليغ بلوخين، ورينات داساييف، وفلاديمير بيسونوف، وإيدواردو مالوفييف، وايغور شيسلينكو وفالنتين ايفانوف وفيكتور بونيدلك وغيرهم، لكن كل تلك الأسماء لم تمكن من الذهاب بعيداً في كؤوس العالم.
منتخب البرتغال
لم يحظَ المنتخب البرتغالي طوال تاريخه الطويل بأي مشاركة يُشار إليها بالبنان في كأس العالم، على الرغم من الأسماء اللامعة التي ارتدت قميصه.
ولعل أبرز هذه الأسماء على الإطلاق الفهد الأسمر أوزيبيو ومن بعده لويس فيغو وروي كوستا وريكاردو كواريزما، ثم كريستيانو رونالدو، أفضل لاعب في العالم 5 مرات، وكلها أسماء تعّد قادرة على منح "برازيل أوروبا" لقب مونديالي وحيد على الأقل.
كريستيانو بالتحديد قاد البرتغال للتتويج بكأس الأمم الأوروبية (يورو 2016)، لكنه لم يتمكن هو أو أيٍّ من مواطنيه في تحقيق إنجاز لافت في كأس العالم.
ولعلّ أفضل ما حققته البرتغال في مشاركاتها السبع، هو المركز الرابع في مونديال ألمانيا 2006، عقب خسارتها مباراة تحديد المركزين الثالث والرابع من أصحاب الأرض، حيث ودعت البطولة من الدور الأول في أربع مناسبات، واكتفت بدور الـ16 في مناسبتين أخريين.
منتخب بلجيكا
في وجود أسماء بحجم كيفين دي بروين وإيدين هازارد وتيبو كورتوا وروميلو لوكاكو، بدأ الحديث عن إمكانية تتويج منتخب بلجيكا بأول ألقابه الأوروبية، والعالمية أيضاً.
بلجيكا شاركت في كأس العالم في ثلاث عشرة نسخة سابقة، كان أبرزها حلولها في المركز الثالث في مونديال روسيا 2018، على حساب الإنجليز بالفوز عليهم بهدفين دون رد.
وسبق ذلك وجود بلجيكا في المركز الرابع لمونديال 1986 في المكسيك، بعدما خسرت المباراة الترتيبية من فرنسا بأربعة أهداف لاثنين.