هزّت مزاعم غش عالمَ لعبة الشطرنج، بعد مباراة جمعت بين اللاعب هانز نيمان ومحترف الشطرنج وبطل العالم الحالي في اللعبة ماغنوس كارلسن، والتي خسر فيها الأخير.
صحيفة The Independent البريطانية تحدثت السبت، 24 سبتمبر/أيلول 2022، عن خبايا الأزمة التي نشبت عقب مباراة اللاعبين، والتي وصفها البعض بأنها "فضيحة" في تاريخ الشطرنج.
القصة بدأت عندما تمكَّن نيمان، اللاعب البالغ من العمر 19 عاماً، والمعروف بمقاطع البث المباشر التي ينشرها على منصة تويتش، من هزيمة بطل العالم بالشطرنج كارلسن بداية شهر سبتمبر/أيلول 2022.
في اليوم التالي انسحب كارلسن من بطولة سينكفيلد Sinquefield في سانت لويس، وغرد برسالة غامضة فسرها كثيرون على أنها اتهام غير مباشر بالغش.
كتب كارلسن في تغريدته: "أُعلن انسحابي من البطولة، وقد سعدت دوماً بالمشاركة في بطولة سينكفيلد، وأتمنى أن أعود إليها في المستقبل"، وأَرفق تغريدته بمقطع فيديو لجوزيه مورينيو يقول فيه: "أفضّل ألا أتحدث، لأنني إذا تحدثت فسأقع في ورطة كبيرة".
نيمان نفى الاتهامات الموجهة إليه، وقال في مقابلة أعقبت المباراة إن كارلسن "أصابه إحباط شديد لأنه خسر أمام أحمق مثلي، لا بد أن بطل العالم يشعر بحرج بالغ لأنه خسر أمامي، وأنا أشعر بالأسف لأجله".
لكن الفضيحة، التي وصفها ليفي روزمان، محترف الشطرنج وصاحب قناة الشطرنج الشهيرة على اليوتيوب، في مقطع فيديو، بـ"الأكبر" بتاريخ اللعبة، تفاقمت حين اعترف نيمان في مقابلة أجراها لشرح مباراته مع كارلسن وليدافع عن نفسه، بلجوئه للغش في مباريات إلكترونية حين كان أصغر سناً.
نيمان قال: "لجأت إلى الغش في مباريات عشوائية على موقع Chess.com، وكان عمري حينها 16 عاماً، وأعيش وحدي في مدينة نيويورك في قلب الجائحة، وكنت على استعداد لأن أفعل أي شيء لزيادة التفاعل على قناتي، وما أريد أن أقوله للناس عن ذلك أنني نادم".
أشار نيمان إلى أنه مستعد لأن يلعب عارياً لإثبات براءته من اتهامه بدس أجهزة في جسده تساعده على الغش، وبعد يومين من هذه المقابلة قال موقع Chess.com في بيان، إنه حظر دخول نيمان إلى الموقع، دون الخوض في تفاصيل أخرى.
لكن الأمور لم تتوقف هنا، إذ التقى نيمان وكارلسن في مباراة أخرى، هذه المرة على الإنترنت، في بطولة تسمى كأس الجيل The Generation Cup. وبعد حركة واحدة توقف كارلسن عن اللعب وأغلق الكاميرا.
هددت الضجة التي أثيرت حول الواقعة بعرقلة مسيرة المحترف الشاب حتى قبل أن تبدأ، ومع ذلك لم يتمكن أحد حتى الآن من تقديم أي دليل ملموس على أنه فاز بالغش.
فبعد أيام من التكهنات، قال كريس بيرد، الحكم الرئيسي في بطولة سينكفيلد، التي بدأت منها الفضيحة، إنه لا يوجد دليل على أن نيمان فاز بالغش، وأضاف في بيان: "رداً على الشائعات التي انتشرت مؤخراً في عالم الشطرنج، أؤكد أنه ليس لدينا حالياً ما يشير إلى أن أي لاعب كان يلعب بشكل غير نزيه في بطولة سينكفيلد 2022".
من جانبها، ذكرت صحيفة The New York Times أن نيمان دُعي مرة أخرى للمشاركة في البطولة المقبلة.
في حين أشار غريغ كينر، الحكم في الاتحاد الدولي للشطرنج ومساعد مدير نادي مارشال للشطرنج، في تحليله لصحيفة The Times، إلى تصريحات ليفون أرونيان، لاعب الشطرنج المحترف الأرميني، الذي لعب في البطولة نفسها ودافع عن نيمان في مقابلة بعد المباراة.
قال أرونيان في تصريحه: "أظن أن هذا يحدث كثيراً حين يبرع اللاعبون الصغار في لعبهم. يجدون كل هذه الاتهامات الموجهة إليهم، وجميع زملائي مغرورون جداً".
من جهته، قال كين ريغان، الذي تصفه منصة ChessBase بأنه "أعظم خبراء العالم في اكتشاف الغش في الشطرنج"، والذي راجع جميع مباريات نيمان التي خاضها خلال العامين الماضيين على الإنترنت وخارجه، في تحليله: "نيمان كان يلعب ببراعة، ولكن ليس ببراعة شديدة"، وخلص إلى أنه لم يغشّ.