أعلنت إحدى الكنائس في مصر، لأول مرة، عن تأسيس فريق لكرة القدم يتم اختيار لاعبيه عقب اختبارات كروية؛ تمهيداً للمشاركة في المسابقات الكروية، وعلى رأسها الدوري الممتاز.
في هذا اللقاء مع "عربي بوست" يتحدث القس جرجس شفيق، كاهن كنيسة العذراء، ومسؤول نادي "عيون مصر" عن النادي الكروي الجديد، الذي سيكون تابعاً للكنيسة المصرية.
أيضاً يكشف القس جرجس شفيق الأسباب وراء تدشين نادي "عيون مصر"، والدور الذي يُمكن أن يلعبه في الوسط الرياضي المصري.
في البداية حدثنا كيف بدأت الفكرة؟
البداية كانت من دوري الكنائس، التابع لمهرجان الكرازة المرقسية في الكنيسة الأرثوذكسية، وكانت الفكرة ناجحة، وتشهد مشاركة العديد من أبنائنا في الدوري، وشعرنا بسعادتهم.
وفي شهر أبريل/نيسان 2021، تم افتتاح أكاديمية كرة القدم الخاصة التابعة للأسقف رافائيل، وبعد فترة بدأت تأتي مناشدات من أبنائنا وشبابنا، بأن يكون لنا تواجد بشكل رسمي في الساحة الرياضية المصرية، فجاءت خطوة نادي "عيون مصر".
نادي "عيون مصر" ليست التجربة الأولى بالنسبة لكم؟
نعم بالفعل، سبق أن كانت لنا تجربة في فريق باب الشعرية، وكانت تجربة ناجحة بلا شك، وحققنا نتائج جيدة خلال فترة عملنا، ولكن كانت هناك أزمات تواجهنا فيما يتعلق بالأمور الروتينية وختم الأوراق وغيرها من الأمور الإدارية، لذا فضلنا أن يكون لنا ناد نستطيع إدارته بشكل كامل.
يتحدث البعض عن أن وجود نادٍ للكنيسة يقلل من مفهوم المواطنة في مصر؟
نعم هذا ما تردد فور الإعلان عن إنشاء النادي، ولكني أؤكد أن هذا الحديث عارٍ من الصحة، نحن نستقبل الجميع دون تمييز على أساس ديني أو لأي سبب غير عادل، سوف تكون هناك اختبارات لها معايير محددة وواضحة، ولا نسعى أن يكون النادي مخصصاً للأقباط فقط، لأننا بالفعل لدينا دوري الكنائس موجود.
هل ترى أن إنشاء نادٍ على أساس ديني خطوة صحية للرياضة في مصر؟
أكرر مرة أخرى النادي ليس على أساس ديني، فنحن نتبع الكنيسة، لكن هو موجود لكل المصريين، ويكفي أن أغلب المدربين والأطقم الرياضية من المسلمين والأقباط.
هل ترى أن هذه الخطوة قد تفتح الباب لمجموعات دينية أخرى لإنشاء أنديتها الخاصة؟
نحن هنا لسنا بصدد إنشاء حزب على أساس ديني، والنادي ليس على أساس ديني، فهو نادٍ مفتوح لكل المصريين، ويأتي ضمن عدد من الخدمات التي قدمتها الكنيسة ونجحت فيها بشكل كبير.
المطلع على أعمال الكنيسة يرى أننا نقدم خدمات لعموم المصريين، سواء مستشفيات أو مدارس أو غيرها من الخدمات التي تخرج من عباءة الكنيسة، فهي تخدم الجميع دون تمييز، وكذلك سيكون نادي "عيون مصر".
أين يقع مقر نادي "عيون مصر"؟
في البداية نعتمد على نظام الإيجار، لأننا لا نملك المال الكافي لشراء نادٍ متكامل، لكننا في الوقت الحالي نمتلك مقرين، أحدهما مقر إداري متواجد في وادي النطرون، ومقر رياضي سيكون في مركز شباب العباسية.
ما هي مصادر التمويل؟
مصادر التمويل خارج روافد الكنيسة، والكنيسة لن تصرف أموالها في النادي، ولكننا نعتمد في المقام الأول على التبرعات من قبل رجال الأعمال وشعب الكنيسة بشكل عام.
لدينا أحلام وطموحات كبيرة، لكن نحن ندرك حجم التحديات، كرة القدم تحتاج إلى أموال ضخمة، والكنيسة لديها الكثير من الارتباطات التي تمنعها من أن تضع أموالها في النادي، لذا نعتمد في المقام الأول على الدعم المالي عن طريق تبرعات الأعضاء المصريين سواء، دون تمييز، في مصر كرة القدم اللعبة الأكثر جماهيرية، ولا تضاهيها في المكانة أي لعبة رياضية أخرى.
هل سيكون نادي مصر خاصاً بكرة القدم فقط؟
في البداية نعم، سيكون كرة قدم فقط، ولكننا وضعنا خطة طموحة بأن يضم النادي مستقبلاً عدداً من الرياضات، سيتم إضافتها تدريجياً، منها: الكرة الطائرة، والشطرنج، وتنس الطاولة، والسباحة، والفولي بول.
ما الأهداف التي يطمح النادي لتحقيقها عاجلاً؟
نحن ندرك كمّ التحديات، وأننا نادٍ لا يملك الدعم المالي الكافي، لكن في الوقت ذاته لدينا طموح كبير، فنحن نطمح بداية أن نصعد إلى دوري الدرجة الرابعة، وكذلك أن يكون لنا حضور خلال مسابقة كأس مصر في نسخته الجديدة.
ما الإضافة التي سيمثلها "عيون مصر" لكرة القدم المصرية؟
من وجهة نظري الإضافة هي فتح المجال أكثر لكافة الموهوبين، سوف نجمع فريقاً من المستكشفين كبيراً وضخماً لاختيار أفضل المواهب، وطموحنا أن نصل بهم إلى العالمية.
أحلامنا وطموحاتنا كبيرة، ولكننا لا نستعجل الأمور، لكن بالتأكيد سيكون نادي عيون مصر له تواجد قوي وحضور واضح للجميع، نأمل من خلاله اكتشاف مزيد من المواهب التي تخدم مستقبل الكرة المصرية.