منذ الإعلان عن فوزها باستضافة نهائيات كأس العالم 2022، وعدت دولة قطر بتنظيم نسخة استثنائية من المونديال العالمي، الذي اعتاد العالم على متابعته بشغف كل أربع سنوات.
ومنح الاتحاد الدولي لكرة القدم "فيفا" دولة قطر حق احتضان النسخة الثانية والعشرين من كأس العالم، وذلك يوم 3 ديسمبر/كانون الأول 2010.
ورجحت كفة الملف القطري على حساب الولايات المتحدة الأمريكية في الجولة الرابعة من التصويت، بعد أن خرجت كوريا الجنوبية من الجولة الثالثة، وسبقتها اليابان وأستراليا من الجولتين الثانية والأولى على الترتيب.
وخلال تلك الفترة، جهّزت دولة قطر ثمانية ملاعب من أجل استضافة 64 مباراة، للمونديال الذي يُنظم للمرة الأولى في المنطقة العربية، نستعرض كلاً منها بالتفصيل خلال الفترة المقبلة، والبداية مع استاد البيت.
معلومات عن استاد البيت
يقع استاد البيت في مدينة الخور، الشهيرة بانتشار رياضة الغوص بحثاً عن اللؤلؤ وصيد الأسماك، والتي تبعد مسافة 35 كيلومتراً عن العاصمة القطرية الدوحة.
ويمتاز الملعب بتصميم فريد وجذاب، يجسّد كرم الضيافة العربية على مر العصور، حيث يحاكي "بيت الشعر"، وهي البيوت التي استخدمها البدو في قطر، على مدار التاريخ.
ووصف كثيرون هذا التصميم بالمبتكر، خاصة أنه يعكس صورة رائعة عن البيوت والمساكن البدوية التقليدية، كما أنه مجهز بسقف قابل للطي بشكل كامل.
ويتسع استاد البيت، الذي سيستضيف المباراة الافتتاحية لكأس العالم، يوم 20 نوفمبر/تشرين الثاني 2022، والمقررة بين قطر والإكوادور، لحوالي 40 ألف مشجع.
وإلى جانب هذه المباراة سيحتضن الملعب خمس مباريات أخرى في دور المجموعات، وهي المغرب وكرواتيا، وإنجلترا والولايات المتحدة الأمريكية، وإسبانيا وألمانيا، وهولندا وقطر، وكوستاريكا وألمانيا.
ويستضيف استاد البيت مباراة واحدة في الدور ثمن النهائي، ومثلها في ربع النهائي، وإحدى مباراتي نصف النهائي، والتي ستكون الأخيرة على هذا الملعب، ليكون إجمالي المباريات المقامة على عشب البيت 9 مباريات مونديالية.
جاهز منذ عام 2016
أصبح الملعب جاهزاً لاستقبال المباريات منذ يوم 16 مايو/أيار 2016، أي قبل 6 سنوات ونصف تقريباً من انطلاق العرس العالمي.
وسبق للملعب أن استضاف المباراة النهائية لبطولة كأس العرب، وذلك يوم 18 ديسمبر/كانون الأول 2021، والتي انتهت بفوز الجزائر على تونس بهدفين دون رد، أحرزهما أمير سعيود وياسين إبراهيمي.
اللافت أكثر في هذا الاستاد أنه تم مراعاة الاستدامة أثناء عمليات تطويره، حيث تم تصميم مقاعد الجزء العلوي بطريقة تسهّل عملية تفكيكها بعد انتهاء مباريات المونديال، للاستفادة منها في مشاريع أخرى، من خلال التبرع بها للدول النامية في المجال الرياضي.
ويُعد استاد البيت ثاني الملاعب في دولة قطر، الحاصلة على شهادة المنظومة العالمية لتقييم الاستدامة جي إس أيه إس GSAS (نظام عالمي لتقييم الاستدامة وأول نظام قائم على الأداء في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا)، من فئة الخمس نجوم.
ولم تقف الأمور عند هذا الحد، بل امتدت الاستدامة لتطال مدينة الخور، والتي تضم العديد من المتنزهات والبحيرات، فضلاً عن وجود محمية خضراء، تشكل حزاماً ممتداً من الاستاد حتى البحر، الأمر الذي يعزز من ترسيخ إرث دائم في الاستاد "الأكثر ترحيباً" في العالم.
وسيتم تخصيص الاستاد لخدمة المجتمع بعد نهاية كأس العالم، من خلال إقامة فندق 5 نجوم، إلى جانب تجهيز مركز للتسوق وصالة ألعاب رياضية وصالة متعددة الأغراض.
كما سيتم افتتاح فرع لسبيتار (مستشفى عالمي للطب الرياضي في قطر)، سيكون قريباً من الاستاد، بينما سيتم استخدام المضمار للركض وركوب الدراجات وركوب الخيل.
وفتحت الحديقة العامة، الموجودة في المنطقة المحيطة باستاد البيت، أبوابها لاستقبال الزوار والجماهير منذ شهر فبراير/شباط 2022.
ملعب صديق للبيئة
ويساعد تصميم استاد البيت على تقليل كمية الطاقة المطلوبة، لمنح المشجعين واللاعبين أجواء مثالية للعب ومشاهدة كرة القدم من المدرجات، كما ستكمل المظلة الخفيفة المستوحاة من هيكل الخيمة المهمة، بإلقاء ظلالها على أرضية الملعب، لتعمل تقنيات تبريد الهواء المتوفرة في المكان.
ووفرت الحكومة القطرية العديد من وسائل النقل والمواصلات، لتسهيل عملية وصول المشجعين إلى استاد البيت، حيث بإمكانهم ذلك عن طريق وسائل النقل العام (مترو وحافلات وسيارات أجرة) أو حتى وسائل النقل الخاص.
وعند وصول المشجعين إلى آخر نقطة، بإمكانهم المشي لمدة لا تزيد عن 11 دقيقة، عبر ممرات للمشاة تصطف على جانبيها الأشجار.