دخل الدولي السويدي ألكسندر إيزاك تاريخ نيوكاسل يونايتد، المنافس في الدوري الإنجليزي الممتاز لكرة القدم، بعدما أصبح اللاعب الأغلى في تاريخ النادي.
وأعلن "المكبايس" المملوك من جانب صندوق الاستثمارات العامة السعودي، تعاقده مع إيزاك يوم الجمعة 26 أغسطس/آب 2022، قادماً من ريال سوسيداد الإسباني، في صفقة كلفت النادي الإنجليزي مبلغ 70 مليون يورو.
وحسب أحد بنود العقد الموقع بين الجانبين، فإن إيزاك (22 عاماً) سيدافع عن ألوان نيوكاسل لمدة ستة مواسم، حتى 30 يونيو/حزيران 2028.
من هو إلكسندر إيزاك أغلى صفقة في تاريخ نيوكاسل؟
وُلد إيزاك يوم 21 سبتمبر/أيلول 1999 في مدينة سولنا، وهي إحدى ضواحي العاصمة السويدية ستوكهولم، لوالدين قررا في ثمانينات القرن الماضي الهرب من إريتريا، التي مزقتها الحرب الأهلية، بحثاً عن حياة أكثر أمناً.
بعد ولادته بستة أعوام، شق إيزاك طريقه نحو كرة القدم، حيث انضم إلى أكاديمية نادي آيك سولنا، وتعلم على يد مواطنه المدرب ناحوم غيدي، الهارب من إريتريا لنفس السبب.
تدّرج إيزاك في مختلف الفئات السنية لنادي آيك، وقص شريط مبارياته مع الفريق الأول في أبريل/نيسان 2016، في كأس السويد.
أحرز إيزاك أول أهدافه بقميص آيك سولينا في شباك أوسترسندز، وهو الهدف الذي خلّده في تاريخ النادي، باعتباره أصغر لاعب يسجل للفريق في الدوري السويدي، وكان حينها بعمر 16 عاماً و199 يوماً.
خليفة إبراهيموفيتش الذي رفض ريال مدريد
خطفت موهبة إيزاك الأنظار؛ لدرجة أن الإعلام السويدي تحدث عن وريثٍ قادم للسلطان زلاتان إبراهميوفيتش، خاصة بعد انتقال اللاعب إلى بوروسيا دورتموند الألماني في سوق الانتقالات الشتوية من عام 2017، مقابل ما يقرب من 9 ملايين يورو.
وحسب صحيفة the sun البريطانية، فإن إيزاك رفض حينها عرضاً للانضمام إلى ريال مدريد، قبل أن يقرر التوقيع "لأسود الفيستيفال".
وعن ذلك قال السويدي: "كانت لدي بعض العروض على الطاولة، لكنني اعتقدت أن دورتموند هو المكان المناسب لي للتطور كلاعب شاب".
وأضاف: "أريد أن أتخذ الخطوة التالية في مستقبلي، وأن أحصل على بعض الوقت للعب، وآمل أن أساعد الفريق".
عانى إيزاك الأمرّين في ألمانيا، وفشل في الانسجام مع دروتموند، كما لم يتمكن من إقناع أربعة مدربين تعاقبوا على تدريب الفريق وهم توماس توخيل وبيتر بوس وبيتر ستوغر ولوسيان فافر، ليجد اللاعب نفسه حبيساً لدكة البدلاء، قبل أن يرحل مُعاراً إلى فيلم تو تيلبورغ الهولندي، في يناير/كانون الثاني 2017.
وهناك انفجر إيزاك، وقاد الفريق لنهائي كأس هولندا، كما حطّم بعض الأرقام القياسية، حين أصبح أول لاعب أجنبي يسجل 12 هدفاً في أول 12 مباراة بالدوري الهولندي.
كما حفر اسمه كأول لاعب يسجل ثلاث ضربات جزاء في مباراة واحدة بالدوري الهولندي، وكانت ضد فورتونا سيتارد، يوم 30 مارس/آذار 2019.
هذا التألق أسال لُعاب ريال سوسيداد، الذي قرر مسؤولوه التعاقد مع إيزاك مقابل 15 مليون يورو، وإنقاذه من جحيم دورتموند، الذي عاد له من الإعارة.
وكان إيزاك عند حسن ظن مسؤولي النادي الباسكي، حيث قاد الفريق إلى طرد ريال مدريد من ربع نهائي كأس ملك إسبانيا في موسم 2019-2020، كما تسبب في ركلة جزاء بنهائي البطولة، منحت ريال سوسيداد اللقب على حساب الغريم أتلتيك بيلباو.
تألق إيزاك مع ريال سوسيداد
وخلال مواسمه الثلاثة مع الباسكيين، أحرز إيزاك 44 هدفاً كان آخرها في شباك برشلونة مطلع الموسم الجاري 2022-2023، كما أهدى زملاءه 8 تمريرات حاسمة، في 132 مباراة بجميع البطولات.
ودخل إيزاك تاريخ "الليغا" بعدما سجل ثلاثة أهداف (هاتريك) في شباك ديبورتيفو ألافيس يوم 21 فبراير/شباط 2021، ليصبح أول لاعب سويدي ينجح في ذلك بعد مواطنه هنري غارفيس كارلسون، الذي فعل الأمر ذاته في شباك أتلتيكو مدريد عام 1949.
وعلى الرغم من نشأته في السويد، إلا أن إيزاك بقي وفياً لجذوره، ولبى دعوة رسمية للذهاب إلى إريتريا في عام 2018، وجهها إليه زيميد تيكلي، مفوض الثقافة والرياضة في البلاد.
وأثناء تلك الزيارة، قدّم إيزاك بعض المساعدات الإنسانية للسكان في مدينة أسمرة، كما زار إحدى الأكاديميات التي تُعنى بالأطفال المواهب في كرة القدم، ولم يخفِ إعجابه بما رآه.
وقال إيزاك: "أحب الأطفال الذين يتدربون ويبنون مستقبلهم، لقد فعلت الشيء نفسه عندما كنت صغيراً، مثل هذه المشاريع الرائعة مثيرة للاهتمام، ومن الجيد أن نراهم يتطورون".
وعن تمسك عائلة إيزاك بأصولها، قال غيدي: "الإريتريون بطبيعتهم وطنيون وقوميون، وكان ألكسندر يتلقى دائماً الكثير من الحب والدعم من عائلته خاصة من والده تيم".