المُعتاد في عالم كرة القدم أن لا يبتعد اللاعب بعد الاعتزال عن المجال نفسه، خصوصاً مع وجود فرص عديدة كالتدريب والتحليل الرياضي أو العمل الإداري داخل الأندية وفي أكاديميات كرة القدم وغيرها.
لكن ثمة لاعبين سلكوا طريقاً مغايراً تماماً، وامتهنوا مهناً لا تمتُّ بِصلة لكرة القدم، مفضّلين الابتعاد عن ضجيج الملاعب والأضواء التي ترافقهم حتى بعد اعتزالهم وتعليق أحذيتهم.
أغرب مهن اللاعبين بعد الاعتزال
وفي هذه السطور نسلط الضوء على عشرة لاعبين، ابتعدوا تماماً عن كرة القدم، وانخرطوا في أعمال أخرى سواء لها علاقة بخدمة المجتمع أو في المجال الاقتصادي.
أريان دي زيو
لم يحظَ اللاعب الهولندي بمسيرة كبيرة على المستطيل الأخضر، وكان فريقا ويغان وبورتسموث أكبر ناديين لعب لهما.
ومع ذلك كان دي زيو مدافعاً صلباً تتحطم عند أقدامه المحاولات الهجومية للخصوم، ليتحول بعدها إلى سلك الشرطة، لملاحقة المجرمين.
قبلها اعترف دي زيو بأنه بحاجة إلى خوض مغامرة جديدة بعد اعتزاله، ليأتي انضمامه للشرطة الهولندية بواسطة أحد أصدقائه المقيمين في ألكامار.
وقارن دي زيو بين العمل في التحقيقات وكرة القدم، وقال: "التحقيقات مثل كرة القدم، إنه جهد جماعي إلى حد كبير. نادراً ما تحل جريمة بمفردك".
ورغم ذلك لم ينقطع دي زيو عن ممارسة كرة القدم، فقد أصبح أحد عناصر فريق الشرطة الهولندية.
رامون فيغا
اعتزل اللاعب الأسبق لكالياري وتوتنهام وسيلتيك وواتفورد كرة القدم عام 2003، وساهم في تأسيس شركة Duet Group عام 2012، وهي مجموعة مالية متخصصة في إدارة الأصول والأسهم الخاصة.
واعتماداً على خبرته وحنكته المالية، موّل رامون عدداً من الفنادق الفخمة بجميع أنحاء العالم بدأت في فيريرا بسويسرا، كما موّل مدرسة رامون فيغا لكرة القدم في ماربيا بإسبانيا.
امتلك فيغا حصة في متجر رومفورد للمجوهرات، لكنه فشل في شراء نادي بورتسموث من مالكه ألكسندر غايدماك.
غافين بيكوك
أنهى بيكوك مسيرة مع كرة القدم امتدت لمدة 18 عاماً، بدأت وانتهت مع كوينز بارك رينجرز بين عامي 1984 و2002، تخللها عدة تجارب مع أندية إنجليزية، أهمها تشيلسي.
تحوّل بعدها إلى العمل في المجال الإعلامي، وحلل مباريات الدوري الإنجليزي عبر الشاشات، لكن ذلك لم يدم طويلاً.
التزم بعدها بيكوك بالتعاليم الدينية المسيحية، وأصبح قساً بعد أن التحق بدورةٍ مدتها ثلاث سنوات يدولة كندا، ويعمل الآن قساً في كنيسة كالفاري جريس.
فيليب ألبرت
كان ألبرت أحد العناصر المهمين في فريق نيوكاسل يونايتد تحت قيادة المدرب كيفن كيغان، الذي سحق مانشستر يونايتد في عام 1997 بخماسية نظيفة.
انتقل بعدها لفريق شارلروا البلجيكي ولعب له حتى اعتزل عام 2000، ليتجه إلى العمل في مجال بيع الخضراوات والفواكه.
وعن ذلك قال ألبرت: "فخور باختياري العمل في بيع الخضراوات والفواكه.. لعب كرة القدم 11 عاماً، وأدركت بعد الاعتزال أن عليّ اختيار مهنة جديدة".
فابيان بارتيز
بعد عام واحد من اعتزاله (2007)، انضم الحارس الفرنسي لعالم السيارات ودخل منافساً قوياً على السباقات، حتى أصبح بطل فرنسا.
شجعت هذه البطولة بارتيز على تشكيل فريقه الخاص، وعن عشقه لهذه الرياضة، قال: "لطالما كنت مهووساً برياضة السيارات، حتى عندما كنت ألعب كرة القدم، أردت أن أفهم شعوري، كان عليّ الانتظار حتى نهاية مسيرتي المهنية لتجربتها".
وأضاف: "مع ذلك، الأمر ليس مثل كرة القدم: لا يزال بإمكانك أن تكون جيداً حتى عندما يكون عمرك 35 عاماً، وهو عمري عندما توقفت عن اللعب".
وحقق بارتيز مع منتخب فرنسا لكرة القدم بطولة كأس العالم 1998، واشتهر بحلاقة شعر رأسه، حيث كان زملاؤه يقبّلون رأسه على اعتبار أنها تميمة حظ.
توماس غرافيسين
حال غرافيسين كان مثل سابقيه، فتحول من لاعب كرة قدم إلى مهنة أخرى، لكنه كان الأكثر جنوناً ومغامرة من بينهم، لدرجة أن صحيفة Mirror البريطانية وصفته بـ"الأعظم".
أصبح لاعب ريال مدريد وإيفرتون السابق من الأثرياء في الولايات المتحدة، بعد أن حقق ملايين الدولارات على طاولات البوكر في لاس فيغاس.
وتم سؤاله بالفعل عن هذه الثروة وجمعه 100 مليون جنيه إسترليني من لعب القمار، فأجاب بكل سخرية: "فقط 100 مليون جنيه إسترليني؟ أين الباقي؟".
لي بوير
صنع بوير اسمه كلاعب خط وسط شرس مع فريق ليدز يونايتد، الذي وصل إلى نصف نهائي دوري أبطال أوروبا في عام 2000.
كما اشتهر بشجاره العنيف مع زميله كيرون داير على أرض الملعب حين كان بقميص نيوكاسل، قبل أن يعتزل كرة القدم عام 2012.
وعلى ما يبدو فإن هذا اللاعب العصبي قد تحول إلى شخص هادئ تماماً، حيث يدير حالياً بحيرة لصيد سمك الشبوط، في منطقة الشمبانيا بفرنسا.
بريان إيرفين
لم يكن إيرفين لاعباً مشهوراً في أسكتلندا، ولم يحقق أي لقب طوال مسيرته التي امتدت 19 عاماً مع 4 أندية أسكتلندية.
ربما عرفه الناس خارج المستطيل الأخضر أكثر من داخله، خاصةً أنه انضم للعمل في سلك الشرطة بشوارع غرانيت سيتي في سنة متأخرة.
المثير للدهشة هو أن إيرفين انضم للشرطة وهو بعمر 51 عاماً، وعلى الرغم من ذلك أصر على خدمة مجتمعه، ليسير على خطى والده.
ديون دبلن
دافع دبلن عن قمصان أندية مانشستر يونايتد وأستون فيلا وسيلتيك، واستمر في الملاعب 20 عاماً، ليعتزل مع نورويتش سيتي عام 2008.
بعد اعتزاله كرة القدم، اتجه دبلن للعمل في المجال الإعلامي، ويقوم الآن بمساعدة المتفرجين والمتابعين على تجديد وبيع منازلهم كمقدم على قناة BBC Homes Under The Hammer.
بوبي مان
بعد مسيرة استمرت 21 عاماً في الملاعب الأسكتلندية، قرر بوبي مان تعليق حذائه، ليعمل سائق أجرة في مدينة ديسكفري.