في التاريخ الحديث يُنظر إلى تجربتي الإسباني بيب غوارديولا، مدرب مانشستر سيتي، ونظيره الألماني يورغن كلوب، مدرب ليفربول، على أنها من التجارب الناجحة في عالم تدريب كرة القدم.
فالأول جاء للسيتزنس مع بداية موسم 2016-2017، والثاني تعاقد معه ليفربول في أكتوبر/تشرين الأول من عام 2015، وما زالا على رأس عملهما حتى هذه اللحظة.
وفي الغالب لا تتمتع إدارات الأندية بمساحة من الصبر على المدربين، خاصة عندما لا تتحقق النتائج المرجوة بسرعة، ليكون المدرب بطبيعة الحال هو كبش الفداء.
أقصر فترات المدربين مع الأندية والمنتخبات
في هذه السطور نسلط الضوء على أسرع إقالات المدربين في تاريخ كرة القدم، والتي يحمل بعضها مواقف طريفة أو قصصاً غريبة.
جون توشاك
كان توشاك واحداً من أبرز لاعبي المنتخب الويلزي، وسجل له 13 هدفاً في 40 مباراة دولية.
لذا لن يكون غريباً الترحيب بتوشاك كمدرب للمنتخب الوطني، الذي تسلم مهامه يوم 20 يناير/كانون الثاني 1994.
وبعد 41 يوماً من ذلك وبالتحديد يوم 9 مارس/آذار 1994، ظهر منتخب ويلز بقيادة توشاك للمرة الأولى وخسر أمام النرويج بهدف لثلاثة، لتطلق الجماهير صيحات الاستهجان، التي تسببت في رحيل المدرب.
لكن توشاك عاد مرة أخرى لتدريب المنتخب الويلزي يوم 12 نوفمبر/تشرين الثاني 2004، واستمر معهم لمدة 6 سنوات، حتى يوم 9 سبتمبر/أيلول 2010.
لويجي ديلنيري
لمع اسم المدرب الإيطالي في سماء الكرة الأوروبية، بعدما صعد بكييفو من دوري الدرجة الثانية في إيطاليا، إلى الدوري الممتاز.
وتعاقد مع ديلنيري مع بورتو البرتغالي يوم 1 يوليو/تموز 2007، وذلك لخلافة البرتغالي جوزيه مورينيو، الذي رحل إلى تشيلسي.
لكن ديلنيري رحل عن منصبه بعد 36 يوماً، بعد خلاف مع رئيس النادي خورخي بينتو دا كوستا، الذي لامه على التغيب عن إحدى الجلسات التدريبية.
ولم تكن هذه هي المرة الأولى التي يتعرض فيها المدرب الإيطالي للإقالة قبل بدء الموسم، ففي عام 1998 رحل عن إمبولي لنفس السبب.
سيرس كوزمي
وقع كوزمي ضحية القرارات المتسرعة لرئيس نادي باليرمو مارويستيو زامباريني، الذي قام بتبديل 18 مدرباً في الفترة ما بين 2007 و2011.
تعاقد زامباريني مع كوزمي يوم 28 فبراير/شباط 2011، وخاض 4 مباريات فقط، فاز في إحداها على ميلان، لكن الخسارة من كاتانيا وضعته في مهب الريح.
لاقى كوزمي مصير من سبقه، وأقيل من منصبه يوم 3 أبريل/نيسان 2011، بمعنى أنه بقي مدرباً للفريق مدة 34 يوماً فقط.
بول هارت
عندما أُقيل جيم ماغلتون من تدريب كوينز بارك رينجرز في ديسمبر/كانون الأول 2009، تم عرض المهمة على هارت، الذي كان بعيداً عن الأجواء لعامين ونصف، لكنه قبل الوظيفة يوم 17 ديسمبر/كانون الأول 2009.
ووقع هارت في خلاف حاد مع نجم الفريق الأول وقتها المغربي عادل تعرابت، كما فاز في مباراة واحدة فقط من أصل خمسة قاد فيها الفريق، ليتسبب ذلك في رحيله مبكراً بعد 28 يوماً من تسلم وظيفته، وبالتحديد يوم 15 يناير/كانون الثاني 2010.
ميكي أدامز
بعد إقالته من تدريب فولهام يوم 1 مارس/آذار 1996، تعاقد أدامز مع سوانزي سيتي.
قاد أدامز الفريق الويلزي في ثلاث مباريات خسرها جميعها، لتتم إقالته بعد 13 يوماً فقط من تسلمه تدريب الفريق.
مارتن لينغ
تسلم لينغ مهامه مدرباً لفريق كامبريدج يونايتد يوم 27 يوليو/تموز 2009، لكنه استقال بعد تسعة أيام فقط بسبب خلافات مع الرئيس جورج رولز.
وبعد أيام قليلة من ذلك رحل رولز عن النادي، ليوافق لينغ على تدريب الفريق مرة أخرى، واستمر على رأس الإدارة الفنية لكامبردج لموسم ونصف الموسم.
كيفن كوليس
لم يكن كوليس مدرباً معروفاً مطلقاً، لكنه حصل على فرصة تدريب سوانسي سيتي في موسم 1995-1996.
قاد الفريق في مباراتين فقط، خسر في الثانية أمام بلاكبول برباعية نظيفة، مباراة كانت مثيرة للجدل، حيث قيل حينها إن الفريق تجاهل تعليمات مدربه وكأنه غير موجود، لتتم إقالته بعدها، ولم يمضِ على تسلم وظيفته إلا أسبوعاً واحداً.
جورج بيرغر
شغل بيرغر 21 منصباً إدارياً مختلفاً مع الأندية الألمانية على مدار 39 عاماً، وكان آخر عمل له في مسيرته مع نادي أرمينيا بيليفيلد.
استعان النادي بخدمات بيرغر يوم 18 مايو/أيار 2009، من أجل إنقاذه من الهبوط، قبل مباراة واحدة فقط من انتهاء "البونديلسيغا".
لم ينجح بيرغر في هذه المغامرة، خاصة بعدما سقط فريقه في فخ التعادل الإيجابي 2-2 ضد هانوفر، لتتم إقالته بعد 5 أيام من التعاقد معه.
ديف باسيت
حظي المدرب الإنجليزي بمكانة رفيعة في نادي ويمبلدون، كيف لا وهو من صعد مع الفريق من دوري الدرجة الرابعة إلى الأولى في ثمانينات القرن الماضي.
تسلم باسيت تدريب ويمبلدون يوم 1 يناير/كانون الثاني 1981، لكنه فضّل ترك الفريق والانتقال إلى كريستال بالاس في يونيو/حزيران 1984.
وما هي إلا أربعة أيام فقط، حتى عدل باسيت عن قراره، وعاد أدراجه مرة أخرى لتدريب ويمبلدون، وصرّح حينها: "لقد فكرت في الأمر بجدية، لكن في النهاية لم أشعر أنه كان صحيحاً، لدي عمل غير مكتمل في ويمبلدون، ولم أرغب حقاً في المغادرة من هنا".
ليروي روسينيور
أعلن نادي توركي يونايتد، المنافس في دوري الدرجة الخامسة الإنجليزية، يوم 17 مايو/أيار 2007 التعاقد مع روسينيور على لسان رئيسه آنذاك مايك بيتسون.
وأوكل بيتسون لروسينيور قيادة الفريق مؤقتاً لحين حسم مصير النادي، الذي كان معروضاً للبيع في تلك الفترة، ولم يتوقع أحد أن يتم شراؤه وانتقال أسهمه للمالك الجديد كولين لي، في نفس اليوم.
وكان أول قرارات لي هو إقالة روسينيور من منصبه، وهو الذي كان متجهاً لعقد مؤتمره الصحفي الأول، بعد تعيينه بعشر دقائق فقط، حيث أُبلغ بإلغاء المؤتمر وتنحيته عن منصبه، لأن خدماته لم تعد مطلوبة، وحل مكانه بول بيكل كمدير فني.
وعلق روسينيور على الواقعة بعد أيام بكثير من السخرية حيث قال: "من الواضح أن قرار الإقالة كان بمثابة صدمة، لكنني أشعر بالغرابة حيال ذلك، لقد قمت بعمل رائع لمدة 10 دقائق وذهبت".