بالنسبة للشخص العادي، تعتبر لعبة الإسكواش لعبة سهلة، فهي مجرّد لاعبين يتنافسان على رطم الكرة في الحائط من خلال المضرب ومنعها من الارتداد مرتين على الأرض، وأول شخص يصل إلى النقطة الـ11 يفوز بالجولة، ومن يفوز بـ5 جولات يفوز باللقاء.
لكنها بالحقيقة بالنسبة لأولئك الذين يحبون اللعبة ويمارسونها، فإن الإسكواش هي رياضة صارمة، جسدياً وعقلياً، وتعتبر بمثابة تمرين كامل للقلب والأوعية الدموية، وتشبه التدريب المُتقطع عالي الكثافة.
لعبة الإسكواش عبر التاريخ
لُعبت الإسكواش لأول مرّة في إنجلترا في ثلاثينيات القرن الـ19 من قبل الأطفال في المدارس الإعدادية وتحديداً مدرسة "هارو" في العاصمة لندن، عندما أخذوا كرة مطاطية صغيرة وبدأوا برطمها بالحائط واللعب بها باستخدام المضارب في فناء مدرستهم.
من هنا بدأت اللعبة في الانتشار في مدارس بريطانيا، ووصلت إلى الولايات المتحدة الأمريكيّة في العام 1884 عندما قامت مدرسة سانت بول الداخلية الخاصة في ولاية نيوهامبشاير ببناء 4 ملاعب للإسكواش في الهواء الطلق.
وفي العام 1908 وصلت اللعبة أيضاً إلى جامعة هارفارد في مدينة كامبريدج في ولاية ماساتشوستس حيث تمّ بناء ملعبين، ومن هناك انتقلت إلى بوسطن وفيلادلفيا ونيويورك حتى وصلت إلى جميع أنحاء الولايات المتحدة الأمريكية قبل أن يتم إنشاء أندية رياضية للرجال خاصة لهذه اللعبة.
ووفقاً لما ذكره موقع McGill School Of Computer Science أصبحت الولايات المتحدة الأمريكية أول دولة تشكل اتحاداً مخصصاً لهذه اللعبة وفي نفس العام، شكلت جمعية التنس والمضارب (البريطانية) لجنة فرعية لمضارب الإسكواش لإدارة اللعبة.
في حين تدار اللعبة الآن من قبل الاتحاد العالمي للإسكواش "WSF"، فيما تدير الرابطة النسائية الدولية للاعبي الإسكواش WISPA اللعبة للنساء.
بحلول خمسينيات القرن الماضي، انتشرت الإسكواش في جميع أنحاء العالم، وفقاً لما ذكره موقع Squash Source.
لماذا تعتبر الإسكواش لعبة النخبة؟
حتى خمسينات القرن الماضي، كانت لعبة الإسكواش تعتبر لعبة النخبة والطبقات العليا بشكل حصري، حتى بدأ المشغلون التجاريون بإنشاء ملاعب عامة بإمكان أي أحد استخدامها واللعب فيها.
ولهذا السبب بدأت اللعبة بالازدهار، وبلغت ذروتها في ثمانينيات القرن الماضي في العديد من الدول، خصوصاً أستراليا وشمال وغرب أوروبا وأمريكا الشمالية وآسيا، قبل أن تبدأ بالتراجع من جديد.
يعتبر الكثيرون أن بطولة بريطانيا المفتوحة أكثر شهرة من بطولة العالم المفتوحة، التي بدأت في منتصف سبعينيات القرن الماضي، ولكنّ التفاوت في مبلغ الجوائز يحسم الأمر لصالح بطولة العالم المفتوحة.
وتمنح بطولة بريطانيا الفائز بجائزتها مبلغ 175 ألف دولار، فيما تمنح بطولة العالم المفتوحة للإسكواش الفائز مبلغاً يصل إلى أكثر من مليون دولار.
ما هي الدول المتفوقة في لعبة الإسكواش؟
مع نمو هذه الرياضة في الألفية الجديدة، من خلال محاولات ضمها الجدية إلى ألعاب بطولة الألعاب الأولمبية، فإنها في الوقت الحالي تزدهر في الكثير من دول العالم، لكن 3 دول لها اليد العليا في هذه اللعبة هي: (مصر، الولايات المتحدة الأمريكية، إنجلترا).
في الولايات المتحدة الأمريكية أضافوا عددًا من البطولات الجديدة، بما في ذلك أكبر بطولة جديدة، وهي بطولة "الولايات المتحدة المفتوحة للإسكواش الزوجي"، وهي واحدة من أهم المسابقات في العالم.
أما في إنجلترا التي تعتبر مسقط رأس هذه الرياضة، فهي تحظى أيضاً بشعبية على المستوى التنافسي والترفيهي، في معظم الكليات والمدارس الإعدادية.
أما في مصر ومع وجود بعض أفضل لاعبي العالم في الوقت الحالي، فلا عجب أن رياضة الإسكواش تزدهر وتتطور بشكل كبير، لا سيما أنّها تضم في صفوفها العديد من أبطال العالم مثل كريم عبدالجواد ومحمد الشوربجي وعلي فرج.
ولا تقتصر نجاحات البلاد على الرجال فقط، ففي اتحاد الإسكواش النسائي توّج عدد منهن أيضاً بالعديد من بطولات العالم أبرزهنّ رنيم الوليلي ونور الشربيني.
ويُذكر أن بطولة العالم المفتوحة بدأت في العام 1976 في النسخة الأولى التي أقيمت في لندن، وتوج فيها اللاعب الأسترالي جيف هنت.
أما أول بطولة نسائية فأقيمت في العام 1979 في مدينة شيفيلد الإنجليزية وتوجت بها الأسترالية هيذر مكاي.
ما هي قوانين لعبة الإسكواش؟
نظراً لأن الكرة المستخدمة في اللعبة إسفنجية أكثر من كرة التنس، فإن على اللاعب القيام ببعض الحسابات الذهنية السريعة لملاحقة الكرة.
وبما أنّ مساحة ملعب الإسكواش صغيرة؛ إذ تبلغ فقط نحو 9.75 متر، فإن كل خطوة هي عملية حسابية، وتتطلب تحكماً قوياً بالمضرب وتوقيتاً وتنسيقاً ممتازاً جيداً بين اليد والعين.
وملعب الإسكواش محاط بـ4 جدران، تحتوي على خط أمامي يفصل بين الجزء الأمامي والخلفي من الملعب، ونصف خط محكم يفصل بين الجانبين الأيسر والأيمن من الجزء الخلفي من الملعب، مما يؤدي إلى إنشاء ثلاثة "صناديق" هي: النصف الأمامي والربع الأيسر الخلفي والربع الأيمن الخلفي.
عند بدء المباراة، يقوم اللاعبون بتدوير المضرب ليقرروا من يرسل أولاً.
يبدأ اللاعب التجمع الأول باختيار الإرسال إما من مربع الإرسال الأيمن أو الأيسر.
للإرسال القانوني، يجب أن تكون إحدى أقدام المرسل في مربع الإرسال، ولا تلمس أي جزء من خطوط مربع الإرسال، حيث يضرب اللاعب الكرة.
بعد ضربها بالمضرب، يجب أن تضرب الكرة الجدار الأمامي فوق خط الإرسال وتحت خط الإخراج وتهبط في ملعب الربع الخلفي المقابل.
يمكن للاعب المستلم أن يختار تسديد الإرسال بعد أن يصطدم بالجدار الأمامي.
إذا فاز المرسل بالنقطة، يقوم اللاعبان بتبديل الجانبين للنقطة التالية.
أما إذا خسر المرسل النقطة، فإن الخصم يرسل بعد ذلك، ويمكنه الإرسال من أي من المربعين.
وبعد الإرسال، يتناوب اللاعبون على ضرب الكرة بالجدار الأمامي وفوق القصدير وتحت خط الخروج.
قد تضرب الكرة الجدران الجانبية أو الخلفية في أي وقت، طالما أنها تصطدم أسفل الخط الخارجي.
يجب ألا يصطدم بالأرض بعد اصطدامه بالمضرب وقبل أن يصطدم بالجدار الأمامي.
تعتبر الكرة التي تهبط على الخط الخارجي أو الخط على طول الجزء العلوي من القصدير خارجة.
بعد أن تصطدم الكرة بالجدار الأمامي، يُسمح لها بالارتداد مرة واحدة على الأرض قبل أن يضطر اللاعب إلى إعادتها.
قد يتحرك اللاعبون في أي مكان حول الملعب، ولكن يُحظر عرقلة حركة اللاعب الآخر بشكل عرضي أو متعمد، ويعود اللاعبون عادةً إلى وسط الملعب بعد تسديد الكرة.
ويتمّ تسجيل الأهداف عند صد اللاعب للكرة قبل ارتدادها مرتين، وقذفها مرة أخرى إلى الحائط الأمامي، وتحسب النقطة بأي فوز يفوزه اللاعب، سواء معه الإرسال أو بدونه.