قدم وزير الداخلية الفرنسي جيرالد دارمانان اعتذاراته عن التنظيم الكارثي لنهائي دوري أبطال أوروبا، السبت 28 مايو/أيار 2022؛ ما يمهد لتقديم تعويضات لمشجعي نادي ليفربول، الذين أطلقت عليهم الشرطة الفرنسية غازات مسيلة للدموع.
حيث قال دارمانان، خلال جلسة استماع أمام لجنة في مجلس الشيوخ الفرنسي، الأربعاء 1 يونيو/حزيران 2022: "من الواضح أن الأمور كان يمكن أن تكون أفضل تنظيماً"، مبدياً أسفه لـ"إفساد احتفال رياضي" ولـ"تجاوزات غير مقبولة في بعض الأحيان"، حسبما نقل موقع "فرانس 24″.
وقدم دارمانان "اعتذارات صادقة" إلى مشجعي ليفربول عن "الأضرار الجسيمة، ولا سيما على أطفال"، الناجمة عن استخدام الغاز المسيل للدموع.
كما أكد الوزير لأول مرة "إنزال عقوبات" بعنصرين من قوات الأمن؛ لإطلاقهما الغاز المسيل للدموع بصورة "مخالفة لقواعد استخدامه"، فيما أشار إلى أن شخصين قدما شكوى إلى جهاز التفتيش للشرطة الوطنية الفرنسية بشأن أحداث السبت.
اتهامات للمشجعين
في المقابل، أكد الوزير، الذي يشير بالاتهام منذ بدء القضية إلى المشجعين البريطانيين، معتبراً أنهم يتحملون جزءاً كبيراً من المسؤولية عن الأحداث، أن "110 آلاف شخص" حضروا إلى استاد فرنسا، أي ما يزيد على السعة المقررة بـ"35 ألف" مشجع، حاملين، بحسبه، بطاقات مزورة وبعضهم بدون بطاقات.
وقال دارمانان إن "صوراً تثبت عودة العديد من المشجعين البريطانيين خلال أول استراحة ثم بعدها خلال ثاني استراحة، وكانوا يغادرون خصوصاً عبر القطار السريع".
كما أضاف: "استُنسخت بطاقات عدة مئات المرات".
يشار إلى أنه لا يزال الجدل قائماً حول النهائي الفوضوي لدوري أبطال أوروبا في كرة القدم، مع مطالبة رئيس نادي ليفربول الإنجليزي باعتذار السلطات الفرنسية؛ لتوجيهها أصابع الاتهام نحو مشجعي الفريق بإثارة الفوضى، مندّداً بـ"استراتيجية إلقاء اللوم على الآخرين".
وتأخر انطلاق المباراة أكثر من نصف ساعة؛ بسبب التوترات خارج الملعب، ومحاولة العديد من المشجعين تسلّق بوابات السياج والدخول بالقوّة، ما أدى إلى تصدي عناصر الشرطة لهم وإطلاق الغاز المسيل للدموع في بعض الأحيان.
وكان دارمانان أفاد "بوجود ما بين 30 ألفاً و40 ألف مشجع إنجليزي في استاد دو فرانس دون تذاكر أو مزوّدين بتذاكر مزوّرة".
وأدى هذا الوضع، بحسب السلطات، إلى "تضخيم أعداد الجماهير المحتشدة على أبواب الملعب، وطوابير لا نهاية لها، وازدحام هائل لم يتسبب بوقوع إصابات خطرة".
وقدّر الاتحادان الفرنسي والأوروبي "عدد التذاكر المزورة التي تم مسحها" السبت بـ"2800″، بحسب مصادر قريبة من الملف.
لكن من بين التذاكر الـ2800، قد تكون هناك تذاكر حقيقية تم تفعيلها بشكل خاطئ، وفقاً لبيار بارتيليمي، محامي مجموعات المشجعين الفرنسيين الحاضرين في الملعب السبت.