تلقَّى نجم هوكي الجليد الكندي، ناظم قدري، ذو الأصول اللبنانية، تهديدات بالقتل وإساءات عنصرية ناتجة عن كراهية الإسلام، على مواقع التواصل الاجتماعي، بعد تصادمه بالخطأ مع لاعب آخر، في الجولة الثانية من تصفيات "كأس ستانلي" لهوكي الجليد في أمريكا الشمالية، بحسب ما نشره موقع Middle East Eye البريطاني.
ويلعب قدري في فريق "كولورادو أفالانش" الأمريكي لهوكي الجليد، وخلال مباراة له يوم السبت 21 مايو/أيار، تورّط في تصادم أدى إلى إصابة جوردان بينينغتون، حارس مرمى فريق "سانت لويس بلوز".
ومع أن الاصطدام كان عَرَضياً ولم يُعاقَب قادري عليه، فإن اللاعب الكندي فوجئ بفيضٍ من الإساءات الموجّهة إليه هو وعائلته على مواقع التواصل الاجتماعي، وقد شاركت زوجته هذه التعليقات المسيئة عبر صفحتها على موقع إنستغرام، عقب مباراة أخرى لزوجها يوم الإثنين 23 مايو/أيار.
ونشرت زوجة قادري لقطات شاشة توضح الرسائل المسيئة التي أرسلها معجبو فريق البلوز، وتحمل تهديدات بالقتل، وتعليقات تزدري الإسلام وتحتقر زوجها، وكتبت: "مباراة رائعة الليلة، فخورة بك ناظم، لكني أردت أن أُسلط الضوء على ما حدث لعائلتنا خلال اليومين الماضيين. هذا السلوك لا يليق به الانتماء إلى ميدان الرياضة، ولا الانتماء إلى أي مكان، إذا لم تستنكر العنصرية فأنت متقبُّل لها".
واجه قدري صيحات الاستهجان في كل مرة لمس فيها القرص خلال مباراته يوم الإثنين في سانت لويس، وحضر المباراة عدد كبير من رجال الشرطة، بسبب الأحداث الجارية، من جانب آخر، قال متحدث باسم "دوري الهوكي الوطني في أمريكا الشمالية" NHL، إن المنظمين يتعاونون مع إدارة شرطة سانت لويس، لتعزيز الإجراءات الأمنية في الملعب، وفي الفندق الذي يقيم به الفريق.
وسجَّل قدري ثلاثة أهداف في المباراة التي فاز بها فريقه يوم الإثنين بنتيجة 6-3، وبات الفريق بهذا الانتصار على بعد فوز واحد من بلوغ نهائيات المؤتمر الغربي لهوكي الجليد، على أن تقام المباراة الآتية يوم الأربعاء 25 مايو/أيار.
فيما قال قدري في مؤتمر صحفي بعد المباراة: "لكل من يكرهونني، لقد كان هذا الانتصار للرد عليهم، أعلم أن ما قيل لا يعبّر عن كل مشجعي سانت لويس، أدرك ذلك، وهو أمر أردت توضيحه. أما عن أولئك الذين انهمكوا في إرسال رسائل كهذه فأنا حزين عليهم".
وأضاف قدري: "على الناس أن يدركوا أن هذه الأشياء ما زالت تحدث، وأنها مؤلمة حقاً. في النهاية أنا لاعب هوكي محترف، أريد مساعدة فريقي، وأحاول ألا أشغل نفسي بأي من هذه الأمور، ومع ذلك فأنا أخشى على بعض الناس الذين ربما لا يملكون رباطة جأشي من الناحية الذهنية، فأنت عليك أن تواجه كل هذه الإساءات، وأن تتجاهل كل هذه الانتقادات؛ لذلك أريد أن أبذل قصارى جهدي للمساعدة".
أما غاريد بيدنار، مدرب فريق أفالانش، فقد فاض بالثناء على قدري، وقال: "فريقنا فخور به، ولدينا مهمة نحاول إتمامها، وناظم يدرك ذلك، ومن المؤسف أنه يتعين عليه التعامل مع كل ذلك، لكنه يعلم أننا جميعاً نقف معه، وهذا هو المهم".
يُذكر أن الأقلية المسلمة تواجه في جميع أنحاء كندا موجةً من الانتهاكات المعادية للإسلام، شملت عمليات اقتحام وتخريب لمساجد في جميع أنحاء البلاد.