عبَّر مدرب المنتخب المغربي لكرة القدم، وحيد خليلوزيتش، عن رغبته في إكمال المشوار مع "أسود الأطلس"، الذين حجزوا مقعداً إلى مونديال قطر 2022، حتى لو كلفه الأمر التنازل عن رأيه بخصوص عودة المغضوب عليهم، وعلى رأسهم حكيم زياش.
وحسب المعلومات التي حصل عليها "عربي بوست" من مصادر خاصة، فإن تصريحات وحيد خليلوزيتش جاءت في اجتماع مغلق عقده مع فوزي لقجع، رئيس الاتحاد المغربي لكرة القدم قبل أيام.
وحرص الاتحاد المغربي على التكتم على تفاصيل الاجتماع، الذي عبَّر فيه خليلوزيتش عن رغبته في قيادة المنتخب بالمونديال، الذي قد يكون آخر مونديال يصل إليه، بسبب سنه التي وصلت إلى 72 عاماً.
خليلوزيتش يليّن مواقفه
وحسب مصادر "عربي بوست"، فإن مدرب المنتخب وجَّه رسالة واضحة إلى فوزي لقجع، رئيس الاتحاد المغربي، خلال الاجتماع، مفادها رغبته في قيادة منتخب المغرب بنهائيات كأس العالم، للمرة الثانية في تاريخه بعدما سبق له قيادة المنتخب الجزائري سنة 2014.
وكشفت المصادر ذاتها، أن خليلوزيتش فاجأ فوزي لقجع، بتليين مواقفه، بخصوص اللاعبين المبعَدين عن صفوف المنتخب الوطني، وفي مقدمتهم حكيم زياش، لاعب تشيلسي الإنجليزي، والذي تحفَّظ المدرب على عودته عكس باقي اللاعبين الأربعة.
وعبَّر خليلوزيتش عن رغبته في عودة كل من نصير مزراوي مدافع أياكس أمستردام الهولندي، وأمين حاريث لاعب مارسيليا الفرنسي، وعبد الرزاق حمد الله هداف الاتحاد السعودي.
رئيس الاتحاد المغربي، فوزي لقجع، رفض استثناء زياش من "الصلح"، ومنح المدرب مهلة أخرى للتفكير؛ لتجاوز خلافاته مع اللاعبين، الذين بإمكانهم منح الإضافة للمنتخب الوطني المغربي، والظهور بمستوى جيد في المونديال القطري.
لقجع قال إن عودة بعض اللاعبين باتت مطلباً جماهيراً، دعا إليه الجمهور المغربي في جميع المباريات التي خاضها المنتخب الوطني بالمغرب، فضلاً عن وسائط التواصل الاجتماعي على الإنترنت، الأمر الذي رضخ له خليلوزيتش.
"جهات عليا" تتدخل لطيِّ ملف زياش
يوم الجمعة 13 مايو/أيار 2022، طار مدرب المنتخب المغربي إلى أمستردام الهولندية، والتقى نجم أياكس نصير مزراوي، القريب من الانضمام إلى بايرن ميونيخ الألماني؛ لطيِّ صفحة الخلاف بينهما بشكل نهائي.
هذا اللقاء هيأ له الاتحاد المغربي، وأخذ موافقة اللاعب المغربي على العودة من جديد إلى صفوف منتخب المغرب، بعد أزيد من عام ونصف العام من الغياب، وحرص خليلوزيتش على التقاط صورة تجمعه بمزراوي؛ لتوثيق لحظة الصلح بينهما.
ويترقب الشارع المغربي لقاءات مماثلة لخليلوزيتش مع بقية المغضوب عليهم، وهي بادرة لم يكن أشد المتفائلين يتوقع قيام المدرب بها؛ لما يتسم به من صلابة، لم يتفوق فيها عليه سوى حكيم زياش، الذي يرفض إلى الآن العودة للمنتخب ما دام خليلوزيتش هو المدرب.
وحسب مصدر مقرب من زياش، فإن الأخير متشبث بقرار "اعتزاله الدولي"، واعتذر للاتحاد المغربي، الذي اتصل به لإخباره بزيارة مدرب المنتخب الوطني، مضيفاً أن زياش يعتبر أن خليلوزيتش مسَّه في كبريائه، وشكك في وطنيته وولائه لبلده، حينما اتهمه بالتمارض ورفض التدريب، والتهاون في العطاء لمنتخب بلده، إذ أخبر مهاجم تشيلسي الإنجليزي الاتحاد المغربي باستحالة العمل مع المدرب الحالي للمنتخب.
المصدر ذاته أكد أن الاتحاد المغربي لم يستسلم لرغبة زياش، ولجأ إلى أفراد أسرته وأصدقائه خاصةً والدته؛ لمحاولة إثنائه عن قراره، لأن المنتخب المغربي في حاجة إليه وهو في حاجة للمنتخب.
المصدر نفسه قال إن الاتحاد المغربي مُصرُّ على عودة زياش، فإلى جانب أسرته ومقربيه، دخلت على الخط شخصيات نافذة من جهات عليا، وهو ما قد يحسم الملف في الأيام المقبلة، فضلاً عن تكليف مزراوي، صديقه المقرب، بإقناعه، بشكل شخصي.
خليلوزيتش باقٍ مع المغرب
التحق وحيد خليلوزيتش، بداية الأسبوع الماضي، بمكتبه في ضواحي العاصمة الرباط، وشرع في إعداد اللائحة الموسعة للاعبين، الذين سيُوجه إليهم الدعوة للمشاركة في المباراتين الإعداديتين اللتين سيخوضهما الأسود بالولايات المتحدة الأمريكية أمام المنتخب الأمريكي.
أيضاً، أعدَّ خليلوزيتش اللائحة الموسعة للاعبين الذين سيشاركون في تصفيات كأس إفريقيا للأمم المقررة الشهر المقبل، والتي سيلاقي فيها جنوب إفريقيا وليبيريا، قبل أن يعقد اجتماعاً مع رئيس الاتحاد المغربي، فوزي لقجع.
وقال خليلوزيتش في تصريحات إعلامية، إنه تعرض لحملة انتقادات واسعة، رغم الإنجازات التي حققها مع المنتخب، وزاد: "بدلاً من الحديث عن أرقامي وإنجازاتي يتحدثون عن إقالتي! لم أعد أطيق هذا الوضع".
وأضاف: "لقد تسلحت بالقوة ولم تعد تربكني كل تلك الأكاذيب، أنا الآن في مكتبي أشتغل، ولا ألتفت إلى كل ما يقال عني، كنت في حاجة للراحة بعد ضغوطات شديدة في الفترة السابقة، وذهبت في إجازة عائلية، وأعتقد أني كنت أستحق هذه الراحة؛ لما قدمته وأنجزته مع منتخب المغرب".
وختم قائلاً: "لن أخوض في مزيد من الأمور، ولن أردَّ على أشياء يحاول البعض توريطي فيها، سأواصل مهامي بشكل عادي، ولا يهمني ما يقولون في الإعلام، أعلم أنهم لا يحبونني وأنا بدوري لا أحبهم".
“لماذا المصادر مجهولة في هذه القصة؟
بموجب إرشادات موقع “عربي بوست”، نستخدم المصادر المجهولة فقط للمعلومات التي نعتقد أنها تستحق النشر والتي تأكدنا من مصداقيتها، لكننا غير قادرين على الحصول عليها بأية طريقة أخرى.
نحن ندرك أن العديد من القراء يشككون في مصداقية ودوافع المصادر التي لم يتم الكشف عن أسمائها، لكن لدينا قواعد وإجراءات لمعالجة هذه المخاوف، منها أنه يجب أن يعرف محرر واحد على الأقل هوية المصدر، ويجب أخذ موافقة مسؤول القسم قبل استخدام المصادر المجهولة في أية قصة. نحن نتفهم حذر القراء، لكن يجب تفهم أن المصادر غالباً تخشى على وظائفها أو علاقاتها التجارية، وسلامتها.”